السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

 يعجز القلم عن الكتابة عن الكتابة عن السيدة زينب، ويتوقف العقل عن التفكير، فمن أين يبدأ؟!

يحتفل مريدوها ومحبوها بمولدها هذه الأيام، لينالوا النفحات والبركات كونها ملجأهم وملاذهم، عندها تتطاير القلوب، هي أم العواجز والمساكين واليتامي، يأتيها الناس أفواجاً من كافة بقاع مصر والدول الإسلامية. 

إنها زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، أمّها سيّدة نساء العالمين فاطمة (عليها السلام) بنت النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإخوتها: "الحسن" و"الحسين" و"أم كلثوم".

تزوجت "عبد اللَّه بن جعفر بن أبى طالب"، وأنجبت له ستة أولاد، منهم: "علي" و"محمد" و"عون" و"عباس" و"أم كلثوم".

ولدت السيدة زينب بالمدينة المنوّرة في الخامس من جمادى الأوّل عام ٥ هـ. ولمّا ولدت (عليها السلام) جاءت بها أمّها الزهراء (عليها السلام) إلى أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقالت: (سمّ هذه المولودة).

فقال: ما كنت لأسبق رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان في سفر له، ولمّا جاء وسأله علي (عليه السلام) عن اسمها، قال "ص": (ما كنت لأسبق ربّي تعالى)، فهبط جبريل (عليه السلام) يقرأ السلام من الله تعالى، وقال له: سمّ هذه المولودة: زينب، فقد اختار الله لها هذا الاسم.

ثمّ أخبره بما يجري لها من مصائب، فبكى (صلى الله عليه وآله)، وقال: (من بكى على مصائب هذه البنت، كان كمن بكى على أخويها: الحسن والحسين).

 وزينب بمعنى الفتاة القوية الودود العاقلة، والزينب شجر جميل له بهاء، وللسيدة زينب كنيات كثيرة، منها: "أم هاشم" لأنها حملت لواء راية الهاشميين بعد أخيها الإمام الحسين، ويقال لأنها كانت كريمة سخية كجدها هاشم الذي كان يطعم الحجاج، حيث كانت دارها مأوى كل محتاج، ولقبت أيضاً بصاحبة الشورى، لأن أباها وأخواتها كانوا يلجأون إليها في الرأي، ولقبت أيضا بـ "عقيلة بني هاشم"، ولم توصف سيدة في جيلها أو غيره أو في آل البيت بهذا اللقب سواها.

أما لقب "الطاهرة" فقد أطلقه عليها الإمام الحسن، عندما قال لها أنعم بك يا طاهرة، حقاً إنك من شجرة النبوة المباركة، ومن معدن الرسالة الكريمة، وذلك عندما شرحت حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وآله "الحلال بين والحرام بين".

وسميت أيضاً "أم العزائم"، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وأيضاً "أم العواجز"، عندما شرفت مصر بقدومها، وساعدت العجزة والمساكين. 

وكنيت أيضاً بـ"رئيسة الديوان" لأنها عندما قدمت مصر كان الوالي وحاشيته يأتون إليها، وتعقد لهم بدارها جلسات للعلم في ديوانها.

عاشت السيدة زينب أحداث الفتنة، واحتضنت والدها حين قُتل، ورحلت مع أخيها "الحسين" إلى الكوفة، وشهدت يوم كربلاء، وكان أشد الأيام حزنًا وألمـًا. 

وروي عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) قوله: "ما رأيت عمّتي تصلّي الليل عن جلوس إلاّ ليلة الحادي عشر"، أي أنّها ما تركت تهجّدها وعبادتها المستحبّة حتّى تلك الليلة الحزينة، بحيث إن الإمام الحسين (عليه السلام)، عندما ودّع عياله وداعه الأخير يوم عاشوراء، قال لها: (يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل).

والسيدة زينب أول نساء أهل البيت رضي الله عنهن، اللائي شرفن أرض مصر بالمجيء إليها، حيث وصلت مع بزوغ هلال شهر شعبان، بعد مضي 6 أشهر على استشهاد أخيها الحسين، ودخلتها ومعها فاطمة وسكينة وعلي، أبناء الحسين.

 واستقبلها أهل مصر بتقدير كبير، وعاشت فى دار واليها بالحمراء القصوى، عند بساتين الزهري، وهو حي السيدة الآن، عاماً ونصف العام، زاهدة في الدنيا، عابدة لله سبحانه وتعالى.

وتوفيت رضي الله عنها في مساء الأحد 15 رجب سنة 62 هجرية، ودفنت بمخدعها وحجرتها من دار سلمة، التي أصبحت الآن مسجدها المعروف.

رحم الله أمى السيدة زينب "مدد ياست "  

تم نسخ الرابط