يتفاخر الدبلوماسيون من مختلف المدارس الدبلوماسية الأجنبية ببروتوكول وإتيكيت مقابلات العمل (مدني أو عسكري) (نساء أو رجالًا) (رسمي / قطاع مختلط / قطاع خاص)، كل نوع له إتيكيت، خاصة في عالمنا العربي، لما يحرص عليه من التقيد بتعاليم الإسلام والعادات العربية الأصلية، وسوف نتكلم في هذا المقال بصورة عامة عن إتيكيت مقابلات الباحثين عن العمل، والذي يعتمد على ثلاث أجزاء رئيسية، هي (كاريزما المظهر الخارجي، لغة الجسد، والثقافة العامة والتحصيل الدارسي) وتدرسه المدارس الدبلوماسية الغربية لكلا الجنسين للأعمار التي تزيد علي 18 سنة .
وتعتبر كاريزما المظهر الخارجي هو الواجهة الرئيسية التي تعكس شخصية وثقافة وبيئة المواطن، وطبيعة ونوع ألوان الملابس الصباحية أو المسائية تعتبر من أهم نقاط المظهر الخارجي، استناداً إلى موعد المقابلة، لما لذلك من أثر كبير في إيصال المعنى حول مكانة ومنزلة المتقدم للعمل أو الوظيفة، وكانت المدارس الأوروبية وخاصة البريطانية والفرنسية تتبارى لتطوير هذا الاتيكيت، والوصول به إلى أعلى مراتب المهنية المطلوبة، باختيار الشخص المناسب لاشغال الوظيفة المعينة، ويتسم مجتمعنا العربي بصورة عامة بمواصفات خاصة تختلف كليا عن المجتمع الغربي، سواء في الماضي أو في الحاضر، لأن هناك أصولًا ومراسم الواجب إتقانها في أتيكيت مقابلات العمل من مختلف الدرجات والأعمار والأجناس، والغالبية معذورون لعدم معرفتهم بهذه المراسم والأعراف المهنية، والتي أصبحت سمة من سمات العصر الحديث، لذلك فإن ظاهرة فن الدبلوماسية وإتيكيت مقابلات العمل هي من مقومات النجاح والظفر بالوظيفة.
كانت مقابلات العمل سابقاً تقتصر على الكادر الدبلوماسي، وبعض الوظائف المهمة، والدرجات الخاصة، لكن في أوروبا وبعض الدول المتقدمة بدأت بعد الحرب العالمية الثانية إقرار ضرورة المقابلة الشخصية لمعرفة مهارات المتقدم للعمل، وعلى سبيل المثال إذا كانت هناك وظيفة محاسب فكل الباحثين عن العمل ومن خريجي تخصص المحاسبة سوف يتقدمون لها، لكن السؤال هو من سوف يظفر ويفوز ويصطاد هذه الفرصة.
فى البداية يجب أن تكون السيرة الذاتية المرسلة مكتوبة بحرفية عالية، وتحتوي على كافة المعلومات، مرفقة طبعاً بصورة حديثة للمتقدم. والاهتمام بما يلي: المظهر الخارجي والملابس: على أن يكون في غاية البساطة ومن نوعية جيدة، ومن أحدث التصاميم وبألوان الصباح الهادئة، فلا يجوز اطلاقاً لبس ألوان الأحمر أو الأصفر أو الأخضر الداكن لغرض المقابلة / لا يجوز إطلاقاً لبس المجوهرات والذهب أو حتى بقية الاكسسوارات في المقابلات، كما لا يحبذ أبداً بالنسبة للنساء لبس الحذاء بالكعب العالي كي لا تتعثر أو تسقط أرضاً بسبب الارتباك، يجب أن تكون الألوان متناسقة، وأن يكون حجم الحقيبة النسائية صغير الحجم أو متوسطة، متناسقة مع بقية ألوان الملابس/ وبالنسبة للرجال يفضل أن يكون المصر بألوان فاتحة، ومن ألوان الأبيض ومشتقاته، والابتعاد عن لبس ساعات أو أي شي آخر في اليد (أساور وغيرها)/ على كلا الجنسين الابتعاد قدر المستطاع عن وضع العطور النفاذة القوية، كالعود وغيره، ويفضل العطور الهادئة جداً.
بالنسبة إلى لغة الجسد ( body language) فهى تعتبر من مقومات النجاح في الحصول على الوظيفة، حيث يتوجب على الباحث عن عمل أن تكون خطواته هادئة وقصيرة ويمشي بكل ثقة نحو طاولة المقابلة/ وعند الجلوس عيه أن يسحب الكرسي بكل هدوء بدون أي ضوضاء أو صوت يثير اشمئزاز لجنة المقابلة، وعند الجلوس عليه ألا يضع ظهره على الكرسي، ولا يضع يديه على الطاولة، وأن يكون ظهره مستقيماً كالمسطرة، ونظراته مستقيمة بنظر وعين المتكلم، ويمنع منعاً باتاً أن ينظر إلى ساعته أو تليفونه، بالإضافة إلى عدم استخدام الهاتف لأي سبب كان، والابتعاد نهائياً عن وضع الأرجل الواحدة فوق الأخرى، وإنما تكون متلاصقة .
والجزء الثالث والأهم هو إدارة فن الحديث، في البداية يشكر اللجنة على اتاحتها هذه الفرصة، وكذلك يفعل عند انتهاء المقابلة سواء نجح أو لم ينجح، لأن الكثيرين ينتظرون رد فعل الباحث في حالة رفضهم له، وبالتالي فإن هذا جزء من الاختبار/ الابتعاد عن التعلثم بالكلام وتكون الإجابة دون خوف وتردد/ اختيار الكلمات الجميلة والمهنية التي تدلل على رقي المعلومات الأكاديمية التي يمتلكها/ على علم ما يدور حوله من أخبار محلية ودولية /من المستحسن أن تكون له مهارات أخرى يتكلم عنها، مثل الرياضات الأجنبية، والفرق وأسماء بعض اللاعبين/ الابتعاد عن التكلم بالمصطلحات الأجنبية/ أن تكون في غاية الدقة من الناحية اللغوية الرصينة ومتسلسل بالأفكار وكذلك الابتعاد عن اللهجة العامية المتدوالة في الشارع العام لأنها تعكس كاريزما الشخص الباحث عن العمل.
دبلوماسي سابق
كلية عُمان للإدارة والتكنولوجيا



