الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

ما زالت قصة شكاوى "الفلاح الفصيح"، التي حدثت منذ آلاف السنين، من القصص الملهمة، ويرى علماء المصريات أن هذه الشكاوى عملًا أدبيًا رائعًا يدل على حضارة متفردة في الرقي، متفوقة على حضارات العالم القديم كلها.

"الفلاح الفصيح" مصطلح دائمًا ما يتردد أمامنا ويوصف به كل صاحب لسان فصيح يحسن التحدث والشكوى. وبالفعل تم نسخ شكوى "الفلاح الفصيح" على برديات قبل عرضها على الفرعون والذي أمر برعاية أسرته ورد مظلمته.

ولذلك فأغلب الظن أن هذه القصة حقيقية، وأن هذا الفلاح من ناس بلادنا الطيبين الذين يملكون فطرة نقية وتجرى الحكمة على لسانهم، وأنه كان يرتجل شكواه.

صورة "الفلاح الفصيح" متأصلة في أهلنا بالريف، لكنها الآن في نسختها الرقمية، فلم ينفصلوا عن الحداثة ولم يغب عنهم مواكبة التطور، فأصبحت الجروبات على وسائل التواصل الاجتماعي، كغرف أو كما يطلقون عليها في قريتنا "المندرة" يلتقي فيها أبناء القرية للحديث عن الأمور التي تهمهم أو تنظم حياتهم، يتبادلون فيها الأخبار، ويعرضون من خلالها شكاواهم بالصوت والصورة حتى تصل للجهات المعنية وتتدخل لحلها.

الدولة أيضًا لم تبتعد عن مواكبة القرية المصرية لأحدث النظم التكنولوجية، فأحسنت الدولة في قرار تجريم البناء على الأراضي الزراعية، وإعادة تأهيل الترع، والمصارف، حتى تُعيد للزراعة المصرية ريادتها المشهودة على مر التاريخ.

وكان تطوير القرية على رأس الأولويات في بناء مصر الرقمية، حيث بدأت الدولة في رقمنة قطاع الزراعة وتم إطلاق خدمات التحول الرقمي وتطوير منظومة الخدمات الزراعية الإلكترونية، منها مشروع "هدهد" المساعد الذكي للفلاح، وهو تطبيق للهاتف المحمول باللغة العربية يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لخلق تواصل أكثر فاعلية مع المزارعين من خلال توفير محتوى إرشادي رقمي حول مواضيع تهم المزارعين وأصحاب الحيازات الصغيرة لتمكينهم من الحصول بسهولة على الاستشارات الزراعية والتوجيه السليم.

حيث يستطيع المزارع في حالة ملاحظة أي إصابة على محصوله في كافة أطوار الموسم الزراعي أن يقوم بالتقاط صورة عبر هاتفه المحمول وإرسالها للمنظومة التي ستتعرف من خلال الذكاء الاصطناعي على نوع الآفات والتواصل مع الفلاح لإمداده بالإرشادات اللازمة لعلاج الآفة ومجابهة آثارها.

وفي إطار جهود الدولة للتحول الرقمي وميكنة الخدمات، أطلقت منظومة كارت الفلاح الذكي، وأضافت عليه ميزة المدفوعات، ويمكن من خلال كارت الفلاح الذكي تحديد الأرض وحجم الإنتاج، وترشيد الدعم وتوصيله إلى مستحقيه، ويحول الحيازات الزراعية من ورقية لإليكترونية.

كارت الفلاح الذكي يساعد الدولة في رسم السياسات الزراعية، ويساهم في حصول المزارع على قروض زراعية، وتسيير تسويق المحاصيل وتحديد أسعار المحاصيل.

ويساهم أيضًا في القضاء على التلاعب بالحيازات الوهمية، وتوفير قاعدة بيانات مدققة بكل حيازات الأراضي الزراعية.

"الجمهورية الجديدة" تُعيد صياغة وتحديث القرية، لتعود الزراعة المصرية لسابق عهدها وريادتها إقليميًا ودوليًا.

 

نائب رئيس تحرير جـريدة الجمهورية

[email protected] 

 

تم نسخ الرابط