قناة السويس تستعيد الحفل الأسطوري بعد 152 عامًا من افتتاحها
تحتفل قناة السويس اليوم 17 نوفمبر من كل عام بذكري افتتاح قناة السويس، والذي أقيم علي إثره احتفال كبير دعي إليه ملوك وأباطرة العالم، ومرور أول قافلة بحرية بقناة السويس، في مقدمتها اليخت "ايجل" الخاص بإمبراطورة فرنسا "اوجيني"؛ ثم عبور يخت امبراطور النمسا ثم يخت أمير واميرة هولندا وولي عهد بروسيا، فضلا عن عبور المراكب والقطع البحرية الخاصة بالضيوف من السفراء وممثلي دول العالم، لتبقي ذاكرة العالم بهذا الاحتفال، محفورة في الأذهان حتي بعد مرور ١٥٢ عاما.
واشتمل الحفل علي العديد من الفقرات الترفيهية والسياحية وأيضا الدينية والثقافية، والتي أثرت تاريخ الشعب المصري انتصارا حقيقيا يحاكي العالم اجمع، استغرقت مراسم الاحتفال عدة أيام وشملت عدة مناطق بطول خط قناة السويس.
انطلقت مراسم الاحتفال، من منطقة بورسعيد أثناء استقبال الملوك والأمراء في البحر, مرورا بمنطقة الإسماعيلية، وإقامة حفل وعشاء فاخر يليق بكبار الشخصيات التي وجهت إليهم دعوي حضور الحفل الاسطوري، لتنتهي مراسم الاحتفال في منطقة السويس.
ابهرت رسومات الفنان العالمي الفرنسي "أدوارد ريو " والبوم الرسومات، التي حرص الملك إسماعيل علي توزيعها للحضور، لتوثيق هذا الاحتفال العالمي بافتتاح قناة السويس.
أشاد العالم في هذا الوقت بهذا الاحتفال، حيث التنظيم وفخامة الحدث، والتي ترك أثرا واضحا، عكسه العديد من المواقف، التي جاء علي راسها حينما أرسلت الإمبراطورة اوجيني إلي زوجها نابلون الثالث رسالة قائلة: "وصلت بورسعيد بسلام، استقبال باهر لم تشهد مثيله قط طوال حياتي".
وعقب مرور ١٥٢ عاما علي ذكري افتتاح قناة السويس، نحتفل أيضا بما تشهده قناة السويس، من تطوير وحداثة تكنولوجية، جعلتها حديث العالم في الوقت الحالي، لا سيما نجاح إدارة قناة السويس، في عبور السفينة الجانحة بمنطقة الجنوب "ايفر جيفن"؛ التي تسببت في توقف الملاحة بقناة السويس لمدة ٦ أيام متتالية، نجحت خلالها الهيئة ورجالها في التخلص من تلك الأزمة، والتي أرت سلبا علي العالم أجمع، وحركة التجارة العالمية.
وبناء علي ذلك شهدت قناة السويس، أعمال التوسعة والتطور، في المنطقة الجنوبية التي شهدت جنوح السفينة البنمبة، والتي تعد من المناطق الضيقة مقارنة بباقي مناطق القناة، لتأتي الكراكة حسين طنطاوي أكبر كراكات الشرق الأوسط، للقيام باعمال التوسعة والتطوير في هذه المنطقة الجنوبية، لتبدا أولي نجاحات أعمالها في المجري الملاحي العالمي.
ويؤكد السيد عبدالنعيم رئيس التكريك بـ"حسين طنطاوي"؛ علي بداية أعمال التوسعة والتعميق, بداية من الكيلو ١٣٢ وحتي ١٦٢ كم ترقيم قناة جنوب قناة السويس،بمساحة ٤٠ كم تجاه الشرق، مما يساهم في سهولة حركة المراكب في هذه المنطقة، فضلا عن استيعاب مراكب أكبر وزيادة صفحة المياه لتستحمل حمولات أكبر، وتحديدا بمنطقة جنوح السفينة البنمية إيفر جيفن، وتتمثل أهمية التوسعة والتعميق بهذه المنطقة، كونها من المناطق الضيقة مقارنة بباقي مناطق المجري الملاحي.
كما انضمت الكراكة "مهاب مميش" الي اسطول كراكات هيئة قناة السويس وعمل توأمة قوية بين الكراكتين، تشهد لكفاءتهما العالم أجمع، في مجال التوسعة وتطوير الممر الملاحي العالمي لقناة السويس .



