الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

على مدى 33 عامًا، دائمًا نتذكر يوم 19 مارس من كل عام، حاملًا معه احتفالا خاصًا، يتضمن رفع العلم على مدينة طابا بأرض الفيروز  الغالية، مع عودة طابا إلى السيادة المصرية  بعد معركة قضائية دولية، حيث حكمت المحكمة في الثانية من ظهر يوم  ٢٩ سبتمبر عام ١٩٨٨ بأحقية مصر في طابا، وأنها أرض مصرية وعلى القوات الإسرائيلية الانسحاب منها فورًا، لتكتمل فرحتنا بعيد تحرير سيناء. 

بطبيعة الحال لا بد أن نذكر في ذلك اليوم تفاصيل تحرير طابا، وقضية اللجوء للتحكيم الدولي، لما لها من دروس مهمة من الصبر والمثابرة على استرداد الحقوق لتكون عظة وعبرة لأجيالنا على مر التاريخ.

 

فبعد أن ظلت طابا محتلة لعدة سنوات، وحاول المعتدي الاسرائيلي أن يسلبها من أرض مصر، ويغير من التاريخ من خلال التضليل والتزييف للحقائق، لأنه من خلال سيطرته على المنطقة من 1967 إلى 1982 قام بتغيير معالمها الجغرافية لإزالة علامات الحدود المصرية قبل حرب يونيو، ما أدى إلى تشكيل اللجنة القومية لطابا برئاسة عصمت عبد المجيد، ولتضم أبطال معركة مفاوضات طابا، قامات مصرية عسكرية وسياسية ودبلوماسية وخبراء قانون وبترول وعدل وعلماء جغرافيا وتاريخ، جميعهم شاركوا في هيئة الدفاع عن طابا، من بينهم- على سبيل المثال مع حفظ الألقاب- عبد الحميد محسن حمدي، فاروق لبيب، خيري الشماع، فايزة أبو النجا، إبراهيم يسري، بدر همام، حسن عيسى، أحمد أبو الخير، محمود عثمان، عز الدين عبد المنعم، وجيه حنفي، مفيد شهاب، يونان لبيب رزق، أحمد صادق القشيري، يوسف أبو الحجاج، سميح صادق، صلاح عامر، وحيد رأفت، محمد الشناوي، جورج أبو صعب، طلعت الغنيمي، محمد بسيوني، حسين حسونة، محمد عبد الفتاح محسن،  أحمد فتح الله، محمد جمعة، حسين مبارك، محمود سامي،  أحمد ماهر، مهاب مقبل، ماجد عبد الفتاح، أمين المهدي، فتحي نجيب، أحمد عبد الحليم، وصلاح حافظ. 

 

لقد ساهموا جميعًا في عمل جماعي بأسلوب علمي يعتمد على الخبرة والتخصص بالوثائق والأدلة، فكانت النتيجة اقناع هيئة التحكيم الدولية بحق مصر في استرداد طابا.

 

ولنا أن نفخر عندما يتذكر الدكتور مفيد شهاب، أنه عقب صدور الحكم سمع المستشار القانوني الإسرائيلي وهو يقول:

 

"كنا نعلم أن طابا أرض مصرية وموافقتنا على التحكيم اعتقادًا أنكم لن تستطيعوا الدفاع عنها، لكنكم وبأسلوب علمي كسبتم القضية على عكس ما كنا نتوقع".. وهذا ما يثبت القوة المصرية من عسكريين وقانونيين وسياسيين ودبلوماسيين، كانوا حريصين على كسب القضية، وإعلان الحقيقة أمام العالم كله أن طابا أرض مصرية.

 

وفي الواقع مع سرد قصة كفاح استرداد طابا، يجعلنا نتذكر دائما أرض الفيروز سيناء الحبيبة الغالية على قلوبنا جميعًا، حيث لا يمكن أن نفرط في حبة رمال واحدة من أرضها، خاصة بعد أن أثبتنا للعالم أن مصر تستطيع، وأننا قادرون على قهر الصعاب.

 

ونتذكر معركتنا الراهنة في سيناء، معركة البناء والتعمير والتطهير والحماية من أي قوى إرهابية، وهذا ما يؤكده الرئيس السيسي، وهو تنمية سيناء بالعديد من المشروعات القومية في مختلف المجالات، ورغم الظروف الاقتصادية التي يعاني منها العالم أجمع تم تخصيص استثمارات ضخمة لتوفير البنية التحتية اللازمة لإقامة المشروعات التنموية من صحة وتعليم وجامعات، وتوفير فرص العمل لأبناء سيناء، بدلا من الوقوع في براثن الضلال والإرهاب.

ولتوفير الحياة الكريمة حرص الرئيس السيسي على إقامة المنازل البدوية في شمال وجنوب سيناء، وكان آخرها مع احتفالات طابا 2022 حيث تم وضع حجر أساس بناء 120 منزلًا برأس النقب، على مساحة حوالي 215 مترًا لكل منزل.

 

أولستم معي، أننا في حاجة إلى الحفاظ على ما دفعوه رجالنا الشجعان من غال ونفيس، من قواتنا  المسلحة والشهداء الذين مهدوا بانتصار أكتوبر عام ١٩٧٣ لاستعادة سيناء واسترداد طابا آخر جزء منها، لأنه لولا النصر  ما كانت إسرائيل قد قبلت الالتجاء للتحكيم الدولي واسترداد طابا، نحن بحاجة إلى مواصلة نهضة التعمير، ومواجهة قوى الشر التي تحاول أن تنال من عزيمتنا، وتوقف مسيرة التنمية لرفع اسم بلادنا عاليًا دائمًا، وحفظ بلادنا من كل سوء.

تم نسخ الرابط