العازفة رانيا يحيى لـ"بوابة روزاليوسف": اختياري لآلة الفلوت جاء بمحض الصدفة
د. رانيا يحيى: القومي للمرأة يحقق كل يوم إنجازات لصالح المرأة.. وتكريمي في مهرجان بابل شرف كبير لي
البعض يلقبها بفراشة الفلوت والبعض الآخر يلقبها بملكة النغمات، استطاعت أن تخطف القلوب بدون استئذان، كما أنها مثال للمرأة التي تجمع العقل والقوة والرقة، هى الدكتورة رانيا يحيى، رئيس قسم فلسفة الفن والعلوم بالمعهد العالى للنقد الفنى وعضو المجلس القومى للمرأة، التي تقوم بعمل ترابط بين قضايا المرأة والفن بمختلف أنواعه.. "بوابة روزاليوسف" التقت بها وكان معها هذا الحوار.

- أنتِ من أمهر عازفى آلة الفلوت فى مصر.. كيف بدأتِ خطواتك الأولى في عالم الموسيقى؟
أنا أكبر أخوتي وبدأت الموسيقي وأنا في سن صغيرة، وكنت اهتم بالآلات الموسيقية التي أحضرتها لي والدتي في المنزل والتي تنوعت بين أورج وأكورديون وإكسليفون وكلها آلات صغيرة لكي كنت ألعب بها وكنت مهتمة بها للغاية، ثم بدأت اتلقي درس بيانو في المدرسة ثم التحقت بالكونسرفتوار وعمري 12 عاماً وتخصصت في آلة الفلوت وهي كانت البداية لرحلة عشق لآلة الفلوت في الكونسرفتوار، واللجنة الممتحنة اختاروا لي هذه الآلة لأنها الأنسب لصفاتي الجسدية، وهي آلة حالمة جميلة رقيقة صوتها يشبه تغريدة العصافير وهذه بداية رحلتي مع هذه الآلة الجميلة.
- كيف يمكن للفن أن يخدم قضايا المرأة في المجتمع؟
الفن يخدم قضايا المرأة من خلال الدراما والأغنيات التي تؤثر في وجدان الناس والأعمال الدراما والسينما والمسرح والتلفزيون والأغنية والرقصات عليهما دور وكذلك فن الكاركاتير وكل الفنون عليها دور في أنها تخاطب وجدان الناس بعمل إبداعي يناهض فكرة التمييز ضد المرأة أو العنف ضد المرأة أو يوعي الناس من خلال الفن والإبداع بدور هذه القضية على أساس أن المراة شريك حقيقي داخل المجتمع والمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، وبالطبع الفن له رسالة في توصيل الهدف بشكل أسرع وأقوى لارتباط الجمهور بالفنون المختلفة وكافة أشكال الفنون تقدر أنها توصل للناس بشكل مبسط ومحبب فتوصل الرسالة أسهل وتكون أقوى من أنها توصل عن طريق كتاب أو ندوة أو معلومة جافة، لكن أستطيع من خلال الفنون أوصل الرسالة التي أريدها بشكل مبسط ومؤثر أكثر فيظل الأثر الخاص به مستمر بشكل أكبر.

- كيف جاء اختيارك لعضوية المجلس القومى للمرأة؟ وما هي الأحلام التي تريدين تحقيقها؟
اختياري جاء من قبل فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي واعتبره تتويج لرحلة عمل واجتهاد استمر لسنوات طويلة وشرف لي وجودي في المجلس القومي للمرأة بقرار موقع من سيادة الرئيس وأشكره لوجودي ضمن الكوكبة الموجودة في المجلس القومي للمرأة، والأحلام التي أتمنى تحقيقها هي الأمن والاستقرار لبلدي وأن تظل راية مصر مرفوعة دائماً في وسط كل دول العالم وتظل راية مصر منصورة وترفرف في كل مكان، وأتمنى أن نكون منتصرين على الظلاميين والأفكار الإرهابية التي تأخذنا إلى قرون للوراء، لكن الشعب المصري صاحب الإرادة والقيادة الحكيمة من السيد الرئيس الذي تولي المسؤولية في فترة كانت غاية في الصعوبة استطاع في خلال سنوات بسيطة أن يحقق لنا نهضة وتنمية بسرعة وينهي ملف الإرهاب ويحافظ علينا داخلياً وخارجياً، وكل ما يحدث من تطوير يصب كله في صالح المجتمع المصري ككل وصالح المرأة المصرية، وأرى أن هناك أحلام كثيرة كنا نتمناها بدأت تتحق وإنجازات لصالح ملف المرأة وإنجازات على مستوى الدولة والتنمية التي تحدث فيها والعاصمة الإدارية الجديدة وملف الرقمنة كل هذا يصب في صالح الدولة المصرية وريادتها واستعادتها لدورها الريادي ونتمنى أن تكون بلدنا في أعلى مكانة والأفضل دائماً.
