شعرت بالقلق كثيرًا عندما بدأ الهجوم على نجمنا العالمي محمد صلاح، من قبل بعض الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب انتهاء مباراة السنغال ومصر، لعدم تسجيله الركلة الترجيحية الأولى لمنتخبنا. والتساؤل: لماذا القلق والغضب من الهجوم على ذلك النجم؟ والرد: لأنه في الواقع أحد قوتنا الناعمة، فكيف نتناسى أن محمد صلاح يمثل النموذج الملهم الذي وصل للعالمية، وكما قال وزير الشباب والرياضة السابق، المهندس خالد عبد العزيز، إن محمد صلاح دخل قائمة أبرز الشخصيات التي مرت على تاريخ مصر.. وأنا أضيف محمد صلاح لأباطرة القوى الناعمة المصرية من أم كلثوم، ونجيب محفوظ، ومجدي يعقوب، وعمر الشريف، وأحمد زويل، وغيرهم من العظماء.
والحقيقة أن كرة القدم لم تعد مجرد لعبة، بل أصبحت قوة ذات تأثير قوى وعميق في توجيه الرأي العام العالمي العاشق لها، وبالتالي فقد برزت كرة القدم كأحد أهم أسلحة القوة الناعمة للدول، مثل الثقافة والفن والموسيقى والفلكلور والعلوم، وغيرها، بل تفوق كل هذه القوى لتغلغلها في وجدان كافة الطبقات الاجتماعية.
ولنا أن نعي جميعًا أهمية القوة الناعمة التي دائمًا ما تلجأ الدول إلى استخدامها للتأثير على الآخرين، والاستفادة من ذلك في تحقيق أهدافها، وتطويع تلك القوة الناعمة لما فيه مصلحتها الاقتصادية والاستراتيجية، فكيف لنا أن نساعد في هدم إحدى تلك القوى الممثلة في اللاعب الدولي محمد صلاح، في الوقت الذي تقام له جدارية جديدة بالقرب من ملعب "آنفيلد"، والتي صممها الفنان العالمي جون كولشو، بالطريق المؤدي إلى ملعب مباريات فريق ليفربول، وتم التعليق عليها بمواقع التواصل العالمية: "جدارية محمد صلاح الجديدة بالقرب من آنفيلد هي ملحمة مطلقة"، تقديرًا له ولمجهوداته منذ الانضمام لصفوف ليفربول قبل 4 أعوام.
وكيف نساعد أيضًا نحن أبناء بلده في المساس بشخصية، بينما تتصدر صوره أغلفة صحف إنجلترا بعد موافقته على تجديد عقده مع النادي الإنجليزي حتى نهاية مسيرته. كما يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي برصيد 20 هدفًا، بالرغم من غيابه لأكثر من شهر بسبب ارتباطه بالمشاركة مع المنتخب الوطني في بطولة كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت بالكاميرون.
أولستم معي، أن ما حدث من انتقادات إلى اللاعب الدولي محمد صلاح، كان المقصود به إلحاق الأذى بقوة ناعمة مهمة لمصرنا الغالية، والتي أصبحت تشكل خطرًا كبيرًا على قوى الشر، وهو ما يستدعي الانتباه والحفاظ على تلك القوة المهمة لبلادنا، وليحفظ الله دولتنا من كل سوء.



