"الخرباوي" يلعب في الجمجمة ويدخل حقل الألغام ويحاجج المكفرون
دخل الفقيه القانوني ثروت الخروباي، في الجدل الدائر مؤخرًا عما يوصف بإساءة إسلام البحيري إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، مؤكدًا أن اختلاف البحيري حول مسألة معينة مع فضيلة شيخ الأزهر ليس كفرًا.
قصة “الحباب بن المنذر”مع رسول الله عليه الصلاة والسلام
وقال الخرباوي عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي”فيسبوك”: أظنكم قرأتم قصة “الحباب بن المنذر”مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، تعرفونها يقينا، ومن لم يقرأها سيكون في الغالب قد سمعها من خطيب الجمعة، فمن هو الحباب وما هي قصته؟ هذا رجلٌ ليس من مشاهير الصحابة، رجلٌ عادي من المسلمين، لن تجد له في السيرة قصصا وحكايات فهو ليس عمر ولا هو الصديق ولا هو علي، تستطيع أن تقول إنه من أغمار المسلمين، ولكنه شهد المواقع مع نبي الله.
وفي يوم بدر خرج النبي بالمسلمين خارج المدينة ليقاتلوا جيش كفار مكة خارجها، وكان كفار مكة قد أعدوا جيشهم ليغزو نبي الله ويبيدوهم عن آخرهم ويقضوا على دين التوحيد، وعندما نزل النبي بجيشه قليل العدد والعتاد في مكان ما، أطاع المسلمون قرار النبي ولم يناقشوه، ثم وضعوا أحمالهم. فإذا بالحباب بن المنذر وهو من الأنصار يتوجه للنبي بسؤال: يا رسول الله، أرأيتَ هذا المنزل، أمنزلًا أنزله الله ليس لنا أن نتقدمه، ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ كان الحباب يعرف أن الوحي يتنزل على رسول الله، ولربما أشار الوحي للنبي بأن يكون هذا المكان هو مكان المعركة المرتقبة، فقال النبي للحباب: بل هو الرأي والحرب والمكيدة. المسألة إذن متعلقة بالرأي، ولكن هل هناك إنسان يمكن أن يرد في باله أن رأيه يمكن أن يكون أكثر صوابا من رأي النبي؟! فلتسكت الألسنة ولتقصف الأقلام.
ولكن الحباب كانت لديه الجرأة، إذ قال للنبي: يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل. ياللهول!!! الحباب يقول للنبي أن هذا المكان الذي أنزلتنا فيه ليس هو المكان الصحيح.
ولكن “الحباب” يقول له: طالما أن هذا رأي فإن رأيك خطأ، ثم أشار برأيه وبالمكان الذي يراه الأفضل فقال النبي: لقد أشرت بالرأي أي أن رأيك هو الأفضل، في هذا الموقف لم يستنكر كبار الصحابة ما حدث.
ولم يقل أحدهم للحباب: من أنت أيها التافه حتى ترد على رأي النبي؟ ولم يقم أحد بتكفيره، ولا تخوينه، ولا تفسيقه. وبعد المعركة لم يجلس الناس في مجالسهم ليشككوا في إيمان الحباب، ولم يقل أحد المتعالمين: إن الحباب ترك الإسلام وانه مع الكفار الخونة. كما لم يحدث أن قال أحدهم لجاره: إن الحباب عندما قال للنبي ان هذا ليس بمنزل كان يقصد التقليل من شأنه إمام المسلمين وانه يستهدف هدم الإسلام، ولم يعتبر أحد إن الرأي الذي ابدأه الحباب وخالف فيه رأي النبي هو إساءة وتجريح للنبي.
لم يحدث هذا كله ولعلكم أيضًا تعرفون قصة تلك المرأة المسلمة البسيطة التي وردت في كتب التفاسير ومنها تفسير ابن كثير، تلك المرأة لم يكن لديها دراية بأصول الفقه، ولم تتخرج من كلية متخصصة في علوم الشريعة، ثم وقفت تناقش أمير المؤمنين في قراره الخاص بعدم زيادة المهور، فقالت: يا أمير المؤمنين نهيتَ النَّاس أن يزيدوا في مهر النساء على أربع مائة درهم؟ قال: نعم، فقالت: أما سمعت الله يقول “وآتيتُم إحداهنَّ قنطارًا” فقال، كل النَّاس أفقه من عمر لم يواجه المجتمع المسلم تلك المرأة بالنفور والكراهية والاحتقار، ولم يتهمها أحد بتجريح الصحابي الكبير أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
وفي زمننا عندما قال واحد من الناس إن رأي الشيخ خطأ لكذا وكذا، ثم شرح رأيه، سواء كان رأيا صحيحا أو خطأ. إلا انه كان بين الكلمة والكلمة كان يقول مع احترامي وتقديري لفضيلة الشيخ ولكن ماذا كان رد الفعل؟ غضب كثيرون من الناس واعتبروا إن هذا ًالإنسان عندما قال إن رأي الشيخ خطأ فإنه بذلك قد قام بتجريح الشيخ وأهانته. ثم يدخل شيخٌ في مداخلة مع أعلامي معين، فيقول أن هذا الرجل الذي انتقد الشيخ هو كافر واسمه ليس على مسمى وانه يعلم كفره.
هذه جريمة قذف يا سادة يعاقب عليها القانون. هذه فتوى بالقتل يا شيخ، أو قل هذا تحريض بالقتل مثل تحريضهم السابق على قتل المرحوم فرج فودة. ثم يظهر شيخ أخر على قناته في اليوتيوب ويشتم الرجل الذي انتقد رأي شيخهم وكبيرهم ويتلفظ بألفاظ كلها سباب مثل: العيل "أنت تستحق الضرب ـ ضربة تأخدك ـ يا روح خالتك... وكلها ألفاظ يعاقب عليها القانون نحن الآن دولة داخل الدولة فهنيئا لكم بدولتكم الدينية تلك هي الدولة التي كان يريد الإخوان تشييدها وقد قمتم انتم بدورهم فأقمتموها، وأظن أن الإخوان سيرسلون لكم برقية شكر يقولون فيها: شكرا لحسن تعاونكم معنا وأحر قلبي، ما أبعد المسافة بينكم وبين إسلام رسول الله عليه الصلاة والسلام”



