السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

"فيس بوك".. عدو الإنسانية 

 

كلما أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أشعر بالإحباط وخيبة الأمل، بالإضافة إلى إرتفاع في ضغط الدم الذي جعلني زبونا دائما لطبيب القلب.

 

شعور أرقني وأزعجني، خاصة عندما انحرف الفيس بوك عن هدفه ومعناه الحقيقي، وتحول إلى صفحات إعلانية ممولة، وأخرى سرادق عزاء، ومنها تعلن عن مريض يتألم أو سيجري عملية، وسادت الأخبار المؤلمة على صفحات برامج التواصل الاجتماعي. 

 

والقصة ليست خبر الوفاة أو الدعاء للمريض _ أبدا.. الحكاية هي عبارة عن إصابتنا بمرض جمود المشاعر حيث تحولت المشاركة الوجدانية من إنسانية إلى إلكترونية، واقتصرت المشاركة في جنازة أو عزاء المتوفى إلى إرسال رمز "وجه الحزن أو وجه البكاء"، وأحيانا نتذكر المتوفاة بكومنت على خبر الوفاة، وفي السياق ذاته اعتمادنا على الاكتفاء بكتابة ألف سلامة للمريض، دون الاهتمام أو التفكير بزيارته أو السؤال عنه والوقوف بجانبه.

 

ولم يكتف الفيس بوك والبرامج الأخرى على تفتيت الترابط الأسري، وخرق قانون الإنسانية، بل أصبح ستارا يختفي خلفه وجوه لا نعرف ملامحها أو نواياها غير الحسنة، هناك من ينساق وراء كل ما يكتب عليه دون التحقق من صحته، وهناك من يكتشف الحقيقة ويرفض الانسياق الأعمى خلف ما يكتب أو ينشر، أنه يعي جيدًا بأن هناك أعداء يتربصون لنا خاصة شبابنا.

أسئلة عديدة تبحث عن إجابة...

هل اختفت الإنسانية دون أن ندري؟

هل مات الإحساس بالآخر؟

هل فقدت كلمة "التواصل الاجتماعي" معناها الحقيقي، وتحولت إلى ابتعاد اجتماعي؟

 هل وجه الكتاب ألهانا بأن ننظر في وجوه بعضنا البعض؟

هل الفيس بوك وغيره من البرامج، أسهمت في قتل ما تبقى من إنسانية بداخلنا؟

هل مستخدمو هذه البرامج يتحققون من كل ما ينشر؟

هل يعلم شبابنا بأن هناك من يتربص بهم خلف هذه البرامج؟

هل يعلم مستخدمو برامج التواصل الاجتماعي بأن نشر صورهم وبياناتهم الشخصية، اقتحام صارخ لخصوصيتهم؟

 هل يأتي اليوم ويعلم الجميع أن الفيس بوك، وما يشبهه من برامج بمثابة عدو للإنسانية؟

 

تم نسخ الرابط