ذاكرة الكاريكاتير بمنزل الفنان صاروخان
نظم مشروع ذاكرة الكاريكاتير في الرابعة من زيارة إلى منزل الفنان الراحل: ألكسندر صاروخان 1898 – 1977 بمصر الجديدة، لتقديم واجب العزاء للأسرة في وفاة السيد جارو نارديان 1929 – 2021، حيث زوج السيدة: سيتا ألكسندر صاروخان، الذي وافته المنية في السادس من شهر نوفمبر الماضي، عن عمرًا ناهز الحادية والتسعين عامًا.
ضمت الزيارة مجموعة من رسامي الكاريكاتير وهم نوبي بديع، عماد عبد المقصود، رغداء جواد حجازي، أماني هاشم، شيماء جمال، ريتا كيفوركيان، والروائية منى العساسي، والباحث المتخصص في تاريخ الكاريكاتير المصري وليد حسن.
بدأ اللقاء بكلمة ترحيب من السيدة سيلفا نارديان، كريمة السيد: جارو نارديان 1929 – 2021، وحفيدة الفنان الراحل: ألكسندر صاروخان. أعربت فيها عن شكرها للحضور، وعن سعادتها البالغة بتلك الزيارة، التي تعكس مدى الحب والتقدير من مشروع ذاكرة الكاريكاتير، وكافة الحضور لما قدمه والدها من مجهودات للحفاظ على تراث صاروخان.
أعقب الكلمة عرض ثلاثة فيديوهات سجلها الباحث والكاتب عبدالله الصاوي، مؤسس المشروع، عام 2014 مع السيد: جارو نارديان؛ تناولت الفيديوهات بالتفصيل حياة الفقيد من الميلاد وصولاً إلى زواجه من السيدة: سيتا صاروخان، الإبنة الوحيدة لرسام الكاريكاتير الراحل: ألكسندر صاروخان عام 1956، كما تطرق جارو في الحديث إلى العديد من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي عاشها وكان شاهدًا عليها منها: مظاهرات الطلبة ضد الاحتلال الإنجليزي عام 1935، مطالبين بالجلاء عن مصر، وحصار قصر عابدين عام 1942، وقيام ثورة يوليو 1952 وجلاء الإنجليز إلى مصر، وقرارات التأميم في عهد عبدالناصر، وصولاً إلى ثورة 2011، وما أعقبها من أحداث.
وفي كلمته أشار الصاوي، إلى أن بداية علاقته بأسرة صاروخان تعود لعام 2011، وأن السيد جارو كان أول من استقبله بكل ترحاب ومحبة، كما كانت أسرة صاروخان هي الداعم والمساند الأساسي، لكافة الأنشطة والفعاليات التي أقامها مشروع ذاكرة الكاريكاتير عن صاروخان، بما في ذلك كتابا: صاروخان.. البدايات المجهولة، وهذا ما دفع الصاوي للارتباط بأسرة صاروخان حتى الآن.
وأوضح الصاوي أن جارو كان الحارس الأمين لتراث صاروخان على مدار أكثر من أربعة عقود، ولولا ما قام به جارو لضاع تراث صاروخان، على غرار ما حدث مع تراث بقية رواد فن الكاريكاريكاتير المصري.
وتابع: الصاوي، منذ حوالي خمس سنوات جمع جارو كريمتيه سوسي وسيلفا، ووزع تركته عليهما، وعهد بتراث صاروخان إلى إبنته سيلفا، حيث كان حريصًا خلال حياته على أن يُعد ويجهز سيلفا لكي تحمل الراية من بعده؛ وهذا إن دل على شئ إنما يدل على مدى المحبة والتقدير التي كان يكنهما جارو لصاروخان، فالرجل كان يفكر في كيفية الحفاظ على تراث صاروخان حتى بعد رحيله. وطالب الصاوي في ختام كلمته أسر رسامي الكاريكاتير المصريين وحتى العرب بضرورة دراسة تجربة أسرة صاروخان، وكيفية حفاظهم وتسويقهم لتراث صاروخان على مدار أكثر من أربعة عقود، فهم بحق إنموذجًا يجب أن نحتذي به.
وفي ختام الزيارة قدم رسامو الكاريكاتير المشاركين في الزيارة، مجموعة رسوم كاريكاتيرية للفقيد، وحرص الفنان: هاني عبدالجواد، وكذلك الفنان: عمر صديق، اللذان منعتهم ظروف خاصة من الحضور؛ ولكنهما كانا حريصين على المشاركة ببورتريه للفقيد تقديرًا ومحبة لأسرة صاروخان.
واصطحبت السيدة: سيلفا نارديان الحضور للتجول في متحف صاروخان، ومشاهدة كنوز صاروخان؛ كما قامت بإهداء الحضور نسخة موقعة منها من كتاب: ألكسندر صاروخان، الذي صدرت طبعته الأولى عام 1998؛ بمناسبة الاحتفال بمئوية ميلاد صاروخان.
وأوضحت سيلفا بأن الأسرة رفضت رفضًا قاطعًا على مدار سنوات بيع تراث صاروخان الكاريكاتيري، على الرغم من الإغراءات المالية الكبيرة التي قدمت لهم، وناشدت الأسرة وزارة الثقافة المصرية أكثر من مرة على مدار أكثر من أربعة عقود؛ من أجل إقامة متحف لصاروخان- على أن تتبرع الأسرة للوزارة بكافة الرسوم التي يحتاجها المتحف - ولكن للأسف الشديد دون جدوى حتى الآن!!.



