ماذا قالت وكالة ناسا عن مشروع "بنبان" للطاقة الشمسية؟.. (تفاصيل)
أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، جولة تفقدية لمجمع بنبان لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، والمقام على أرض قرية بنبان في أسوان، ضمن فعاليات افتتاح مشروعات جديدة في الصعيد.
يعد مجمع بنبان أضخم محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على مستوى العالم، واحتفت به العديد من الجهات ووسائل الإعلام الدولية، وأبرزهم كانت وكالة ناسا الأمريكية.
تقول وكالة ناسا إن مصر لديها الكثير من إمدادات النفط والغاز تحت الأرض، كما أن لديها وفرة من السماء الصافية وأشعة الشمس، ما دفع الحكومة المصرية في عام 2019 للاستفادة من بعض هذه الطاقة بإحدى أكبر منشآت الطاقة الشمسية في العالم، وهو "مجمع بنبان"، الذي يعد أول منشأة للطاقة الشمسية على مستوى المرافق في مصر، بقدرة إنتاج 1.8 جيجاوات من الكهرباء.
تقول ناسا إن مجمع بنبان الواقع في محافظة أسوان، على بعد حوالي 650 كيلومترًا جنوب القاهرة، والذي تكلف 4 مليارات دولار سيغطي حوالي 37 كيلومترًا مربعًا (14 ميلًا مربعًا) بأكثر من 7 ملايين لوحة شمسية ضوئية.
وتقول الوكالة الدولية إن الدافع وراء إنتاج الطاقة الشمسية ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى في مصر هو أكثر من مجرد تحرك نحو طاقة نظيفة، بل لتلبية الاحتياجات المحلية من الطاقة أيضًا، حيث كانت البلاد قبل 8 سنوات، تحتاج إلى 28 جيجاوات من الكهرباء، بينما كان إنتاجها 24 جيجاوات فقط، وكانت حالات انقطاع التيار الكهربائي شائعة في مصر وقتها، وكان حوالي 96 مليون مصري متضرر من هذه الانقطاعات، إلى أن خططت مصر لمضاعفة قدرتها على إنتاج الطاقة الكهربائية، ونجحت في القيام بذلك عن طريق إنشاء مزيج من محطات الطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية والغاز الطبيعي.
وتضرب ناسا مثلًا بأنه في بداية عام 2018 ، كانت مصر تستمد نحو 90٪ من احتياجاتها من الكهرباء من النفط والغاز الطبيعي، لكنها بعد بنبان، وبحلول نهاية عام 2022 ، تأمل الدولة في زيادة مصادر الطاقة المتجددة إلى 20 في المائة من الإنتاج المحلي، والوصول إلى 42 في المائة بحلول عام 2035.
وتقول ناسا إنه تم تطوير مجمع بنبان للطاقة الشمسية من خلال نموذج مثير للاهتمام، حيث تم تقسيم المنطقة إلى 41 قطعة أرض بأحجام مختلفة، وتم تخصيص قطع الأراضي لما يقرب من 30 مطورًا قاموا بتركيب الألواح الشمسية والمحولات والأجهزة الأخرى على الطرود الخاصة بهم.
سوف ينتج المطورون ويعيدون بيع الطاقة إلى المرافق الوطنية، حيث تم بناء الطرق والبنية التحتية، بما في ذلك التوصيلات بشبكة الكهرباء، من قبل الشركة القابضة لكهرباء مصر المملوكة للدولة، وتم تمويل العديد من المشاريع من شركات الطاقة الدولية ومؤسسة التمويل الدولية والبنك الدولي. بالإضافة إلى أهمية المشروع الاقتصادية، سيساعد بنبان على الحد من انبعاثات الكربون في مصر وفق تقرير للبنك الدولي.
من المتوقع أن يحد المجمع بأكمله ما يعادل 2 مليون طن من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري سنويًا، أي ما يعادل إنتاج حوالي 400 ألف سيارة من الانبعاثات.
سيساعد المشروع مصر أيضًا على تقليص استخدامها للوقود الأحفوري باهظ التكلفة والتلوث، والاستفادة من إمكاناتها الهائلة للطاقة الشمسية.
يقول تقرير البنك الدولي إن هذه العوامل مهمة للغاية مع شبح تغير المناخ الذي يلوح في الأفق.
على صعيد أخر، تخلق الاستثمارات المتدفقة على بنبان فرص عمل كثيرة، حيث عمل أكثر من 10000 شخص في الموقع أثناء البناء، ومن المتوقع أن يصل عدد الموظفين بعد تشغيل المحطات بالكامل إلى 4000 شخص، هذا أمر حيوي في جنوب مصر، حيث البطالة متفشية منذ عقود.



