الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تماضر توفيق.. أول سيدة تتقلد منصب رئاسة التليفزيون المصري

بوابة روز اليوسف

إيماناً بدور المرأة العظيم تقدم بوابة "روز اليوسف" خلال شهر رمضان ثالث شخصية نسائية للتعرف على إنجازاتها وأدق التفاصيل خلال مشوارها العملي والمهني

ما بين الاحتراف المهني ..والتحدي على خلق الابتكارات التي تترك بصمة أبدية لأصحابها ..هكذا كانت "السيدة تماضر توفيق"

نشأة تماضر توفيق

ولدت السيدة تماضر توفيق في ٩ فبراير عام ١٩٢٠ في مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، ورثت عن والدها تفوقها الشديد في اللغتين العربية والإنجليزية.

حصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة فاروق (القاهرة الآن) وذلك عام ١٩٤٢.

كانت تهوى المسرح، حيث انضمت إلى فريق مسرح الكلية، ثم اتجهت إلى التمثيل مع الفريق في مسرح دار الأوبرا المصرية القديمة، ثم بعد ذلك انضمت إلى فريق المسرح.

 

بداية مشوارها المهني

١-التحقت تماضر توفيق بالعمل في الإذاعة المصرية عام ١٩٤٦، وذلك عقب تخرجها في الجامعة وتعتبر أول سيدة تقرأ نشرة الأخبار بالإذاعة فكانت أكثرهن حضورًا وشخصية مميزة، ونظرًا لحبها الشديد للمسرح جعلها تكون مع زملائها في الإذاعة فريقًا للتمثيل.

 

٢-كانت من أوائل الإذاعيات المصريات اللاتي أتيحت لهن السفر في بعثات دراسية، حيث سافرت في بعثة دراسية لدراسة الفن الإذاعي في هيئة الإذاعة البريطانية بلندن (بي بي سي).

 

٣-بعد عودتها من البعثة، عُينت تماضر توفيق رئيسة لقسم التمثيليات، بالإضافة لتقديم البرامج وقراءة نشرات الأخبار وكان أشهر البرامج (ورقة وقلم) (وعشرين سؤالاً).

 

٤-انتقلت للبرامج الأجنبية بالإذاعة المصرية وعملت مساعدًا للمراقب العام بها، فكانت أول سيدة تشرف على القسم الأوروبي.

 

٥-أتيحت لها الفرصة لتكون ضمن أول بعثة إلى الولايات المتحدة الأمريكية باسم التليفزيون المصري، وذلك عام ١٩٥٧ لدراسة الإذاعة والتليفزيون، والبعثة الثانية لدراسة الإخراج التليفزيوني إلى أمريكا.

 

٦-عقب عودتها من البعثة عُينت كأول مخرجة للتليفزيون المصري، فأخرجت البرامج الثقافية، حيث قدمت برنامجها التليفزيوني الناجح "وجهاً لوجه"، وأجرت لقاء مع رائد الفضاء الروسي "يوري جاجارين " أثناء زيارته لمصر، ونظرًا لتميزها وعبقريتها المهنية والعملية فكانت أول إعلامية عربية تقوم بهذا اللقاء.

 

٧- عُينت مديرة البرامج الثقافية والتعليمية، وكذلك مديرة للمراقبة العامة للتخطيط والمتابعة بالتليفزيون عام ١٩٦٦، ثم عُينت فيما بعد مديرة إدارة متابعة برامج التليفزيون بوزارة الإرشاد عام ١٩٦٧، وأشرفت تماضر على القناة الثالثة، حيث بادرت بالعديد من الأفكار لبرامج تليفزيونية، جعلت القناة متميزة مما جعلها منافساً للقناتين الأولي والثانية.

 

٨- تم تعيينها وكيلاً للتليفزيون لشؤون البرامج، وفي الفترة من عام ١٩٧٧ تولت رئاسة التليفزيون المصري حتى عام ١٩٨٥.

 

٩-قامت بترجمة ثلاثة كتب أساسية في هذا المجال للقارئ العربي منها: "العمل التليفزيوني"  "وفن التليفزيون" "والتليفزيون وأثره في حياة الأطفال".

 

١٠-اختارت ٣ من الإذاعيين، وذلك لتقديم برامج تليفزيونية وهم: سناء منصور، ونادية صالح، وفاروق شوشة.

 

وفاة تماضر توفيق

رحلت عن عالمنا السيدة تماضر توفيق في ٨ يونيو ٢٠٠١ عن عمر ناهز ٨١ عاماً.

 

رثاء الكاتب أحمد بهجت للسيدة تماضر توفيق بعد وفاتها

" لم تكن السيدة تماضر توفيق مجرد رئيسة للتليفزيون يعنيها شأن الإدارة وترتب أموره داخل إطارها، إنما كانت نجماً من نجوم الإذاعة، وكانت روحاً بثته في التليفزيون في بداية حياته ونشأته، كانت تعرف ما الذي يعنيه التليفزيون وأي قدرة تتمثل في شاشته الصغيرة ".

 

كلمات الشاعر فاروق شوشة للسيدة تماضر توفيق

كتب عنها الشاعر فاروق شوشة في الأهرام في ١٧ يونيو ٢٠٠١ قائلاً: إنما لم تكن كغيرها من الرائدات في مجال العمل الإذاعي والتليفزيوني بل لا تكاد تشبههن في شيء، فهي أكثر من وعياً وثقافة واستنارة وهي أكثر من جرأة وشجاعة في الحق والتمسك بما تراه عدلاً وصولاً حتي النهاية، وهي أكثر انضباطاً وحرصاً على الجدية، وبعداً عن المجاملة وكراهية النفاق والمداهنة، ثم هي أكثرهن إيماناً بالعقل، وإعلاء لشأنه في كل ما تواجهه من قضايا ومواقف، أما انتمائها الريفي الأصيل للوطن، أرضاً وناساً فقد رضعته مع طفولتها منذ مولدها وبقي هذا الانتماء للوطن وغيرتها من أجله وإيمانها بالرسالة التي ارتضتها لنفسها في سبيله ملمحاً من ملامحها الأساسية حتى النفس الأخير، ولم يكن يحبها الجهلاء والأدعياء لأنها سرعان ما تكشف ويفهم وادعاهم وكان يرهبها المنحرفون والفاسدون، لأنها كانت تواجههم مباشرة بفسادهم وانحرافهم.

 

تم نسخ الرابط