الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

النص الكامل لجلسة مجلس الأمن حول الحرب في أوكرانيا

جلسة مجلس الأمن حول
جلسة مجلس الأمن حول أوكرانيا

في جلسة هي الثانية في غضون أسبوع، تناول مجلس الأمن الدولي الوضع في أوكرانيا وما حولها، خاصة في ظل ما حدث اليوم من تطورات تشير إلى "أن هجوما على أوكرانيا أصبح وشيكا"، بحسب ما جاء على لسان الأمين العام الذي افتتح الجلسة المسائية الطارئة.

 

 

وفي كلمته القصيرة ولكن القوية، ناشد أنطونيو جوتيريش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف قواته عن مهاجمة الجارة أوكرنيا، مشيرا إلى أن التطورات التي حدثت اليوم -والتي فصّلتها وكيلته في كلمتها أمام المجلس- جعلته يغير رأيه من مسار الأمور: "كان اليوم مليئا بالشائعات والمؤشرات على أن هجوما على أوكرانيا أصبح وشيكا. في الماضي القريب، كانت هناك عدة حالات ذات مؤشرات مماثلة، وشائعات مماثلة. ولم أؤمن بها أبدا، كنت مقتنعا بأنه لن يحدث شيء خطير. كنت مخطئا. وأود ألا أكون مخطئا مرة أخرى اليوم."

 

"وفي حال كانت هناك عملية يجري الإعداد لها الآن،" استدرك الأمين العام، متوجها بنداء إلى الرئيس الروسي قال فيه:"ليس لدي سوى شيء واحد لأقوله، من أعماق قلبي: الرئيس بوتين، أوقف قواتك عن مهاجمة أوكرانيا. أعط السلام فرصة. فالكثير من الناس ماتوا بالفعل."

 

 التكلفة ستكون باهظة

 

وفي إحاطتها أمام المجلس، قالت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، إنه لا يمكن التكهن بالضبط بما سيحدث في الساعات والأيام المقبلة في أوكرانيا، لكن الواضح للعيان "هو التكلفة الباهظة غير المقبولة – معاناة إنسانية ودمار – الناجمة عن تصعيد."

 

وأشارت إلى أنه في وقت سابق من اليوم، طلبت السلطات المزعومة في "جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين" مساعدة عسكرية من الاتحاد الروسي.

 

وقال: شهدنا طوال اليوم تقارير مقلقة عن استمرار القصف العنيف عبر خط التماس وسقوط ضحايا مدنيين وعسكريين -- روزماري ديكارلو.

 

كما أعلنت السلطات الأوكرانية حالة الطوارئ على مستوى البلاد وأعلنت تدابير دفاعية وأمنية أخرى ذات صلة، بما في ذلك تعبئة جهود الاحتياط.

وقالت: "شهدنا طوال اليوم تقارير مقلقة عن استمرار القصف العنيف عبر خط التماس وسقوط ضحايا مدنيين وعسكريين."

 

وبحسب المسؤولة الأممية، أبلغت وسائل الإعلام عن حشود عسكرية واسعة النطاق وتحرك أرتال عسكرية باتجاه أوكرانيا.

 

وتابعت تقول: "بحسب ما ورد أغلق الاتحاد الروسي المجال الجوي أمام الطائرات المدنية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا. لا يمكن للأمم المتحدة التحقق من هذه التقارير. لكن، إذا تم تأكيد هذه التطورات، فإنها ستؤدي إلى تفاقم وضع خطير للغاية بالفعل."

 

كما أبلغت السلطات الأوكرانية أيضا عن هجوم إلكتروني جديد واسع النطاق استهدف العديد من المؤسسات الحكومية والمالية.

 

الشعبان يريدان السلام

 

في وقت سابق من هذا المساء، دعا الرئيس الأوكراني، فلودومير زيلينسكي، إلى استمرار الدبلوماسية. بشكل منفصل، تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضا عن استعداده المستمر للدخول في حوار. "نحن نشجع مثل هذه الجهود، حتى في هذه الساعة المتأخرة."

وأكدت السيدة ديكارلو أن "شعب أوكرانيا يريد السلام. أنا واثقة من أن شعب روسيا يريد السلام. يجب علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لضمان أن يسود السلام."

