الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

إيمانا بأنها تمثل الذاكرة التاريخية والجماعية التي تعكس أصالة صعيد مصر، وتمثل كنوزًا وتراثًا وجزءًا من الهوية الثقافية المصرية الممتدة لآلاف السنين، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي في ختام جولته المكوكية على مدى أسبوع في صعيد مصر ، على القيام  بجولة داخل معرض الحرف التراثية في أسوان.

في الواقع لم تكن مجرد زيارة تفقدية للمنتجات والمعروضات، لكنها تضمنت العديد من الرسائل.

 

الأولى رسالة تأكيد أن الدولة معنية بالحفاظ على التراث وإحيائه وإعطائه قوة دفع، لأن الأمر يتعلق بتاريخنا وضرورة الحفاظ عليه.. وفي هذا الإطار وجه الرئيس بتخصيص 200 مليون جنيه من صندوق "تحيا مصر" لدعم تلك الصناعات الحرفية، إلى جانب مبادرات الدولة الهادفة لدعم الحرف اليدوية والتراثية، مثل مبادرة "تراثنا" والمعارض السنوية تحت رعاية الرئيس.

 

الرسالة الثانية، توجيه الدعوة لمنتجي الصناعات التراثية عالية الجودة بعرض منتجاتهم في مدينة التراث بالعاصمة الإدارية الجديدة، التي ستكون على أعلى مستوى، ويتوافر لديها أماكن واسعة تستوعب الكثير من المنتجين، وتستهدف مشاركة المحترفين، مع دعم وتمويل مشاركة العارضين في المدينة لمدة عامين، لحثهم على التواجد بصورة مميزة.

 

الرسالة الثالثة وجهها الرئيس إلى المنتجين، مطالبًا بضرورة الاستمرار والحفاظ على جودة الصناعة وتميزها وحمايتها من الاندثار، ووعد بإقامة معرض دائم للحرف التراثية في محافظة أسوان، واستفسر عن طلبات العارضين مبديًا كل الاستعداد لتقديم الدعم المطلوب لهم لتطوير صناعاتهم.

 

كما دعا إلى ضرورة إتاحة الفرصة للمواطنين للوصول إلى هذه المنتجات من خلال المعارض المتخصصة ومنافذ البيع.

 

الرسالة الرابعة جاءت حينما قام الرئيس بالحديث مع أحد الشباب العارضين، وقام بشراء منتجه من السجاد اليدوي المصنوع من القطن المصري، وبعض المنتجات التراثية لتقديمها كهدايا لضيوف مصر، ليؤكد عمليًا تشجيع تلك الصناعات الحرفية المميزة والاعتراف بجودتها، وأن تطويرها وعرضها والاهتمام بالجودة العالية يوفر فرصًا كبيرة أمام تسويقها للأسواق الخارجية، والوصول والنفاذ بها إلى العالمية، خاصة الأسواق الإفريقية بما يتم إنتاجه من منتجات تلائمها.

 

وإذا كانت الإحصاءات تؤكد أن العالم يحقق فائدة كبيرة من تلك الصناعات، حيث إن حجم التجارة العالمية للحرف اليدوية والتقليدية يفوق ‏100‏ مليار دولار سنويًا، فإن من الأولى استثمار مصر تراثها الحرفي.

 

أولستم معي، أن هناك أهمية كبيرة للحرف والصناعات اليدوية، كونها تدل على الهوية الوطنية والأصالة والتلقائية، رغم زحف الحياة الحديثة بآلياتها.. كما أصبحت هناك حاجة لإنشاء تجمعات صناعية للحرف اليدوية والتراثية، بما يرفع قيمتها الإنتاجية، مع ضرورة زيادة ثقافة التسويق والمعارض الخاصة لهذا النوع من الصناعة.  

تم نسخ الرابط