الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

مع دخول الأسر المصرية معسكرًا مغلقًا لامتحانات نصف العام، ورصد ميزانية كبيرة للمراجعات والمذكرات، مما يُثقل ميزانية الأسرة بأعباء كبيرة لا طاقة لها على تحملها.

فما زالت مافيا الدروس الخصوصية تسيطر على الحياة التعليمية، وعليه يجب تكاتف الجميع، سواء أولياء الأمور أو الطلاب، لتغيير ثقافة التعلم بالتعاطي مع المواقع التي توفر خدمة تعليمية تقدم من خلالها فيديوهات تشرح المناهج المدرسية بشكل مبسط ومجاني.

 

الدولة المصرية بدورها لم تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه القضية فمع دخول العالم رسميًا منذ سنوات في عصر الرقمنة، وثورة التكنولوجيا المتطورة، سارعت الحكومة في التفكير الجدّي للتّحول الفعلي نحو رقمنة التعليم من خلال المراجعة الشاملة للمنظومة التعليمية الحالية، وإعادة النظر في متطلبات المرحلة القادمة.

 

فالرقمنة أو "Digitization"، باتَت أحد المصطلحات الشائعة التي تصف عصرنا الحالي وهو عصر تتكشف فيه أفكار غير مسبوقة في صناعة التعليم لدينا، وتخلق تقدمًا لا يمكن مواجهته بالتخلُّف التكنولوجي.

 

وأهم أساليب التعليم المعاصرة، التعليم الإلكتروني وأنظمة إدارة التعلم الإلكتروني، وهما من أبرز الموضوعات التربوية التي يجرى تناولها ودراستها في الأبحاث والدراسات الحديثة.

 

حيث تتجه مؤسسات التعليم- على اختلافها- نحو توظيف التعليم وأنظمة إدارة التعلم الإلكتروني، وذلك لكونهم يوفرون مجموعة من الأدوات التفاعلية والتشاركية والوسائط المتعددة التي تدعم وتيسر العملية التعليمية.

 

وليس بالغريب على جيل الطلبة الحالي استخدام مثل هذه التطبيقات الرقمية التي أصحبت بمتناول اليد عند الجميع، وأحد أبرز سمات حياتهم اليومية، وهذا ييسر أمر بناء منظومة تعليم رقمية قادرة على مواجهة التحديات الطارئة والاختلالات التي قد تصيب هذا القطاع الحيوي في المجتمع، وتبقيه في مأمن بعيدًا عن التجاذبات الاجتماعية والاقتصادية مع ضمان ديمومته واستمراره دون انقطاع.

 

ويمكن في هذا الباب استثمار قواعد التعليم المدمج أو "Blended Learning"، والبناء عليها بتخصيص مواد تعليمية لديها المقدرة على استيعاب شخصيات الطلبة، وتراعي الفروق الفردية بينهم، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة إعداد مساحات تخزينية عالية جدًا لاستيعاب الضغط على الشبكة العنكبوتية دون انقطاع، وإيجاد آلية تفاعلية بين المعلم والمتعلم تخوله الإجابة عن استفساراته وتساؤلاته، بعيدًا عن التلقين.

 

كما ينبغي تدريب المعلمين والطلبة على المهارات المتقدمة في استخدام هذه التطبيقات من خلال الأجهزة اللوحية الذكية ، كبديل عن الكتب الورقية ضمن آليات وبرامج نوعية تعزز مهارات الجميع بمن فيهم أولياء الأمور، من خلال برامج محو الأميّة الرقمية. 

 

مهما يكن من أمر، فإن خيار التحول الرقمي يفرض نفسه بقوة كبيرة اليوم، ولدينا ما يشجع على الاستمرار في تطوير العمل للوصول إلى الهدف المنشود، الأمر الذي سيحقق أهدافًا وطنية استراتيجية كبيرة جدًا، إذا ما بدأنا هذه الخطوة المتقدمة كخيار استراتيجي، فالتعليم الرقمي  وعمليات الرقمنة هي من متطلبات الثورة التكنولوجية الرابعة التي ينبغي علينا الولوج إلى عوالمها بكل ثقة واقتدار، لذلك فإن رقمنة التعليم فرصتنا الأخيرة لتحقيق هذه الغاية.

 

إن ما نطرحه اليوم هو دعوة لوقفة جادة ضد أشكال الاستغلال المنتشرة، والتي تحتاج تكاتف المجتمع قبل الحكومة، لتغيير ثقافة التعليم والتعلم في مصر.

 

نائب رئيس تحرير جـريدة الجمهورية

[email protected]  

 

تم نسخ الرابط