كما أكدت أن موظفي الأمم المتحدة باقون في الميدان ويقومون بتقديم المساعدة الإنسانية لشعب أوكرانيا. "نحن ملتزمون بالبقاء وتقديم المساعدات. يجب على جميع الأطراف ضمان سلامتهم وأمنهم."

وشددت في كلمتها مساء اليوم الأربعاء على أن احترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان أمر بالغ الأهمية.

 

 

روسيا: الإعلان عن عملية عسكرية خاصة

 

أشار مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في كلمته أمام مجلس الأمن إلى إعلان الرئيس بوتين عن "عملية عسكرية خاصة" بدأت في دونباس، لكن التفاصيل الكاملة لم تتضح بعد، على حدّ قوله.

 

وقال: "بشكل موجز، أود أن أبلغكم أنه من بيانه (الرئيس بوتين) فإن احتلال أوكرانيا ليس واردا في خططنا والهدف من العملية الخاصة هو حماية الأشخاص الذين لأكثر من ثمانية أعوام كانوا يعانون من الإبادة الجماعية من قبل نظام كييف. ولهذا، نهدف إلى نزع الطابع العسكري عن أوكرانيا.. وأيضا محاسبة كل من قام بجرائم ضد المدنيين."

وقال إنه تم اتخاذ هذا القرار تماشيا مع المادة 51 من الميثاق.

وفي كلمته، أعرب عن أسفه لأن "إشاراتنا إلى كييف حول الحاجة إلى وقف الاستفزازات ضد جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك، لم تُسمع في أوكرانيا."

وتابع يقول: "يبدو أن زملاءنا الأوكرانيين الذين تم تسليحهم مؤخرا وتحريضهم من قبل عدد من الدول، لا يزالون متوهمين بأنه بمباركة المنسقين الغربيين يمكنهم تحقيق حل عسكري لمشكلة دونباس."

وأوضح أنه على مدار الساعات 24 الماضية، سجلت بعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ما يقرب من 2000 حالة انتهاك لوقف إطلاق النار، بما في ذلك ما يقرب من 1,500 انفجار. ولا يزال سكان دونيتسك ولوهانسك مجبرين على الاختباء في الأقبية على حدّ قوله.

 

وأضاف يقول: "بالنسبة لكم، فإن سكان دونباس ليسوا سوى ورقة مساومة في اللعبة الجيوسياسية التي تهدف إلى إضعاف روسيا. بالنسبة لنا، هؤلاء هم النساء والأطفال وكبار السن الذين يختبئون من القصف والاستفزازات الأوكرانية منذ ثماني سنوات."

شدد على أنه إذا لم يتوقف القصف والاستفزازات، "فقد يؤدي ذلك إلى أقوى استجابة قوية من جانبنا."

جرينفيلد: روسيا وضعت العالم على شفا صراع سينتج عنه قدر لا يحصى من المعاناة الإنسانية

في حديثها في جلسة المجلس، قالت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة ليندا توماس-غرينفيلد إن روسيا وضعت الليلة شعبها، والشعب الأوكراني، والعالم على "شفا صراع سينتج عنه قدر لا يحصى من المعاناة الإنسانية".

ومضت قائلة: "فلنكن واضحين: كل الأطراف ليست مذنبة هنا. ليست هناك أرضية مشتركة. إن دعوة كلا الجانبين إلى وقف التصعيد يمنح روسيا فقط ترخيصا. روسيا هي المعتدية. هجوم روسيا على أوكرانيا بمثابة هجوم على الأمم المتحدة وكل دولة عضو في القاعة الليلة. مجلس الأمن مكلف بالفصل في التهديدات للسلم والأمن. إن روسيا تتجاوزه بالكامل وتتولى زمام الأمور بنفسها. وهذا يقوض المؤسسة. إنه يقوض كل من يشارك فيه".

 

روسيا على أوكرانيا بمثابة هجوم على الأمم المتحدة وكل دولة عضو في القاعة الليلة.

