ابتهج عبد الرحمن الشرقاوي على أغوار قلبهِ, وهو يَفِرُّ الأوراق بين أصابعه, يقرأها, ثم بتأنٍ كان يعيدها إلى الملف المفتوح أمامه.. مرات سوىَّ من نظارته على أرنبة أنفه, ومرات هَزَّ رأسه, ومرات أخرى امتص شفته السفلى بعد حسوة من فنجان الشاي.. فلقد وجد فيما يقرأ ما طلب, وتداولنا فيه على مدى أسابيع طويلة: "مكتبة ودار نشر روزاليوسف في لندن".
حطَّ نظره على وجهي, شعر بمدى شغفي, وتحرقي لسماع رأيه, بما صرفت عليه أسابيع في الإعداد, وَثَبَتْ كلمات حَذرة, قلقة, على طرف لسانه, طفرت في أعماقه رغبة الإفصاح:
"ممتاز.. عمل ممتاز, تكتم على المشروع, أعدَّ له متى عدت إلى لندن, وكن مستعداً متى أزف وقت الإفصاح عنه.. إن احتجت أي شيء, نسّق مع لويس جريس, فهو ثالثنا, والوحيد الذي على إطلاع كامل بما نعده وننوي عليه".
على الرغم من الحبور الذي ارتسم على محياه, شعرت أن شيئاً ما تغير، بدا لي واهناً, متعباً, يائساً, هو الذي عرفته منافراً عن حق, ومنافحاً معتداً برأيه, مواجهاً الصعاب بأنَفَةٍ و بِكِبَرٍ, ولا يُهزم, فهو في عزِّ الأزمات التي حاصرته على زمن جمال عبد الناصر, والفترة الأولى من أيام أنور السادات, كان يبدو دائماَ مستبشراً, ومتفائلاً, و... قوياً, لا تفتر عزيمته.
في منتصف ستينات القرن الماضي, كان عبد الرحمن الشرقاوي في أوج عطائه, قَلَماً بتّاراً, سيالاً, يمر على الورق ويترك خلفه عقلاً وضاء، مستنيراً, محللاً, منافحاً حديث العارف المتيقن.
وكان وحيد زمانه، يملك عنان النثر والنظم, في كتابة المقال السياسي, أم في القصيدة, أم الرواية, أم المسرحية.
وذات صباح من أيام سنة 1964, وكان وقتها من أبرز كتّاب "جريدة الجمهورية", فوجئ بالاستغناء عن قلمه! مع أربعين كاتباً, بينهم طه حسين وعبد الرحمن الخميسي.
شعر عبد الرحمن الشرقاوي وقتها, وهو أديب وشاعر الثورة, أن جمال عبد الناصر خذله, وعجز عن حمايته, وكانت خيبته كبيرة وممضة.
غدره زمنه, ولم يسقط القلم من يده, رُدَّ له الاعتبار, وعاد إلى "الجمهورية" وإلى المسرح والرواية.
في 15 من مايو (آيار) 1971, وقف مع الرئيس أنور السادات ضد من سماهم, وقتذاك, "مراكز القوى"، فكتب مقالاً أحدث دوّياً في جريدة "الأخبار", قال فيه ما هنا مفاده, إن ما جرى في 15 مايو هو تصحيح ديموقراطي لثورة يوليو.
فما كان من الرئيس السادات إلا أن اتصل بموسى صبري، رئيس تحرير "الأخبار", في ذاك الزمن, وقال له باعتداد:
"بلّغ عبد الرحمن الشرقاوي, أنني كنتُ أتمنّى لو استطعت أن أكتب بقلمي, ما كتبه بقلمه".
وبلّغ موسى صبري عبد الرحمن الشرقاوي, وتجددت العلاقة, وترسخت, ولو إلى حين.
ويصبح عبد الرحمن الشرقاوي على رأس "مؤسسة روزاليوسف", يديرها عن جدارة واستحقاق, ويرعى ابنتها "صباح الخير"، وينجح في مهمته أيما نجاح, فوصل توزيع شيخة المجلات "روز اليوسف" إلى 165 ألف نسخة أسبوعياً, و"صباح الخير" إلى 155 ألف نسخة, إلى درجة أن مطابع الدار لم تستطع أن تتحمل تلك الزيادة الأسبوعية, وقسم التوزيع, في التلبية.
