القباج: الاستثمار الاجتماعي منهج تتبناه الدولة لتعزيز إنتاجية الأفراد وتحسين جودة حياتهم
أكدت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي أن الاستثمار الاجتماعي منهج تتبناه الدولة والقيادة السياسية لتعزيز إنتاجية ورفاهة الأفراد في المجتمع وتحسين جودة حياتهم بما يحقق النفع علي نطاق واسع، مشيرة إلي أن الاستثمار الاجتماعي يعد إحدى الركائز الأساسية التي تُظهر التزام جميع مؤسسات الدولة بتحقيق عوائد إيجابية اقتصادية واجتماعية من جهود الاستثمار، وهو أيضاً التزام جميع المواطنين بكل فئاتهم واختلافاتهم لتسهيل تيسير ودمج ذوي الإعاقة في كافة مناحي الحياة، وذلك في إطار سعينا الدؤوب لتحقيق التنمية العادلة والدامجة والمستدامة.
جاء ذلك خلال افتتاح وزيرة التضامن الاجتماعي فعاليات المؤتمر السنوي الأول الذي تنظمه الوزارة حول "جدوى الاستثمار الاجتماعي في الأشخاص ذوي الإعاقة"، ويستمر على مدار يومين ، بمشاركة الدكتور عبد الهادي القصبي رئيس لجنة التضامن الاجتماعي والأسرة والأشخاص ذوي الإعاقة بمجلس النواب والدكتور طلعت عبد القوي عضو مجلس النواب ورئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية وأعضاء مجلس النواب والأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي والدكتور أشرف مرعي المشرف العام على المجلس القومي لشؤون الإعاقة، وعدد من المؤسسات الدينية ونخبة من الجمعيات الأهلية المعنية بقضايا الإعاقة.

وقالت القباج إن قضية الإعاقة هي قضية اقتصادية وليست فقط أسرية أو اجتماعية، حيث يستفيد الفرد ذو الإعاقة من فرص التوظيف المتوفرة، وتستفيد الدولة من قدراته وطاقاته ليشارك في دفع عجلة الإنتاج وفي المساهمة في تحقيق مؤشرات التنمية، مضيفة أن هناك حاجة إلى التغلب على الحواجز الأوسع في التأهيل وفي سوق العمل، ويتطلب ذلك تدخلات من كافة مؤسسات الدولة كلًا في تخصصه، ولا يقتصر على مؤسسة ما بعينها.
وأضافت أن قضية الاستثمار الاجتماعي تتضمن المساهمات العينية والنقدية، كما يشمل استغلال الأفكار الريادية والمبدعة، ونقل المهارات والمعارف وتعزيز الطاقات وتوظيف الوقت وتعبئة المتطوعين ومد جسور العلاقات وغيرها من أوجه الاستثمار التي توفر نفعا حقيقيا للمجتمع، مشيرة إلى أن سياسات الإعاقة تشهد في السنوات الأخيرة تحولاً نحو الاستثمار الاجتماعي وتعزيز رأس المال البشري والوصول إلى سوق العمل، إلا أن الوصول إلى سوق العمل لا يحدث فجأة ولكنه يتبع مسار منظم بدء من مرحلة الطفولة حين يتم اكتشاف الإعاقة بما يستوجب موضوعات التأهيل المبكر والتعزيز الإيجابي للأطفال ذوي الإعاقة والتعليم المتكافئ والدامج والرعاية الصحية الجيدة والتدريب والتأهيل لسوق العمل وتوفير فرص الإتاحة والمساعدة في البحث عن عمل التوظيف الآمن وتوفير سبل الحماية الاجتماعية والتأمينية اللازمة.

وأوضحت أن الاستثمار في الأشخاص ذوي الإعاقة هو استثمار استراتيجي يسعى إلى توظيف الطاقات لأقصى حد والحصول على عوائد تليق بالحياة الكريمة التي يصبو إليها الوطن بأكمله، ومن المتطلبات الواجب توفرها لتعزيز الاستثمار المجتمعي أهمية التوعية والتثقيف بتعزيز تكافؤ الفرص ورفض التمييز بكافة أشكاله، ووجود قنوات إبلاغ عن أية ممارسات تخالف قواعد تكافؤ الفرص، بالإضافة إلى تهيئة وتيسير قواعد الإتاحة التي تمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من التنقل ومن استثمار طاقاتهم في سوق العمل، وزيادة فرص تطويع العمل عن بُعد، في حالة اختيار الشخص ذو الإعاقة تلك البدائل، وتطبيق قواعد الدعم الجزئي لسبل تنقل الأشخاص ذوي الإعاقة، وأخيرا تطوير قدرات ذوي الإعاقة من الصغر وإعلاء تقديرهم لأنفسهم ولمشاركتهم في المجتمع، وتأهيلهم لسوق العمل ومساعدتهم لإيجاد فرص توظيف أو عمل مشروعات متناهية الصغر.
من جانبه، قال الدكتور محمد حلمي مستشار وزيرة التضامن لخدمات الإعاقة والحوكمة ،إن المؤتمر يناقش ثلاثة محاور أولها "جدوى الاستثمار الاجتماعي في الأشخاص ذوي الإعاقة"، أما المحور الثاني "توقعات واحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة من استراتيجية مصر للتنمية المستدامة ..رؤية مصر 2030 ومشروع حياة كريمة لتنمية الريف المصري"، أما المحور الثالث يتناول " ريادة الأعمال والابتكار، وخدمات الشمول المالي.. حقوق للأشخاص ذوي الإعاقة" .
وأضاف أن الهدف العام وهو نشر الوعي المجتمعي حول تعريف الاستثمار الاجتماعي في الأشخاص ذوي الإعاقة، وأهدافه، وأهميته والعوائد المتوقعة منه، ومبادئه، ومراحل التطبيق داخل كافة مؤسسات الدولة.