 

وأشارت المندوبة الأمريكية إلى أن روسيا لم تلق بالا للدعوات المتكررة التي وجهتها الولايات المتحدة وأوكرانيا وحلفاؤها وشركاؤها في جميع أنحاء أوروبا ومسؤولو الأمم المتحدة وكل عضو آخر في مجلس للانخراط على الطاولة الدبلوماسية".

ومضت قائلة: "لقد قلتها في الجمعية العامة هذا الصباح، وسأقولها مرة أخرى الليلة: يجب أن يسأل الروس أنفسهم، الآن، كم عدد الأرواح الروسية التي سيضحي بها بوتين من أجل طموحاته الساخرة".

 

وكررت الدبلوماسية الأمريكية الدعوة التي وجهها وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن إلى روسيا في جلسة سابقة لمجلس الأمن من أجل إعادة قواتها ودباباتها وطائراتها إلى الثكنات والمستودعات وإرسال الدبلوماسيين إلى طاولة المفاوضات. 

 

بعد اندلاع النزاع المسلح في شرق أوكرانيا، انخفض عدد السكان في بلدة نوفوتوشكيفسكي الصغيرة.

فرنسا: "إذا أكدت روسيا خيار الحرب، فسيتعين عليها تحمل جميع المسؤوليات ودفع الثمن"

بدوره شكر الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، السفير نيكولا دوريفيير، الأمين العام على حشده وعلى مناشدته "التي تؤيدها فرنسا بالكامل".

 

وقال إنه "في الوقت الذي نتحدث فيه، توشك روسيا على إحداث الفوضى في أوكرانيا، وتوجيه ضربة غير مبررة للسلام والأمن في قلب أوروبا."

 

 وبحسب السفير الفرنسي، أعد رئيس الاتحاد الروسي منذ عدة أشهر، بصبر، الوسائل لشن هجوم كبير ضد أوكرانيا. "حشد الجنود والأسلحة بمستوى لم نشهده منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. حرض على العنف بالكذب والتضليل. حتى أنه نفى شرعية وجود الدولة الأوكرانية. لقد قوض سيادة وسلامة أوكرانيا، من خلال الاعتراف باستقلال أجزاء من الأراضي الأوكرانية."

 

وفيما أثنى على ضبط النفس الذي أظهرته أوكرانيا في مواجهة استراتيجية التهديد وزعزعة الاستقرار هذه، كرر تضامن فرنسا مع الشعب الأوكراني، كما ذكّر الرئيس ماكرون نظيره الأوكراني قبل ساعات قليلة.

 

وقال نيكولا دوريفيير إنه في مواجهة استراتيجية الفوضى والمواجهة هذه، أظهر قادة أوروبا والولايات المتحدة وحدتهم وضاعفوا جهودهم لاقتراح حل دبلوماسي، في إشارة منه إلى الدور الذي لعبه الرئيس ماكرون، بالاشتراك مع المستشار الألماني شولز والعديد من الشركاء، قائلا إنهم "أعربوا عن استعدادهم لبناء هيكل أمني متجدد لأوروبا مع روسيا."

 

وأدانت فرنسا على لسان سفيرها، "بشدة، استراتيجية الرئيس الروسي في إثارة الحرب."

 

وقال إننا نسمع نداء الشعب الأوكراني، الذي حمله الرئيس زيلينسكي في خطابه للأمة الروسية قبل ساعات قليلة: الأوكرانيون يريدون السلام. إنهم يريدون علاقة حسن الجوار مع روسيا، مثل العلاقات الأسرية والشخصية التي توحد الكثير من الروس والأوكرانيين.

وأضاف: "لقد اتحد المجتمع الدولي في إسماع صوته اليوم في الجمعية العامة. صوته الموحد كان يؤكد على احترام ميثاق الأمم المتحدة، وتسوية اسلمية للصراعات، وحل دبلوماسي. كما كرر البيانات الواضحة للأمين العام."

ودعت فرنسا الاتحاد الروسي مرة أخرى إلى اتباع هذا المسار، والتراجع عن قراره بالاعتراف بالكيانين الانفصاليين في شرقي أوكرانيا واستدعاء جنوده.

وقال: "إذا أكدت روسيا خيار الحرب، فسيتعين عليها تحمل جميع المسؤوليات ودفع الثمن

تم نسخ الرابط