- ما دور المركز القومي للمرأة في التصدي للعنف ضد المرأة؟
يتم ذلك بأشكال مختلفة من خلال حملة ال ١٦ يوم لمناهضة العنف ضد المرأة كل عام، والتوعية التي يقوم بها المجلس من خلال فروعه في 27 محافظة ومكتب الشكاوي التي يتصدى لشكاوي المرأة ولأشكال العنف المختلفة والخط الساخن والدعم النفسي والقانوني والاجتماعي الذي يقدمه المجلس بالمجان، بالإضافة إلى التشريعات التي خرجت من المجلس لصالح المرأة المصرية وحمايتها من كافة أشكال العنف المختلفة.
كما لدينا اللجنة الوطنية لحماية المرأة من ختان الإناث وهي بين المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة، وهناك قانون لمنع زواج القاصرات وقانون يحمي المرأة من الحرمان من الميراث، وكلها ملفات مختلفة تحمي المرأة من العنف وأشكاله.
- وماذا عن دوره في حل مشكلة تزايد أعداد الطلاق؟
يتم ذلك بالتوعية بأهمية التماسك الأسري وتوعية المرأة بحقوقها وواجباتها وأنها دائماً تحافظ على الزوج والأسرة و الأبناء، وتشجيع السيدات على الاستقرار الأسري وحماية السيدات بالتمكين الاقتصادي الذي يضمن للسيدة أن يكون لديها عمل ومصدر رزق يساعدها في أن تقوم بالتزاماتها داخل بيتها، إضافة إلى فكرة التوعية بأهمية الاستقرار الأسري نفسياً واجتماعياً وصحياً لصالح المرأة وصالح أولادها وكل هذا نعمل عليه لمنع حالات الطلاق ومنع العنف وهو أحد الأسباب المؤدية للطلاق، وكذلك الفهم الصحيح للدين والابتعاد عن المفاهيم الخاطئة حتى نتعامل مع الطلاق على أنه أبغض الحلال وأن نحاول أن نحافظ على الأسرة لصالح الأبناء.
- ما هى الإنجازات التي قام بها المجلس القومي للمرأة؟
المجلس قام بإنجازات كثيرة على مستوي التمكين الذي حدث للمرأة في استراتيجية النهوض بالمرأة، تمكين سياسي واقتصادي واجتماعي وحماية ثقافية وتشريعية، والأعداد الكبيرة التي وصلت لها الحكومة إذ نسبة النساء بها 25٪، و28% في مجلس النواب، و14٪ في مجلس الشيوخ، وهيئات وقطاعات كبيرة فيها عدد كبير من السيدات، وأصبحت المرأة تحتل مناصب عديدة، ولدينا تمكين اقتصادي وتوفير مشاريع متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر، ولدينا بطاقات الرقم القومي وشهادات أمان وحماية للمرأة اجتماعياً من كافة أشكال العنف، وبرامج الصحة والمبادرات الصحية التي قام بها الرئيس مثل الكشف المبكر وسرطان الثدي ونور حياة وفيروس سي، وكلها تصب في صالح المرأة، وقوانين مناهضة ختان الإناث وزواج القاصرات والميراث وتغليظ عقوبة التحرش، وقانون المجلس القومي للمرأة، كل هذه القوانين تصب في صالح المرأة، وكل يوم المجلس يحقق إنجازات ومكاسب لصالح المرأة المصرية، إضافة إلى مؤتمرات يشارك فيها المجلس، وتمثيل مصري مشرف في الداخل والخارج وإطلاق عام المرأة المصرية في 2017، وحملات ومبادارات متعددة وكثيرة مثل حملة طرق الأبواب، حملة التاء المربوطة، حملة لأني رجل، حملة حياتك محطات وغيرها كثير من المبادرات.

