فلسفة مفرح سرحان فى «لا تباعدي بين الكفين».. أحدث إصداراته بمعرض الكتاب
صدر حديثا عن دار النخبة للنشر والتوزيع، آخر أعمال الكاتب الصحفي مفرح سرحان بعنوان: «لا تباعدي بين الكفين» وهي مجموعة شعرية، يشارك بها في الدورة الـ 53 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، المقامة في أرض المعارض بالتجمع الخامس، من 26 يناير وحتى 7 فبراير.
يمثل "الإنسان" المحور الذي انطلق منه مفرح سرحان وعاد إليه في مجموعته مضمنا المشاعر الإنسانية، التي أُهملت، وصارت كأنها من الماضي، كما يحاول من خلال صوره الشعرية، التعبير عن العديد من القضايا الوجدانية، وذلك عبر استعماله المكثف للرمز، والمجاز.
جاء أسلوب المجموعة، سلسا، خاليا من التعقيد اللفظي، مليئا بالعمق الفكري، والمحاورات الفلسفية، التي جسدها بحديثه على لسان الأشياء، لنقل صورة رمزية صافية وبديعة، تعبر عن المكنونات الوجدانية المُضْمرة، وتحث قارئها على الإنصاف، ومراعاة ما ظهر وبطن من أفعاله.
يتنقل بنا مفرح سرحان، بين الصوفية، والإلهام، والخيال، والواقع، ويحاول في مجموعته إحداث حالة من السمو الروحاني لدى القارئ، كما يسلط الضوء على بعض من ملهمي الأرواح عبر التاريخ، بفنهم، وفكرهم، وإبداعهم، في قصيدته ويل للمفكرين، وهو العنوان الذي عبر من خلاله في قصيدة، ظاهرها التهكم، وباطنها الأسى، لما يعانيه المبدع في كافة العصور من تجاهل وتجاوز.
يقول الشاعر مفرح سرحان في قصيدته «لغة الأشياء»: ذات يوم ستحاكمنا الأشياء بتهمة الازدراء تشد رؤوسنا إلى المقصلة وتتلو الخطايا على المذنبين وتُخبر الأشياء .. كلَ الأشياء عن كل شيء يئن عن كل شيء يُهان وعن حكايات خرساء لم نفقهها لأننا لا نفهم لغة الأشياء .. .. .. أُنصت دوما للأشياء تدربت كثيرا كي ألتقط إشاراتها فوجدت أن للجماد قلبا وفي أحشائه المصمتة لسان وسمعت من صمت الأشياء أشياءً تلعن صوت الإنسان .. .. .. في عالم الأشياء تصرخ الأنات مستغيثة: تدب الخُطى بالخطايا هونًا أيها العابرون بلا استئذان نحن مثلكم أحياء أخفضوا الصوت ووطأة الموت وقدِّروا مواضع الخطو قبل أن تسحقوا الساكنين هذا الجماد شريك في الحياة فلا تجلبوا لأقدامكم الطائشة لعنة الأشياء.
جدير بالذكر أن مُفرح سرحان صحفي بجريدة الأهرام، وروائي وشاعر، ويعمل محاضرا بكلية الإعلام، جامعة الأهرام الكندية، وأصدر العديد من الأعمال المتنوعة، منها: امرأة ليست للقراءة، وأين تضع العذراء مسيحها؟، سلسلة تنمية الإنسان في التنمية البشرية، وكتاب الصعود إلى الروح، وكتاب بريد السماء، ونصوص العشق، ولا حياء في الحلم، وغيرها من الأعمال الأدبية والفكرية.



