"بوتين" يشهد أضخم مناورات صاروخية نووية.. والغرب يستعيد أصداء قمة 1938
شهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،عرضًا للقوة العسكرية اليوم السبت، من خلال تدريبات نووية ضخمة جديدة تتضمن صواريخ باليستية وغواصات وقوافل دبابات وصواريخ على متن سفن، وبرر محللون غربيون هذه الخطوة بأنه "مستعد" لغزو أوكرانيا في غضون أيام.
وشاهد بوتين ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو التدريبات، التي يبدو أنها مصممة لردع تحرك الغرب، في غرفة العمليات في الكرملين ونشروا صورة لهم معًا.
ويشرف الزعيم الروسي شخصيًا على التدريبات النووية التي تشمل "القوات الاستراتيجية" والتي ستشمل عمليات إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات وصواريخ كروز.
انضم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إلى بوتين في غرفة العمليات في الكرملين لمراقبة التدريبات الاستراتيجية.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن التدريبات التي جرت اليوم "لا ينبغي أن تثير قلق أي شخص" وقال إن روسيا أبلغت القنوات المناسبة.
وتضمنت تدريبات الكرملين النووية أيضًا قاذفات ميج مسلحة بصواريخ تفوق سرعة الصوت تقوم بدوريات فوق البحر الأبيض المتوسط من قواعدها في سوريا. تجري روسيا تدريبات استراتيجية ضخمة كل عام، لكن مناورات اليوم تشمل أسطول البحر الأسود ، القائم على شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.
في غضون ذلك، تعرض كبار المسؤولين العسكريين الأوكرانيين لهجوم قصف خلال جولة في جبهة الصراع الانفصالي في شرق أوكرانيا أجبروا على الفرار إلى ملجأ من القنابل قبل مغادرة المنطقة.
كما أرسلت روسيا قاذفة “MIG-31K و Tu-22M3”، فوق البحر الأبيض المتوسط في استعراض آخر للقوة وسط التوترات المتصاعدة.
ويتم نشر الطائرة الحربية بصواريخ باليستية جديدة فائقة السرعة من طراز Kinzhal.
يمكن أن تحمل Kinzhal - أو Dagger - التي يبلغ طولها 24 قدمًا وتزن طنًا واحدًا رؤوسًا حربية تقليدية أو نووية، وتفتخر روسيا بأنها لا مثيل لها بين الدفاعات الغربية. يبلغ مدى صاروخ Kinzhal الذي تفوق سرعته سرعة الصوت 1250 ميلاً ويمكن أن يضرب القوات والدفاعات الأوكرانية دون أن يطير بالقرب من البلاد.
يُعتقد أن لدى روسيا حوالي 20 طائرة ميج 31K متوافقة مع Kinzhal.
كما ظهرت لقطات فيديو توضح بشكل بياني الشدة المطلقة للقصف الذي شنته القوات المدعومة من روسيا على أوكرانيا في اليومين الماضيين.
وفي اللقطات الليلية التي تم التقاطها من مدينة ماريوبول الساحلية على بحر آزوف، على بعد أميال قليلة من خط المواجهة، كان من الممكن سماع قذائف تمطر بشكل مستمر تقريبًا على المواقع الأوكرانية لمدة خمس ساعات.
كانت الومضات البعيدة المنبعثة من المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون عيار 122 ملم و 152 ملم على الفيديو المنشور على موقع censor.net تذكرنا بحرب الخنادق في الحرب العالمية الأولى.
نشر أحد سكان المدينة على Facebook: "لا أحد في ماريوبول ينام الليلة".
وفقا للحكومة الأوكرانية، كان هناك ما مجموعه 66 انتهاكا لوقف إطلاق النار من قبل المتمردين الموالين لروسيا خلال الليل ، بما في ذلك مئات القذائف.
