الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

صدق الشاعر حافظ إبراهيم عندما قال: «الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها.. أَعدَدتَ شَعبًا طَيِّبَ الأَعراقِ»، البداية الحقيقية لتنمية الوعي والإدراك لدى الأطفال تبدأ من الأسرة وعلى رأسها الأم.

 

قد نكون في مرحلة كاشفة لكثير من أضرار التكنولوجيا، تجلت هذه الأيام بسبب الجائحة، فأصبح الاعتماد على الإنترنت والحياة الرقمية كبير جدًا فعلى الرغم من التقدم والتطور الذي أسهمت الأدوات التكنولوجية فيه من تيسير أمور الحياة، والتعليم، وحتى الترفيه.

 

لم تستكن العناصر المخربة والإجرامية من استغلال ارتباط البشر بالإنترنت واعتمادهم عليه بشكل أساسي، وخرجت من مرحلة الاحتيال والابتزاز، إلى مرحلة آخري، وهي تزييف الوعي والإدراك لدى قطاع كبير من الشباب، فتسلطت عليهم مواقع الجماعات الإرهابية والمتطرفة، مستغلة التطبيقات الجديدة، والتي تبث مقاطع الفيديو والصور، وتمكنهم من تغيير الصورة الذهنية لدى هؤلاء الشباب والصغار.

 

ليعتادوا بعض الأنماط المتطرفة للتشكيك في كل شيء بدءا من الأسرة ووحدتها تدرجًا إلى القيم والعادات ومن ثم التوسع، لتشمل كل أنماط الحياة الاقتصادية والسياسية، في دعوة منظمة لهدم الأوطان وتفكيك وحدتها.

 

كما أن تأمين الفضاء الإلكتروني مهمة صعبة، لأن تصميم الإنترنت قائم على تشجيع التواصل، وليس الأمن والخصوصية. هذا يدق ناقوس الخطر لتنتبه الأسر لأبنائها، فتعرض الأولاد للأجهزة المحمولة لفترات طويلة بدون داعي من متابعة الدروس أو المعرفة، يجعلهم أسري لهذه الأجهزة، وهذه المواقع والتي تقوم بتحليل سلوك المتردد عليها باستخدام الذكاء الاصطناعي، لمعرفة حالته النفسية والمزاجية وتحليلها، من خلال المفردات التي يبحث عنها ثم توجيهه إلى رسائل معينة أو أخبار وشائعات لإحكام السيطرة عليه، يكون فيها هذا الفرد نواة لمجتمعه واحد تلو الآخر حتى يتشكل مجتمع فاقد للبوصلة والاتجاه، ومن ثم يمكنهم تمرير مخططاتهم لتدمير الشعوب.

 

قد تكون الأم منشغلة عن أبنائها نتيجة أعباء الحياة، فيسهل عليها حتى تستريح قليلًا أن ينشغل أبنائها باللعب على أجهزة المحمول، هذه صورة نرها تقريبًا في كل بيوتنا.

 

ويتطور الأمر باستغلال هذه الألعاب، ليتقمص الطفل شخصية بطل اللعبة أو تتم السيطرة على توجهاته وأفكاره، من خلال مراحل هذه الألعاب والتي تبدأ بمستوى جاذب ثم تتوالى المهام حتى يرتبط بها الطفل وبالفعل يمارسها في حياته الحقيقية، من عنف متبادل أو عدم اكتراث بمن حوله، وقد يمتد إلى دراسته وسلوكه مع أقرانه.  

 

فحماية أولادنا من الهاكرز ومن الأفكار المتطرفة يستوجب على كل أسرة وضعه في أولويات التربية والتوجيه، ويجب مراجعة ما يتصفحه الأطفال سواء مواقع تواصل اجتماعي أو ألعاب، باستخدام التكنولوجيا أيضًا عن طريق تطبيقات المحمول، والتي تسهل هذه المهمة فهناك العديد من التطبيقات والإجراءات يمكن أن تساعد رب الأسرة من الحفاظ على معلوماته وبيانات أفراد أسرته، فمن المستحيل أن تكون آمنًا بنسبة 100 في المئة على الإنترنت، لكن، هناك بعض الحيل التي تجعل معلوماتك أكثر أمانًا، فمعلوماتنا الشخصية كالصور مثلاً لا تفتح شهية قراصنة الإنترنت (أو الهاكرز) كما هو الحال مع صور المشاهير، لكن الأمر ليس بالضبط على هذا النحو.

 

حقيقة الأمر أننا جميعاً لدينا معلومات وصور ورسائل، نحرص على ألا يطلع عليها الآخرون.

 

كما أننا نرغب في ألا يطلع أحد على معلومات من قبيل تفاصيل بطاقات الائتمان البنكية الخاصة بنا.

 

وإذا كنا نرغب في أن تهتم الشركات بتصميم برمجيات أكثر أمنًا للمحافظة على معلوماتنا، فإنه من باب أولى أن نتخذ نحن أنفسنا التدابير الكافية لحماية معلوماتنا من التسرب وحساباتنا من الاختراق.

 

 

نائب رئيس تحرير جـريدة الجمهورية

[email protected]

 

تم نسخ الرابط