الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"السمكري" ...صنايعي بوابير الجاز الذي لا يعرف مهنة غيرها.. والتي لم تفن إلا بمغادرته للحياة

عم حسن اقدم صنايعي
عم حسن اقدم صنايعي تصليح بوابير جاز

"اصلح بوابير الجاز "، عبارة تحمل من الاصالة والعراقة الكثير، "فالباجور"؛ هو الاصل في صناعة "البوتوجازات الحديثة"، ففي الخمسينيات والستينيات أيضا والسبيعنات، لم تخلو البيوت المصرية من بوابير الجاز، التي تستخدم في طهي الطعام، في هذا الوقت ..

وعقب مرور اكثر من ٦٠ عاما، يندر وجود هذا البابور في عام ٢٠٢٢؛ الا اننا وجدنا في محافظة الإسماعيلية الصغيرة صنايعي اصلاح بوابير الجاز بمادة القصدير، ويدعي "عم حسن السمكري"، الذي أكد لنا امتهانه لهذه المهنة منذ اكثر من ٦٠ عاما علي التوالي تعلمها منذ نعومة أظافره ولم يعرف مهنة أخري .

ويقول عم حسن: مع التطور والحداثة التكنولوجية، لم يكن لدي خيار آخر، في امتهان غيرها، لاسيما وقد بلغت من العمر آخر محطاته، فكيف لي واكتساب مهارات اخري غير التي أعرفها.

مؤكداً أن هذه المهنة هي صاحبة الفضل الوحيد عليه في تربية أولاده الخمسة، وإتمام رسالته بالانفاق عليهم حتي حصلوا علي الشهادات العليا، من بينهم الحاصلون علي ليسانس الآداب والتربية ايضا والحاصلون علي دبلوم فني.

وعند سؤاله عن توريث تلك المهنة المندثرة لأبنائه، قال: لم تكسب هذه المهنة حب وشغل اي من أبنائي، ولكنهم كانوا يرونها دائما، مهنة تحمل من المشاقة والمعاناة الكثير، كما أنها اثرت سلبا علي صحتي وجهازي التنفسي، من استنشاق لحام القصدير وابخرة مياه النار وغيرها ، فاصبحت بالنسبة لهم "مهنة المشاقة والهلاك " ولم يسع أي منهم لاستكمال مصيرتي المهنية، " فتفني هذه المهنة بفنائي ومغادرتي لهذه الحياة"، ولم يتبق منهم إلا "كشكي الخشبي الذي ظل ملازما لي طوال أيام عمري"، أقوم فوقه بلحام بوابير الجاز، تنكات السيارات، شيش وكنك القهاوي، ويتحول الي ذكري تفكرنا بمهنة كانت زمان تسمي "تصليح بوابير الجاز". 

تم نسخ الرابط