ثم بدأت الفجوة تتسع، كانت تصرفات السادات في رد الروح للتيارات الدينية تُشعل هواجس عبد الرحمن الشرقاوي, وهو إبن "سان سيمونية" \Saint-Simonianism وتلميذ طه حسين.
ولم يلبث أن اكتشف الشرقاوى أن الرئيس السادات سعى لتكوين "جبهة" تناصره وتحصنه, وتقويه وتؤيد توجهاته، وتحافظ على التوازن السياسي الداخلي، فلم يجد بداً من إعادة إحياء "جماعة الإخوان المسلمين".. فأخرج المعتقلين من أتباع الجماعة والتيار الإسلامي المتشدد, وجعل منهم ركيزة حكمه, يتوكأ عليهم في كل ما يأتيه، وراح عبد الرحمن الشرقاوي يبتعد مبقياً الخلاف مستتراً.. إلى أن كانت تظاهرات 18 و 19 مايو (أيار) 1977. لم أخف يومها أمام لويس جريس ما شعرت به, بعد لقائي "الأستاذ". فاكتفى الرجل المجرب, الحكيم, بهز رأسه, وإطلاق تنهيدة عميقة.
فهمت, فيما بعد, أن صمت لويس جريس كان أبلغ من كل الكلام.
حملت ملاحظات وتوصيات وإرشادات عبد الرحمن الشرقاوي على خطة عمل وتنفيذ إنشاء دار نشر ومكتبة روزاليوسف في لندن، وعكفت, على الرغم من المهام والمسؤوليات التي كنت أتنكبها وتزداد يوماً بعد يوم, على تنفيذ المشروع.
كانت مهمة الدار نشر الكتب القديمة النادرة الوجود في المكتبات, وكان هذا حلم عبد الرحمن الشرقاوي, إلى جانب ترجمة أعمال الأدباء والمفكرين المصريين, وانتقاء مجموعة من الكتّاب العرب لترجمة أعمالهم, بحيث تقوم دار النشر في تعريف الغرب عن الفكر والأدب المشرقي.
ولم أتردد في مفاتحة عدد من العاملين في القسم العربي في "هيئة الإذاعة البريطانية" .BBC وقد ساعدني كين ويتينجهام, الذي كان عاش ردحاً من الزمن في القاهرة, وتعلم اللغة العربية فيها وأصبح يتقنها, يحكيها ويكتبها, فدلّني على عدد من خيرة المترجمين في الإذاعة, وبعضهم كنت على معرفة بهم وصداقة.
أما المكتبة, فقد كنت أخطط لها أن تكون مكتبة إنترناسيونال, على شاكلة ما كانت عليه "مكتبة أنطوان" Antoine في بيروت. فتلك المكتبة الفريدة في العالم العربي كانت تضم ثمرات مطابع العالم, إضافة إلى المجلات والجرائد التي تحكي كل لغات الأرض.
وكان مُناي أن تكون المكتبة ودار النشر في الطابق الأرضي من مبنى "مورلي هاوس", حيث مكاتب "روزاليوسف", وأبلغت لويس جريس بما أفكر به وأتمناه, فوصلني منه أن "الأستاذ" موافق ومرحب.. فباشرت بمفاتحة وكيل المبنى بأمر انتقالنا إلى الطابق الأرضي الوسيع.
وفي ليلة لا أخت لها, انهار كل شيء, واندثر الحلم , وتناثر الأمل، فالرئيس أنور السادات بعدما صفّق لإنجازات عبد الرحمن الشرقاوي, أقاله, واختفت "روز اليوسف" في لندن.
ما أراده الرئيس السادات هو تخفيف تحكم الدولة في الاقتصاد، وتشجيع الاستثمار الخاص, إلاَّ أن تلك "الإصلاحات" خلقت طبقة ثرية, منتفعة, وناجحة, تنعم وحدها "بخيرات الانفتاح", فبدأ التململ والبلبال, والاعتراض على سياساته.
