الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

رسالة دكتوراة عن الهوية والنحت ما بعد الحداثة

بوابة روز اليوسف

حصلت الفنانة هالة عبد المنعم عبد المقصود على درجة الدكتوراة في فلسفة الفن مع توصية بالطبع من كلية التربية الفنية بجامعة حلوان عن موضوع "الهوية الديناميكية في نحت ما بعد الحداثة وأبعادها الفنية والتربوية". 

وناقشت الباحثة في رسالتها مفهوم الهُويَّةُ كإحدى إشكالياتِ الفنِّ والإنسان بوجه عام وبشكل خاص في عصريْ الحداثةِ وما بعد الحداثة، وقد تَجَدَّدَتْ مع التغيرات الكبرى التي شَهِدَها العالمُ في الآونةِ الأخيرةِ مع بدايةِ عصرِ الآلة، وسيطرةِ الميديا، ووسائلِ الاتصالِ الحديثةِ التي دخل بها العالمُ طَوْرًا جديدًا من أطوارِ العَوْلَمَةِ، الأمرُ الذي أدَّى إلى حالةٍ من السِّيُولةِ الثَّقافيةِ والحضاريةِ صارت فيها خُصوصِيَّةُ الشعوب محلَّ تهديد.

وأضافت أن الفنونُ شَهِدَتْ على أَثَرِ ذلك حالةً كبيرةً من حالاتِ التَّداخُلِ، مما جعل النوعَ الفَنِّيَّ نفسَه مُشَتَّتًا، وواقعًا تحت خَطَرِ التآكُلِ؛ نظرًا لما عَكَسَتْهُ هذه الفنونُ من تَحَرُّرٍ من المعاييرِ الفنيةِ الثابتةِ، وما يُعْرَفُ الآن في الغربِ بِسُقوطِ الْمِعْيارِيَّةِ، ولذا فإنَّ دِراسَة الهوية  أمرٌ لا مَفَرَّ منه. 

وتوضح هالة عبد المقصود في رسالتها أن المقصود بالهوية الديناميكية في عصر ما بعد الحداثة أنها لم تَعُدْ كِيانًا ثابتًا بل كِيانًا ذا طبيعةٍ ديناميكيةٍ يَنمو ويَتَغَيَّرُ ويَتطوَّرُ نتيجةَ صِراعٍ ناشئٍ بين الثوابتِ والمُتَغَيِّراتِ عند الفنانِ، في ظلِّ عَصْرٍ مَفْتُوحٍ على كُلِّ شيءٍ في عَصْرِ تُكنولوجيا المَعْلوماتِ وثورةِ الاتصالاتِ.

     

وأشارت إلى أن البحثُ تناولَ فترتيْ الحداثةِ وما بعد الحداثةِ وحَرَّرَ مُصْطَلَحَيْهِما، والأُسُسَ الفَلْسَفيةَ لِكُلٍّ منْهُما، والسِّماتِ الفارقةَ بَيْنَهُما، وحالاتِ تَدَاخُلِهِما وتَجَاوُرِهِما في الأعمالِ الفنيةِ المُخْتَلِفةِ، واستعرضَ مواقفَ العلماءِ والفنانينَ المختلفةَ، سواءٌ بالقَبولِ أو بالرَّفضِ لما بعد الحداثة، وطُرُقَ التشكيلِ المُبْتَكَرَةَ لفنونِ ما بعد الحداثةِ.

وأضافت أنَّ ما بعد الحداثةِ مَثَّلَتْ مِزَاجًا كَوْنيا عامًا امتدَّ من مَرْكَزِهِ الأوروبيِّ والأنجلو أمريكي لِيَغْمُرَ العالمَ، مَزَجَ بين الشكلِ والمحتوى، ومحا الفواصلَ بين الفنونِ العُلْيا والدنيا، وقَدَّمَ مَجْمُوعةً من الاستراتيجياتِ في طُرُقِ مُعالَجَةِ العَمَلِ الفني عَكَسَتْ حُرِّيةً غيرَ مَشْرُوطَةٍ يَتَحَرَّكُ بها الفنانُ في التعاملِ مع تُراثِهِ وموضوعاتهِ.

وقد انتهى البحثُ كما تقول صاحبته هالة عبد المقصود، إلى أن الهويةَ مِنْ خِلالِ تَمَثُّلاتِها في نحتِ ما بعد الحداثةِ ذاتُ طبيعةٍ ديناميكيةٍ بدا فيها الفنانُ باحثا عن ذاتِهِ من خلال تَخَلِّيهِ عن العمل المُنتهي لصالحِ العمل بوصفِهِ عمليةً إبداعيةً مُسْتَمِرَّةً من المُمْكِنِ أن تَأْخُذَ سِلْسِلَةً من الأعمالِ اللانهائية.

 

وتكونت لجنة المناقشة من الفنان الأستاذ الدكتور محمد إسحق العميد السابق لكلية التربية الفنية جامعة حلوان، مشرفًا ومقررًا، الفنان الأستاذ الدكتور أحمد العوضي، أستاذ النحت المساعد المتفرغ بكلية التربية الفنية جامعة حلوان مشرفًا، والأستاذ الدكتور الفنان أسامة  السروي أستاذِ النحت بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، والمستشارِ الثقافي السابق  للسفارةِ المصرية، مناقشًا داخليًا، والأستاذ الدكتورِ الفنان عادل بدر أستاذِ النحت بكلية التربية النوعية قسم التربية الفنية جامعة القاهرة، مشرفًا خارجيًا.

تم نسخ الرابط