التحليل النفسي والحركي للغة الجسد للرئيس الأوكراني
الألفاظ التي ينطقها الإنسان، من خلال كلامه وتصريحاته تشكل 40% فقط من لغة الاتصال الخاصة به، والـ60% المتبقية تظهر أكثر في لغة الجسد، من تعبيرات وإيماءات الوجه وحركات الجسد، كل هذا يحمل العديد من الرسائل الضمنية.
يعاني من الخوف من المجهول وضبابية المستقبل وانعدام الرؤية
ما لا يُقال في حوار الإنسان، يكون أكثر بكثير مما يُقال، فالذي يظهر من لغة الجسد يكون أكثر واقعية وتعبيرًا صادقًا وحقيقيًا دون خداع أو تزييف حقائق، لأن صاحب التصريحات لا يستطيع أن يخفي مشاعره الداخلية، ولو استطاع أن يخفي على العامة فإن المتخصص يفهم هذه التعبيرات.
وفي تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف"، يحلل الدكتور "وليد هندي"، استشاري الصحة النفسية، لغة جسد الرئيس الأوكراني "فلاديمير زيلنيسكي"، في ظل الأحداث التي تمر بها بلاده بعد الهجوم الروسي.

قال "هندي"، إن لغة الجسد تظهر بشكل كبير في تصريحات الرئيس الأوكراني المصورة "فلاديمير زيلنيسكي"، وهذا ما يريد إخفاءه، بداية من اختياره لملابسه عند الظهور إعلاميًا، إذ يرتدي ملابس عسكرية كنوع من التحدي وفي نفس الوقت، يؤكد أنه لا يجيد القتال، وهذا يدل على الضعف والوهن، بينما يحاول أن يظهر بشكل قوي، بارتدائه هذه الملابس العسكرية، وهذا يصنف كنوع من أنواع الهزلية السياسية، لأنه لا يستطيع تقديم غير ذلك لشعبه.
وأضاف "هندي"، أنه في بعض اللقاءات المصورة يظهر بلحية عكس صورته قبل الأزمة، وهذا يدل علي شعوره بالاكتئاب وأنه غير مبالٍ لمظهره الشخصي، وأكثر اهتمامًا بالأحداث والموقف الأوكراني، ومن أعراض الاكتئاب أيضًا شحوب الوجه الذي يظهر عليه بشكل ملحوظ.
وتابع "هندي"، أنه عند التركيز في شكل عينيه، فإن اتساع حدقة العين لديه يعكس الخوف والهلع والشعور بالفزع، وهذا يظهر بشكل واضح بعد خطابه الأخير.
واستكمل "هندي"، أن كرمشة الجبهة تدل على الغضب، بربشة العينين المتكررة بشكل كبير، وهذا يعد أكبر مؤشر للتوتر عكس معدله الطبيعي قبل اندلاع تلك الأحداث.
وأوضح "هندي"، أنه عند كلام زيلينسكي يميل رأسه لليمين، وهذا يدل على استعداده للنقاش، مما يؤكد إحساسه بالانهزامية ورغبته للتفاوض في سبيل أنه يخرج من الموقف الحالي.
وأضاف "هندي": كل خطاباته كانت وهو واقف، وهذا دليل على القلق المفرط الذي يشعر به، حتى حينما ظهر وهو جالس على مكتبه دليل على انعزاله عن العالم الخارجي وشعوره بالانعزالية والانفرادية والوحدة النفسية، لا يوجد حوله أجهزة اتصال أو تواصل عكس ما ظهر عليه الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، الذي يظهر حوله العديد من أجهزة الاتصال من حوله.
وتابع "هندي"، وضعية جلوسه على مكتبه لا توجد بها أي أريحية، دليل على التوتر والشعور بالانهزامية والضعف وعدم الثقة، بعيدة كل البعد عن جلسة القائد المسيطر.
واستكمل "هندي"، عندما نرى الرئيس الأوكراني مشتبك الأيد هذا دليل على التأزم النفسي، وعدم الإحساس بالأمان الذي وصل إليه، وعلى الرغم من الانهزامية التي يشعر بها، وإن حسابات الحرب ليست في صالحه، فإن هزة رأسه من الأعلى للأسفل تدل على الغرور والعجرفة، وأدائه المسرحي في عملية إدارة أمور بلاده في ظل تلك الأزمة.
واختتم "هندي"، في المجمل عند تحليل حركات الجسد للرئيس الأوكراني، فإننا نرى أنه يتعرض لضغوط عصبية ونفسية، يحاول أن يضبط جماحها، إلا أنه لا يستطيع إخفاءها، وأيضًا هو يعاني من العزلة والانفرادية والخوف من المجهول، وضبابية المستقبل، وانعدام الرؤية الثاقبة.



