بشائر الخير مع العام الجديد 2022 تبلورت في حزمة من رسائل التفاؤل، التي حملتها افتتاحات الرئيس عبد الفتاح السيسي لعدد كبير من المشروعات بالصعيد.. لتحمل معها العديد من الفرحة، التي تشبه فرحة تلقي الأبناء هدايا والدهم مع قدوم السنة الجديدة.
في البداية لم يكن توقيت افتتاح تلك المشروعات عشوائياً، سواء تم الافتتاح بطريقة مباشرة أو عن طريق الفيديو كونفرانس في قنا وأسوان والأقصر والمنيا، بالإضافة لمشروع توشكى الخير بأسوان.
المهم هو انطلاق إشارة بدء العمل مع بداية العام الجديد.. بداية سنوات الخير القادمة بفضل رؤية الرئيس الاستراتيجية لخدمة أهالي الصعيد، وما ستوفره الطفرة في البنية التحتية من جلب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية.
ومع تلك الانطلاقة جاءت حلول مشاكل الاستثمار في الصعيد، التي كانت تمثل حائط صد أمام توجه المستثمرين إلى الوجه القبلي، ولا نريد القول أنها كانت "حججًا" تقف حائلًا بين استغلال ثروات الصعيد، وفي مقدمتها الثروة البشرية التي تمثل عصب نجاح أي مشروع، وذلك بدلاً من هجرة الأيدي العاملة خارج محافظات الوجه القبلي. ويأتي ذلك من خلال توفير مجمعات صناعية، ومحاور وكباري، ومشاريع بنية تحتية، وهو ما أعلنته افتتاحات "أسبوع الصعيد"، حتى يكون كل شيء جاهزًا أمام المستثمر.
وها هي البداية.. مواجهة أحد أهم العوائق أمام المستثمر، وهي توفير التمويل اللازم لإقامة المشروعات، خاصة المستثمر الصغير، وتم الإعلان عن توفير برامج تمويلية، وتيسيرات لتخصيص 10 مجمعات صناعية للوجه البحري، وأيضاً توسيع قاعدة البنوك القائمة على تمويل الوحدات الصناعية الصغيرة والمتوسطة، وزيادتها إلى 8 بنوك، بالإضافة إلى جهود جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في هذا الصدد، مع تبسيط إجراءات الموافقة على الدراسات الفنية ودراسات الجدوى والدراسات الاقتصادية التي يقدمها المستثمر للحصول على التمويل، كما تم تخفيض منظومة التسعير الحالي لإيجار الوحدات بالمجمعات الصناعية، إلى جانب تبسيط شروط الاستفادة منها، مع تعهد لضمان الجدية، وطرح كراسات المجمعات الصناعية مجاناً، مقابل تقديم العروض.
وأيضاً توفير مقومات البنية الأساسية من شبكة الطرق، والإعلان عن تحديث وتطوير شبكة السكك الحديد، وقطارات الوجه القبلي، بحيث لا تكون هناك عربات قطارات قديمة بعد الآن.
وأيضاً افتتاح 5 محاور جديدة في صعيد مصر، وهي محور باسم المستشار عدلي منصور في بني سويف، و"سمالوط" في المنيا، و"ديروط" في أسيوط، وإطلاق اسم الشهيد باسم فكري على محور "قوص" في قنا، و"كلابشة" في أسوان، إلى جانب رصف كل الطرق الفرعية أسفل المحاور، أو إجراء ازدواج لها.
وفي قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة تم افتتاح 5 مشروعات قومية واستراتيجية بمحافظات الصعيد، في مقدمتها أكبر مجمع لتوليد الكهرباء النظيفة في الشرق الأوسط، وهو مشروع مجمع بنبان للطاقة الشمسية، ومحطة محولات بنبان 3، وافتتاح تطوير وتحديث وإنشاء مركزي التحكم الآلي بسمالوط المنيا، ونجع حمادي بقنا، إلى جانب افتتاح محطة الوليدية بأسيوط.
وفي لفتة مهمة للرئيس السيسي خلال فعاليات "أسبوع الصعيد"، لم يهتم فقط بمجمع خدمات المواطنين في قنا بقرية المراشدة، الذي يخدم 55 ألف نسمة، ويضم العديد من الخدمات للمواطنين، من بينها مركز تكنولوجي- مكتب الشهر العقاري- مكتب التموين- مكتب تضامن اجتماعي- أحوال مدنية- وحدة محلية- مجلس محلي- مكتب بريد.. ولكن فوجئ الجميع بحرص الرئيس على الجانب التثقيفي والمعرفي لأهالي الصعيد، من خلال زيارة مكتبة "حياة كريمة"، وهي أول مكتبة تم إنشاؤها ضمن مشروع مكتبات حياة كريمة بمحافظات الصعيد، ووجه بضرورة التوسع في إنشاء المكتبات في كل محافظات المبادرة، مع زيادة المساحات المخصصة لها.
ولا يمكن أن ننسى لمسة الوفاء من قبل الرئيس السيسي خلال افتتاحه عدد من مشروعات توشكى، حينما حرص على توجيه الشكر والتقدير لرئيس الوزراء الأسبق، المرحوم كمال الجنزوري وحكومته، صاحبة الفكرة الأولى لمشروع توشكى، ووجه بإطلاق اسم الدكتور الجنزوري على كوبري مفيض توشكى، تأكيداً لتقدير رموز مصر ورجالها الأوفياء.
وأيضا قدم الرئيس السيسي الشكر لوزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر، على جهوده فى ملف الكهرباء خلال تفقد مجمع بنبان للطاقة الشمسية، وافتتاح عدد من المشروعات التابعة لقطاع الكهرباء بمحافظات الصعيد، استكمالا لتوافر مقومات الاستثمار في الوجه القبلي.
أولستم معى، أن هناك حقيقة واضحة تتمثل في أن الرئيس السيسي أنصف الصعيد، ويتبقى أن ينصفه المستثمرون باستغلال مقوماته، أمامهم فرصة ذهبية للتنمية العمرانية الشاملة، وعليهم تحمل المسؤولية واستغلال الاستثمارات التي ضختها الدولة لتهيئة البيئة الملائمة للاستثمار في الصعيد، بتكلفة حوالي 6 تريليونات جنيه، ليعم الخير على أبنائنا وأهالينا في محافظات الوجه القبلي، بوابة التنمية والنهضة الاقتصادية للبلاد.