وكان يكفي أن يعلن الدكتور عبد المنعم القيسوني, نائب رئيس الحكومة للشؤون المالية والاقتصادية (وهو كان من الاقتصاديين البارزين الذين عرفتهم مصر) في "مجلس الشعب" عن إجراءات تقشفية لتخفيف العجز, ورفع أسعار سلعاً أساسية وأخرى حيوية في حياة المصريين.. حتى هدرت الشوارع بالغضب, وكان أن اندس بين المتظاهرين مَنْ في العادة ينتهزون الفرص للنهب والسرقة, فانتشرت عمليات التكسير والاعتداء على المتاجر.
وبينما تبنت غالبية الصحف اتهامات الرئيس السادات أو ما أسماه انتفاضة الحرامية، وقف عبدالرحمن الشرقاوي وحيداً, وأصرت "روزاليوسف" على أنها انتفاضة شعبية، وكتب عبد الرحمن الشرقاوي عن الانفتاح السداح مداح, مفّنِداً الأخطاء, ومعّدداً الأسباب, واضعاً النقاط على الحروف.
لم يستملح الرئيس السادات ما قرأ, وصدر قرار إقالة عبد الرحمن الشرقاوي وصلاح حافظ وفتحي غانم، وتعيين مرسي الشافعي، رئيساً لمجلس الإدارة, وعبد العزيز خميس، مديراً لتحرير "روز اليوسف" و"صباح الخير".
ولأن عبد الرحمن الشرقاوي اعتجن من خميرة طيبة, وهو من الأكابر أصحاب التجارب والخبرات, ومن ذوي العقول النيّرة, والرؤية الشاملة, والحكمة الخالصة, عيّنه الرئيس السادات رئيساً للمجلس الأعلى للفنون والآداب, وسمح له بالكتابة الأسبوعية في "الأهرام"، وبعد وفاة يوسف السباعي مغدوراً, تسّلم عبد الرحمن الشرقاوي الأمانة العامة لمنظمة تضامن شعوب آسيا وإفريقيا.
والحقيقة, أن عبد الرحمن الشرقاوي لم يعرف كيف يصاحب النقيضين, عبد الناصر والسادات, وقد تنبه للأمر بعد فوات الآوان.
لم يكن مضى ثلاثة أشهر على إقالته حتى تسلمت رسالة مسجلة, وقّعها عبد العزيز خميس, يطلب مني فيها العودة إلى مصر في غضون سبعة أيام, وإغلاق مكتب لندن, وإذا لم أمتثل, اعتبر نفسي مفصولاً من المؤسسة..
لم أكن التقيت عبد العزيز خميس, ولم يتجشم عناء استدعائى والتعرف عليّ, وحتى الإطّلاع على عمل مكتب لندن, وما حققه قبل اتخاذ قرار إغلاقه، لكن للزميل نبيل عمر قصة طريفة في كتابه "زوجات عمر" صوّر فيها شخصية عبد العزيز خميس: "رِبعه طويل القامة، يمشي بتؤدة بين أروقة المجلة في الدور الخامس من المبني المطل على شارع القصر العيني، يبدو متوجسا طول الوقت ولا يثق بأحد, كتب عبد العزيز نثراً عاطفياً في صباح الخير بدأه بشطرة عجيبة: أنا أنا، وأنت أنت، ونحن نحن، وهم هم"!
ويكمل نبيل عمر الحدوتة: "فطست على نفسي من الضحك, ولم أصدق ما قرأت، وبشقاوة طفولية بريئة رُحت على مكاتب الزملاء أسأل: هل فيكم من يفهم مغزى هذا الشعر الحلمنتيشي؟ ردود ساخرة عابثة مستهزئة، وسط أكواب الشاي وضحكات تصعد إلي عنان السماء".
كان نبيل عمر وقتها يعمل في "قرية الأطفال العالمية " SOSوينشر بالقطعة خبراً, أو تحقيقاً, أو حواراً, على فترات كمحرر" تحت التمرين"، وكان أسبوعياً يحضر لاجتماعات التحرير, في انتظار تعيينه, كما وعده مرسي الشافعي، ويتابع نبيل الحكاية: "مرت شهور وعُيّن عبد العزيز خميس رئيساً لمجلس الإدارة ورئيسًا لتحرير روزا.. وذات يوم أوقفني موظف الاستعلامات: "أستاذ.. أنا آسف جداً, عندي تعليمات بعدم دخولك".