- وما هي الإنجازات التي حققتيها في أكاديمية الفنون وكذلك كونك عضو في المجلس القومي للمرأة؟
استطعت بفضل الله عمل تعاون مثمر وبناء بين المجلس القومي للمرأة وأكاديمية الفنون منذ عام 2016 وعملنا مسابقات ومهرجان للمسرح النسوي وملتقي للمرأة والإبداع وأنشطة مختلفة ووحدة لمناهضة العنف في أكاديمية الفنون، ومن أول الجامعات التي عملت هذه الوحدة ونقوم بعمل توعية ونشتغل علي أنشطة مختلفة، وكوني رئيس قسم فلسفة الفن في معهد النقد الفني في الأكاديمية أقوم بدوري كأستاذة جامعية بجانب دوري كمهتمة بالعمل العام والعمل التطوعي وعندي في المجلس القومي للمرأة ملتقي وحدة الجامعات بشرف بمسؤولية متابعة هذا الملتقي الذي يضم جميع وحدات مناهضة العنف في الجامعات المصرية وأشارك في كل المبادرات التي يقوم بها المجلس وأشارك على مستوي المحافظات في المبادرات والحملات.

- وماذا عن مشاركتك في مهرجان بابل الدولي؟
عدت من العراق من أيام وهي دولة عربية شقيقة محبة لمصر والمصريين، واعتبر مشاركتي متميزة وتمثيل مشرف لمصر وكنت العازفة الوحيدة التي قدمت فقرة للعزف المنفرد رغم وجود 28 دولة مشاركة وعدد الحضور وصل إلى 20 ألف متفرج في الليلة الواحدة بالمسرح البابلي وهو مسرح عريق يذكرنا بعبق التاريخ والحضارة البابلية وسعدت بالمشاركة، وأشكر إدارة المهرجان التي أتاحت لي الفرصة أن أواجه هذا الجمهور العريق والمحب والمتعطش للفنون، وتكريمي في هذا المهرجان يمثل لي حاجة كبيرة وسعيدة به ويشرفني هذا التكريم وفخورة إني أمثل مصر في هذا المهرجان الدولي المهم الذي أسعدني وأثلج صدري ووجدت ترحيب كبير من الجمهور وتصفيق حاد، واهتمامهم وفرحتهم بمصر والمصريين، نداءاتهم وهتافاتهم لي كانت تؤكد حب العراق الشقيقية لمصر أم الدنيا والمصريين والشعب العراقي والشعب المصري بينهم حالة من الحب والتآلف والمصاهرة.
- لديكِ فرقة موسيقية مع عائلتك.. كيف جاءت فكرة إنشائها وما هي طموحاتك الفنية معها؟
أختي هي الدكتورة رشا يحيي فنانة جميلة متميزة عازفة شاطرة جداً وموهوبة، في البداية كنا نعزف مع بعض وعندي ولادي يحيي وفريدة أصبحوا يعزفوا فالحكاية كبرت إلى ما، ونكون سعداء لما نتشارك كلنا معاً، كما أن وزوجة اخي هي الفنانة المطربة أميرة أحمد، فكل واحد فينا متخصص في حاجة ونساعد بعض ونكمل بعض وحالة الألفة والهارموني والتوافق بيننا على المسرح اعتقد أنها حالة متفردة، فهي حالة إنسانية وفنية تمتعنا واعتقد أنها تصل للجمهور لأنها حالة تخرج من القلب وتصل للقلب بسرعة.