في حادثة منفصلة عند نقطة تفتيش على الخط الأمامي في شاستيا، والتي تعني `` السعادة '' باللغة الأوكرانية، انفجرت المزيد من القذائف الواردة على موقف للسيارات في لقطات كاميرات المراقبة النهارية التي قدمتها الحكومة الأوكرانية.
وأفادت السلطات الأوكرانية أن القصف ألحق أضرارًا بمحطة ضخ في دونيتسك أوبلاست، مما يهدد إمدادات المياه لـ 46 بلدة وقرية في الأجزاء التي تسيطر عليها أوكرانيا في المنطقة.
جاء ذلك في الوقت الذي اجتمع فيه زعماء العالم في ميونيخ وحذر بوريس جونسون من أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يتسبب في "تدمير دولة ديمقراطية" و"الصدمة ستتردد في جميع أنحاء العالم". وفي حديثه في مؤتمر ميونيخ للأمن اليوم، قال رئيس الوزراء البريطاني إن "البشائر قاتمة" من روسيا بشأن احتمال حدوث غزو في الأيام المقبلة، وأن العالم لا يمكنه "التقليل من خطورة هذه اللحظة".
قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن اليوم السبت خلال زيارة لليتوانيا إن القوات الروسية على الحدود الأوكرانية "تتزايد" و"تستعد للهجوم".
وقال "إنهم يتخذون أوضاعًا هجومية وهم الآن على استعداد للهجوم"، مضيفا أن القوات "تتحرك في من المواقع لتكون قادرة على شن هجوم".
وحسبما ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، يواصل الروس أيضًا عمليات "العلم الزائف" في شرق أوكرانيا، والتي يبدو أنها مصممة لإثارة الصراع.
"العلم الزائف"
بدأ آلاف اللاجئين الأوكرانيين في التدفق إلى روسيا اليوم السبت، بعد أن أمر حلفاء فلاديمير بوتين بإجلاء جماعي لجمهوريتين انفصاليتين كجزء من عملية "العلم الزائف" لتوفير ذريعة لغزو.
تم إجلاء ما يصل إلى 700 ألف مدني من منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين بعد أن ادعى قادة المنطقتين أمس أن أوكرانيا كانت على وشك مهاجمة المناطق.
وبعد ساعات هزت سيارة مفخخة دونيتسك في "محاولة اغتيال" مزعومة لمسؤول كبير متحالف مع بوتين، والتي تعتقد وكالات المخابرات الغربية أنها مزيفة كجزء من خداع "العلم الزائف".
وفي وقت لاحق، هز انفجاران في "خط أنابيب غاز" مدينة لوهانسك الانفصالية في شرق أوكرانيا في هجوم آخر مشتبه به بعلم زائف. وفى الوقت نفسه، دعا الرئيس الأوكراني الغرب إلى وقف "استرضائهم" لروسيا وحذر من أن العقوبات لن تنجح مع موسكو بمجرد بدء القصف، وسط تصفيق حار من زعماء العالم.
وفي سياق ذي صلة، قال فولوديمير زيلينسكي في منتدى أمني في ميونيخ إن بلاده تستحق دعمًا دوليًا أقوى بعد أن عملت كحاجز ضد التوسع الروسي. كان للمؤتمر أصداء لقمة عام 1938 في ميونيخ التي اتفق فيها القادة على سياسة الاسترضاء ضد ألمانيا أدولف هتلر في محاولة لمنع حرب وشيكة.
وقال زيلينسكي اليوم: 'تلقت أوكرانيا ضمانات أمنية للتخلي عن ثالث أكبر ترسانة نووية في العالم، وليس لدينا أسلحة، ولا أمن "لكن لدينا الحق في المطالبة بالتحول من سياسة الاسترضاء إلى سياسة تضمن الأمن والسلام."
وأضاف: 'منذ ثماني سنوات، كانت أوكرانيا بمثابة درع، يكبح أحد أعظم الجيوش في العالم.