"تصرف أحمق ومتسرع"
لف الحزن نبرات لويس جريس, وهو يصف قرار إغلاق مكتب لندن.
وقد جاء القرار في وقت بدأ فيه العرب يتهافتون على لندن, ولكلِ سببه في اللجوء إلى العاصمة البريطانية، المصريون أصابهم رذاذ الانفتاح المفاجئ، واللبنانيون عصفت بهم نار الاحتراب الداخلي، وآخرون من دول عربية أخرى هربوا من الضغوط النفسانية لحكم ديكتاتوري وأناني فى بلادها.
وبعد أن كان هناك بائع واحد للصحف والمطبوعات باللغة العربية, نبتت في "ادجوير رود" القريب من "ماربل آرش", و"أوكسفورد ستريت", منطقة "كوينز واي", مكتبات أشبه بواحات للثقافة العربية، محتوياتها كتب ومطبوعات كانت صدرت في القاهرة وبيروت، وهات أصابعك نعد عليها: "مكتبات رمضان", وإيمان" فى كوينز واي, و"سامي ستورز "فى ادجوار رود, "دار المعرفة", "دار الحكمة".. ثم لحقت بهم "مكتبة الساقي" في Westbourne Grove ، و"مكتبة الكشكول" فى "نايسبردج "Knightsbridge و"الحكمة" فى "شالتون ستريت" وثلاث وكالات لبيع الصحف الإنجليزية والعربية فى" ماربل آرش" و"كينزنجتون" و "إيرلز كورت".
كانت المكتبات في مناطق ينحصر فيها السفارات، وعشرات الآلاف من منازل أبناء الجالية العربية المتلهفون لمعرفة ومتابعة أخبار العالم العربي، وقد شهدت تلك المكتبات فوضى الكتاب العربي المهاجر، بأشكاله المتنافرة المتناقضة الصادرة في العواصم العربية, أو الممنوعة فيها, وأعيدت طباعتها في لندن, مع محاولة تصديرها مهربة إلى العالم العربي, كتب في السياسة, أو السيّر الذاتية.
وبالطبع كانت هذه المكتبات تعيد طباعة الكتب العربية القديمة غير المعروف أصحاب حقوق نشرها, أو كتب لأدباء معروفين, يدفع الناشرون مبالغ كبيرة لامتلاك حقوق نشرها, فينعكس ذلك على سعر الكتاب المرتفع نسبياً. ويجني المزورون، ومعظمهم لاعلاقة لهم بالنشر, أرباحاً مستغلين حاجة وظمأ الجالية العربية للكتب.
كانت لندن, وقتذاك, تحاول أن تكون عاصمة النشر لكتب العرب, بعد حريق بيروت النيروني العبثي. لذلك فقد كانت تحتاج إلى مؤسسات نشر جادة, تضع حداً "للقرصنة" وفوضى النشر، وكم تمنيت أن تكون" دار روزاليوسف" هي التي تتولى تلك المهمة.
من هذا المشهد الثقافي الذي خرجت منه "روزاليوسف"طواعية بعد القرار العجيب بغلق مكتبها بلندن، تصدرت المشهد ثلاث مشاريع ثقافية، كان أولها ظهور "مكتبة الساقي" سنة 1979 ثم إعلان ولادة "شركة الشروق انترناشيونال" ومقرها لندن، وفي وقت لاحق "مكتبة الكشكول" 1986 .
منذ البداية سعت "مكتبة الساقي", بأن تكون جسرًا بين الثقافتين الغربية والعربية من أجل تشجيع الحوار والنقاش بينهما, والتعريف بالثقافة الغربية وتقديمها إلي القراء العرب، وأيضا إطلاع الغرب على قضايا تهمّ المجتمع العربي، ومن هذا المفهوم أطلق أندريه كسبار, المحامي والكاتب (من كتبه "الحقيقة أغرب من الخيال", ترجم إلى أربع لغات) ومي غصوب "أول مكتبة عربية في لندن ", خاصة بالكتب المعنية بالشرق الأوسط باللغة الانجليزية, وبعد أن نال المشروع الثقة أخذ الشريكان على عاتقهما مهمة الترويج للحداثة الفكرية, ولنهضة الثقافة العربية، وبدأَت "الساقي" في النشر باللغة العربية.
