الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تعرف على الخطوات الصحيحة لحماية الأسماك من موجات البرد الشديدة

مزارع الأسماك
مزارع الأسماك

توثر موجات البرد الشديدة علي الثروة السمكية بشكل مباشر، وتهدد الأسماك بالنفوق المستمر خلال موسم الشتاء، لذلك يجب علي أصحاب المزارع السمكية اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية المختلفة لحماية الأسماك من خطر موجات البرد الشديدة، التي تداهمهم في فصل الشتاء.

وقال الدكتور الخطيب يسري جعفر، أستاذ أمراض الأحياء المائية بالمركز القومي للبحوث، إن الانخفاض الشديد في درجات الحرارة يقلل من نشاط الأسماك بشكل كبير لدرجة أنه يمكن اعتبارها شبه ميتة إكلينيكيا، فتكون العمليات الحيوية للأسماك متوقفة تماماً في حين أنها ما زالت حية وفي عملية ثبات، ويصل الأمر إلي أن بعض الكائنات المترممة ومنها الفطريات التي تتطفل علي الأجساد الميتة في البيئة المائية، قد تبدء في الاغتذاء علي الأسماك وهي مازالت حية والقضاء عليها في المزارع تماماً، بشكل متزامن مع الانخفاض الشديد في درجات الحرارة.

وأوضح الخطيب، في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف" أن موجات البرد تؤثر بالسلب علي العملية الحيوية الكاملة للأسماك، وذلك لأن الأسماك بطبيعتها من ذوات الدم البارد، ولذلك فإن عملياتها الحيوية معتمدة علي درجة حرارة الوسط التي تعيش فيه، مؤكداً أن هناك عمليات حيوية للأسماك لا تعمل عندما تقل  درجات الحرارة عن حد معين تبعاً لنوع الأسماك، موضحاً أنه كلما انخفضت درجات الحرارة قلت العمليات الحيوية التي تستطيع السمكة أن تقاوم بها، ومنها الجهازها المناعي.

وأكد الخطيب، أنه إذا استمرت درجة الحرارة منخفضة انخفاضا شديدا لمدة 3 أسابيع على الأرجح فقد تؤدي إلي نفوق معظم الأسماك التي تم تبييتها أي "تشتيتها" بالمزارع، والذي يسببه فطر السابروليجنيا، وتسمي هذه الأمراض بالعدوي الفطرية القطنية، كما أن الأسماك النافقة، لا تطفو على سطح الماء لانخفاض درجة الحرارة عن المناسب لنمو البكتيريا التي تسبب الانتفاخ والطفو، ولكنها تموت وتتحلل تحت سطح الماء ليفاجأ المزارع بعد مرور الشتاء أن الحوض ليس به إلا هياكل عظمية لأسماكه النافقة.

وتابع الخطيب، أنه في الغالب لا يتم علف الأسماك في موسم الشتاء، ولكن يتم تأهيلها بروافع المناعة في الأعلاف، والأغذية المتوازنة، وذلك قبل دخول فصل الشتاء، موضحاً أنه من الأفضل أن يتم تشتية الأسماك في عامود مياه مرتفع " مياه عميقة" بالمزارع، وذلك لأن المياه تكون باردة من الأعلي، وتكون درجة حراتها معتدله من الأسفل، وهذا الأمر يقلل من نسبة نفوق الأسماك في موجات البرد، ولكن لا يمنعها.

 

وأضاف الخطيب، أن الأسماك لا تتحمل أيضاً الإرتفاع الشديد في درجات الحرارة ويكون هذا فوق طاقتها، ويسبب ذلك إجهادا حراريا للعمليات الحيوية، والفسيولوجية الطبيعية للأسماك، فكلما ارتفعت درجات الحرارة يقل احتفاظ المياه بالأكسجين، فتشعر السمكة بالنقص الشديد في الأكسجين، وما يصاحب ذلك من إزدياد معدلات نمو البكتيريا الممرضة للأسماك في المياه، وأيضا تتحلل المواد العضوية بشكل أسرع فتظهر الأمونيا، فتكون السمكة في عملية إجهاد متزايدة، وينتج عن ذلك زيادة عرضتها وقابليتها للأمراض البكتيرية، وكل هذا  مرتبط بالارتفاع الشديد في درجات الحرارة.

وأشار الخطيب، إلي أن الاعتناء بالأسماك في فترات ارتفاع الحرارة الشديدة يتضمن إمدادها بأعلاف متوازن مضاف إليها مقللات الإجهاد، وروافع المناعة، وأحيانا مثبطات نمو البكتيريا الممرضة و التي تكون من مستخلصات نباتية " فيتوبيوتيك" أو البكتيريا النافعة مثل البروبيوتيك، وبالنسبة لمياه الأحواض يلزم الاعتناء بجَودتها، كماً وكيفاً في فترات الضغوط على الأسماك، مثل العمل علي زيادة الأوكسجين فيها باستخدام أجهزة التهوية، والتخلص من الأمونيا باستخدام البكتيريا النافعة بشكل دوري في المياه.

تم نسخ الرابط