الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

بناء الإنسان يأتي في مقدمة أولويات الدولة المصرية، والقوى الناعمة يجب أن يكون دورها محوريا وايجابيا في بناء الإنسان السوي السليم، الذي يساهم في تنمية الدولة والارتقاء بها، ولكن عندما تأتي بعض وسائل القوى الناعمة، مثل الأفلام أو المسلسلات والشخصيات المشاركة فيها، وتتحول إلى معاول لهدم الإنسان وإضعافه وانتهاك قيم المجتمع بدعوى حرية الإبداع، فإن هذا الاتجاه يمثل أفكارًا مغلوطة شاذة لا تنتمي للإبداع من قريب أو بعيد، وإنما تعد عنصرًا أو سلاحًا من أسلحة حروب الجيل الرابع، التي يستخدمها أعداء الوطن والقوى الشريرة التي تهدف لهدم الإنسان وإضعاف المجتمع بنشر الفكر الشاذ، ومحاولة ترسيخ سلوكيات تضر بالمواطن وإسقاطه في مستنقع الفواحش وإلهائه عن عجلة التنمية والبناء، وتؤدي للتفكك الأسري. 

الإبداع يصب في خدمة الإنسانية، وليس وسيلة لتخريب العقول، وهدم المجتمعات وإضعاف البشر بترسيخ السلوك الشاذ.

 

الفنان الذي يجسد الشذوذ أو يشارك في عمل ينشر هذا الفكر البغيض، فإنه يخسر كثيرًا، وإن من يدعي أن هذا العمل السينمائي من إنتاج شبكة أو شركة أجنبية لا تمثل مصر، فإن كلامه يتطلب التفكير والمراجعة الدقيقة قبل مشاركة الفنان المصري أو العربي في مثل تلك الأعمال، لأن ذلك يشير لسوء القصد، وضرب المجتمع المصري والعربي. 

 

إن الهدف من إنتاج فيلم "أصحاب ولا أعز" واضح بجلاء، والشركة المنتجة نجحت في استغلال فنانة محبوبة للقيام ببطولة هذا العمل، بينما خسرت الفنانة منى زكي كثيرًا من رصيدها الجماهيري، حتى لو لم تكن تعلم الغرض الخبيث للشركة المنتجة. 

 

لقد أعجبني موقف مركز الفتوى العالمي للأزهر، عندما أصدر بيانًا أكد فيه أن الضمائر اليقظة تدفع أصحابها نحو الإبداع المستنير الواعي، الذي يبني الأمم ويحسن الأخلاق، ويحقق أمن واستقرار المجتمعات، وأن التمرد على الفضيلة والتنكر لقيم المجتمع السوية بمخططات وحملات ممنهجة ليست حرية أو تحررًا أو إبداعًا، بل هو إفساد وإضعاف للمجتمعات وغمس لها في أوحال الرذيلة، وذكر البيان أن الشذوذ الجنسي فاحشة وانحلال اخلاقي بغيض، والترويج له مسخ لهويتنا.

 

كلام مركز الفتوى واضح وصريح.. يجب أن يفهمه من يتحدثون عن حرية الإبداع دون إدراك للمعنى الحقيقي للإبداع، ويتبنون أعمالا ترسخ لمفاهيم شاذة وإشاعة الفاحشة وكأنهم وكلاء لقوى أجنبية شريرة تهدف لإضعاف مجتمعنا وتكسيره،  وطمس الهوية الوطنية.

 

 

تم نسخ الرابط