كانت مي غصوب، زوجة الكاتب الصحفي حازم صاغية, إمرأة متعددة المواهب، لها تاريخ حافل في النشر والكتابات الإبداعية, وإدارة العديد من الندوات الفكرية. ولقد فارقتنا مبكرًا بعد اعتلال مفاجئ في صحتها عن 54 عامًا. درست الأدب الفرنسي في الجامعة اللبنانية والرياضيات في الجامعة الأميركية, قبل أن تنتقل إلى باريس لدراسة فن النحت, وإلى لندن لتؤسس "دار الساقي" مع رفيقها أندريه كسبار. ألفت العديد من الكتب التي تطرقت للكثير من القضايا الحساسة، منها " المرأة العربية وذكورية الأصالة "، و"الرجولة المتخيلة"، وأعدت مع الباحثة إيما سنكلير ويب "الهوية الذكرية والثقافة في الشرق الأوسط ". ثم شاركت فى تأسيس "دار الساقي" في بيروت عام 1991 قبل رحيلها بستة عشر عاماً.
في الدور الأرضي ببناية "مورلي هاوس", حيث كانت مكاتب "روزاليوسف", كان مقر "دار الشروق انترناشيونال" التي هاجرت من بيروت, مع شرارة الاحتراب الأولى إلى لندن. ومكتبتها كانت تعرض مؤلفات الأدباء المصريين. وحاولت, ونجحت إلى حد ما, في أن تكون مكتبة شاملة, متنوعة.
وعلي بعد أمتار من متجر" هارودز" المعروف, في أغلي وأرقي مناطق لندن" نايتسبريدج" Knightsbridge ، افتتح رياض نجيب الريس مكتبته " الكشكول", بعد أن جرب النشر وأخفق. ففي سنة 1977 نشر جريدة "المنار" الأسبوعية, فلم تدم (وعندي عنها وعن ناشرها الكثير, سأرويه في حينه), ليصدر بعدها مجلة "الناقد", وتتوقف هي الأخرى. وبعدها كانت "النقاد", بتمويل من الملياردير السوري وفيق سعيد, والتجربة الثالثة فشلت, بعدما توقف وفيق سعيد عن التمويل (ولهذا أيضاً حكاية نرويها متى حان وقتها). فأسس مع عبد الغني مروة ووليد الحاج "شركة رياض الريس للكتب والنشر", والتمويل الأساسي كان عماني المصدر.
وقد ترك رياض نجيب الريس على أرفف المكتبات العربية العديد من الكتب منها " الخليج العربي ورياح التغيير", و "رياح الجنوب" و "رياح السموم" و "رياح الشرق" و "صحافي ومدينتان" و "قبل أن تبهت الألوان".. "صحافة ثلث قرن " و"الحياة فى زمن التفاهة" وآخر كتاب حمل توقيعه هو " صحافة النسيان".
ومع هذه المشاريع, وانتقال الآلاف من منطقة الشرق الأوسط إلى العاصمة البريطانية, صرت تشعر أن بعض شوارعها يشبه الشوارع في أي عاصمة عربية, أصوات عالية مُنفِرة, ومكبرات الصوت على مداها تصدح بالأغاني العربية, تطلع من من أجهزة التسجيل, فاختفى الهدوء والصمت الحضاري. وراحت شوارع لندن تتعرف على سيارات لم تكرج عليها من قبل: "بوجاتي" و "فيراري" و"لامبورجيني" و"مازاراتي", وظهرت العباءات في شوارع العاصمة, وانتشرت في أماكن سكنى العرب المقاهي التي تقدم "الشيشة" مع الشاي والقهوة, كأي قهوة في أي عاصمة عربية, وتغيّرت واجهات المحلات، وبدأ العرب يحتلون عاصمة الإنجليز!



