الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، أعلنت عن اطلاق استراتيجية وطنية للتطوع خلال مارس القادم بعد الانتهاء من مسودتها، مشيرة إلى أن العمل التطوعي عمل مقدر حيث يتحمل عبئا كبيرا من مسؤولية الشراكة مع مختلف الجهات والهيئات الحكومية والمؤسسات وشركات القطاع الخاص.. فالمجتمع الأهلي في مصر بات قويا ولديه قدرات كبيرة يستخدمها في الاعتماد على نفسه بصورة كبيرة.
الاستراتيجية مهمة لأنها تنظم العمل التطوعي من خلال منظومة متكاملة بتضافر الجهود، لتصب جهود التطوع في خدمة الوطن والناس..
التطوع.. هو تقديم جهود بلا مقابل، وقد يكون الجهد بدنيا أو فكريالخدمة المجتمع والناس..
والتطوع قد يكون فطريًا عند بعض الناس، وأحيانا قد يصل الى حد الإدمان عند البعض الذين يعشقون خدمة الآخرين وقضاء حوائج الناس.
وعمليات التطوع تحتاج إلى تنظيم لتوجيه الجهود لخدمة المشروعات النافعة والمفيدة والبناءة، مثل مشروع حياة كريمة أو مشروع محو الامية وغيرها من المشروعات التي تصب فى خدمة الوطن والناس.. فالتنظيم يؤدي لنتائج أفضل من خلال المنظومة التي تشارك فيها الأجهزة المعنية والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني، لكن إذا كان المتطوع يقدم جهدا بلا مقابل، إلا أنه ينبغي أن نوفر له المناخ الآمن للعمل التطوعي.. وأيضا لا بد من تشجيع المتطوع الذي يشارك في أعمال جليلة نافعة بمنحه بعض الحوافز.. خاصة إذا كان طالبا فيمكن منحه بعض المزايا كالاعفاء من بعض ساعات الدراسة أومنحه درجات إضافية.. فالمجالات التي يمكن أن يشارك فيها المتطوع متعددة.
والمتطوع إذا كان يخدم الوطن والناس.. فإنه أيضا يمكن أن يحقق فائدة لنفسه من خلال تبادل الخبرات مع الآخرين والاستفادة من تجاربهم..
والعمل التطوعي يفسح المجال لتفريغ طاقات الشباب في أعمال نافعة بناءة.. وهناك أشخاص تجرى الأعمال التطوعية في عروقهم.. وتحقق لهم السعادة وإشباع رغباتهم.. ولكن ينبغي على وسائل الإعلام أن تشجع الأعمال التطوعية والشباب المتطوع وتسلط الأضواء على المتطوعين الموهوبين أو الذين يذوبون عشقا في العمل التطوعي الذي يفيد المجتمع والناس.. فمن المتطوعين مواهب وعباقرة وطاقات وطنية مبدعة.. فتسليط الضوء على هؤلاء أفضل وأنفع ألف مرة من فتح القنوات لعناصر تخرب العقول بأعمالها البذيئة ومهرجاناتها التافهة وأصواتها المنفرة.. أو لتجار دين يجرون المجتمع للوراء بسمومهم وأفكارهم الظلامية.



