هذا المشهد يسيء لأولياء أمور التلاميذ في محافظة الدقهلية، المشهد مزرٍ ولا يجوز أبداً أن يحدث في دولة تحرص على تطوير العملية التعليمية، والارتقاء بمستوى التلاميذ، فقد تجمع أولياء أمور أمام مدرسة إعدادية منتظرين خروج السيدة وداد، رئيس لجنة امتحانات الشهادة الإعدادية للاعتداء عليها لأنها منعت التلاميذ من الغش!
السيدة المحترمة وداد تمكنت من الخروج في حراسة رجال الشرطة، لكنها لم تسلم من وابل السباب والشتائم الصادرة من بعض أهالي التلاميذ الرافضين لقيامها بمنع الغش، ومنع وجود التليفونات المحمولة داخل اللجان، حتى يعتمد التلاميذ على أنفسهم وتتحقق الشفافية.
الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، عبر عن مساندته لموقف السيدة المحترمة، واستقبالها للشد من أزرها وتقديم الشكر لها لحرصها على تطبيق القواعد والقوانين ومنع الغش.
هذا المشهد والتصرف الغريب لأولياء أمور يرفضه كل أب وأم وأسرة تريد أن يتعلم أبناؤها التعليم الصحيح، والحصول على النجاح المستحق بنزاهة وشفافية، لأن الغرض من التعليم ليس الحصول على الشهادة فحسب، أو حصد أعلى الدرجات، وإنما تأهيل الطلاب لسوق العمل بالعلم والمعرفة، والنجاح المستحق بالشفافية، والنابع عن جهد مخلص واجتهاد، لأن النجاح بالغش يصنع بلطجية وكسالى، وخريجين غير مؤهلين لسوق العمل.
هذا المشهد العجيب والتصرف الغريب يشير إلى أن هؤلاء الذين تجمهروا وحاولوا الاعتداء على السيدة الفاضلة، اعتادوا على الغش والفوضى داخل اللجان، لذلك كانت عملية المراقبة السليمة ومنع الغش غريبة عليهم وتعد شاذة، فالغش هو العادي، بينما منعه وتحقيق الشفافية استثناء غير طبيعي، ولا يجوز في مجتمع تجد بعض طلابه من حاملي الشهادة الإعدادية أو الدبلوم لا يجيدون القراءة والكتابة، بل يقول بعضهم أنه يحمل شهادة "الدبلون" وليس الدبلوم!
إن هذا النوع من أولياء الأمور يضرون بأبنائهم، وكل ما يهمهم هو النجاح حتى لو كان زائفاً قائماً على الغش، إن هؤلاء يغرسون في عقول أبنائهم الغش والجهل والخداع، والابتعاد عن الجهد والاجتهاد.. إنهم أشرار أعداء لأبنائهم لأنهم يدفعونهم للجهل والباطل، وحرمانهم من العلم والمعرفة وسلاح تأهيلهم لسوق العمل.
إن السيدة وداد المحترمة تستحق التكريم لأنها النموذج الأمثل للمعلم الذي يسعى لتحقيق الشفافية وتكافؤ الفرص، إنها ترسخ مفاهيم الأمانة والاعتماد على الذات، وليس الغش والخداع.