فكرة خلاقة ودافع وعمل، تركيبة ثلاثية السمات تحدد شخصية المبتكر الذي يعمل لصناعة مستقبل مختلف، فحتى وقت قريب؛ كان من المنطقي أن يستغرق إصدار أي وثيقة حكومية عدة أيام أو أسابيع، هذا النموذج من الخدمات الحكومية أصبح مجرد ذكرى، أمام ما نشهده اليوم من سرعة هائلة في إصدار الوثائق، إلا أن المستقبل يؤكد أن الابتكار سيجلب حلولاً أخرى، تتفوق حتى على ما يعتبره كثيرون، نقلة نوعية في هذه الخدمة أو غيرها.
الدولة المصرية حققت العديد من الإنجازات التنموية، على كافة الأصعدة، خلال الأعوام الماضية، وأبرزها نجاح المرحلة الأولى من البرنامج الوطني للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والتي أنطلقت في نوفمبر 2016، وما نتج عنه من استقرار لمؤشرات الاقتصاد الكلي، وكذا بدء تنفيذ البرنامج القومي الإصلاحات الهيكلية للاقتصاد المصري، وما قامت به الحكومة المصرية من إطلاق حزمة تحفيز مالية شاملة، بشكل استباقي، بقيمة 100 مليار جنيه مصري (2٪ من الناتج المحلي الإجمالي) للتخفيف من تأثير أزمة "الجائحة"، وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية لدعم القطاعات الأكثر تأثرًا وحماية الفئات الضعيفة ودعم الفئات المتضررة وتعزيز الأنشطة الاقتصادية.
وإيمانًا من الدولة في أحقية الشباب في النهوض بقدراتهم وتنمية مهاراتهم الأساسية لتأهيلهم للتوظيف في المجالات المختلفة وتفعيل مشاركتهم الاجتماعية، أطلقت الحكومة مبادرة "بُناة مصر الرقمية"، والمبادرة هي منحة مجانية تقدم لألف طالبٍ متفوقٍ سنويًا من خريجي كليات الهندسة أو كليات حاسبات ومعلومات أو كليات علوم، ويتم اختيارهم طبقا لشروط ومعايير قبول محددة ليبدأ إعدادهم بصفتهم كوادر شابة في عدة مجالات، منها علوم البيانات والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وعلم الروبوتات والأتمتة، والفنون الرقمية، وليكونوا قادة مؤهلين للعمل في الهيئات المسؤولة عن تحويل مصر إلى دولة رقمية من الطراز الأول.
مبادرة بُناة مصر الرقمية تندرج تحت محور "بناء الإنسان المصري" وهو أحد المحاور الرئيسية في استراتيجية الدولة لبناء مصر الرقمية.
ومن أهم قرارات تمكين مصر طبقًا لرؤية 2030، قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء "جامعة مصر للمعلوماتية" أول جامعة في إفريقيا والشرق الأوسط متخصصة في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمجالات المرتبطة بها في مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
القرار الذي يعكس رؤية القيادة السياسية وجهود الدولة لخلق جيل جديد من خبراء المعلوماتية على قدر رفيع من العلم والمهارات لتحقيق وثبة نوعية في موقع مصر في الساحة المعلوماتية الدولية، وإتاحة تعليم متخصص على أعلى مستوى في مجالات علوم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وفقًا لأحدث التطورات والأساليب الأكاديمية ومن خلال شراكات مع كبرى الجامعات العالمية بهدف تخريج كوادر شابة متميزة قادرة على مواكبة التطور التكنولوجي العالمي الذي يشهده العالم وليكونوا القوة الدافعة للابتكار التكنولوجي ولبناء مصر الرقمية التي تضم عددًا ضخمًا من المشروعات التي تستهدف استخدام التكنولوجيات الحديثة لتحقيق التقدم والتنمية في المجتمع المصري.



