السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

"الحب" كلمة سامية المعاني، كونها حالة شعورية ترتبط بالعلاقات الإنسانية.

"الحب" قلب ينبض دائما، فإذا توقف لحظة ماتت المشاعر الإنسانية، واختفت العلاقات الطيبة بين الأشخاص، ويتلخص مفهوم ومعنى الحب الحقيقي في الكثير من العلاقات والمواقف والمشاعر المتبادلة بين الأفراد.

هناك من اختزل "الحب" فجعله بين الأزواج والعشاق فقط، في حين أن هناك الكثير من العلاقات والمعاملات يكون "الحب" أساس التعامل فيها، منها على سبيل المثال وليس الحصر: 

 "حب الله وطاعته، حب الوطن والدفاع والتضحية من أجله، حب العمل، حب الوالدين، حب الزوجة، حب الأولاد، حب الزملاء والجيران والأصدقاء والأقارب، ... وغيرها من أشكال الحب المختلفة".

 

بالرغم من أن العام يحتوي على ١٢ شهرا أي ٣٦٥ يوما، إلا أن العالم أصبح يختزل قيمة الحب العظيمة في يوم واحد، وصفوه بعيد الحب العالمي "الفلانتين" الذي يحتفل به العالم يوم ١٤ فبراير من كل عام.

أما مصر فكان لها رأي آخر في الاحتفال بالحب، وأصبح المصريون يحتفلون بعيد الحب يوم ٤ نوفمبر من كل عام، يقوم أفراد الأسرة بإرسال التهنئة والمعايدة بينهم، داعين الله أن تدوم علاقة الحب والألفة والمودة بينهم، ويقوم المتزوجون بتقديم الورود والهدايا لبعضهم البعض، ليجددوا الشعور الطيب والاستقرار والراحة النفسية بينهم، وأي مشاكل أو عقبات تقابلهم تمضي ولا تؤثر في علاقتهم ولا يبقى سوى الحب والمعاملة الطيبة والمودة بينهم.

 

هنا لابد أن نقف ونسأل أنفسنا هل يعقل أن نتذكر من نحبه في يوم أو يومين فقط بالعام؟، أعتقد أن "الحب"، لا يحدد له وقت أو تاريخ أو موعد، لأنه حالة من المشاعر تنبض دون تدخل بشري. 

وأمنيتي ورجائي قبل أن تحتفلوا بالحب... تعلموا كيف تحبون، وأؤكد لكم أن يوما واحدا للاحتفال بالحب.. لا يكفي. وأن الحب مش محتاج "مواعيد".

 

الجدير بالإشارة أن الاحتفال بعيد الحب العالمي يوافق يوم ١٤ فبراير من كل عام، يعود لواقعة حدثت في القرن الثالث الميلادي، حيث كان يحكم الإمبراطورية الرومانية الإمبراطور كلايدوس الثاني، الذي حرم الزواج على الجنود ظنا منه أن الزواج يمنعهم عن تأدية الخدمة العسكرية وخوض الحروب، إلا أن القديس "فالنتين" تصدى لهذا الحكم، وكان يتمم عقود الزواج سرًا وافتضح أمره، وتم إعدامه في ١٤ فبراير عام ٢٦٩م، واعترافا بجميل الكاهن تم اعتبار تاريخ وفاته عيدا للعشاق يتم من خلاله التعبير عن مشاعر الحب والمودة.

 

أما عن قصة الاحتفال بعيد الحب المصري يوم ١٤ نوفمبر من كل عام فيرجع السبب فيه إلى الكاتب الصحفى مصطفى أمين، حيث شاهد أثناء مروره بحي السيدة زينب جنازة لا يشيعها سوى ثلاثة رجال فقط، وعندما سأل عن سبب ندرة مشيعي هذه الجنازة، عرف أن المتوفى رجل عجوز لم يكن يحب أحدا أو يحبه أحد، مما دفعه إلى كتابة مقال من خلال عموده الشهير "فكرة" فى جريدة "الأخبار"، ثم انتقلت تلك الدعوة من مجرد "فكرة" إلى عيد سنوي للحب، لكنها لا تقتصر على العشاق، وإنما تشمل العائلة والأصدقاء وزملاء العمل والجيران... وغيرها من شرائح المجتمع المختلفة.

تم نسخ الرابط