الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

الصحافة والفن من أهم وسائل وأدوات القوة الناعمة التي تؤثر في المجتمع وتتأثر به.. ولا يمكن لأحدهما أن يستغني عن الآخر.. فالصحافة تروج للفن والفنانين، والفن ركن مهم في الصحافة بمختلف ألوانها المقروءة والمرئية والمسموعة.

 

والفنانون يحرصون دائمًا على نشر أخبارهم وأعمالهم، وقد رأيت على مدار عقود وقبل انتشار الفضائيات نجومًا كبارًا كانوا يسعون لنشر أخبارهم وأعمالهم الفنية، ولا أبالغ إذا قلت إن بعض هؤلاء كانوا يهرولون وراء بعض المحررين والنقاد للكتابة عنهم، فالعلاقة بين الصحفيين والفنانين كانت قائمة على الاحترام المتبادل، وكل منهم يحتاج للآخر في عمله، لأن التكامل بين الصحافة والفن يصب فى خدمة القراء والناس، والتعاون بين بعض الكتاب الصحفيين وكبار الفنانين أثمر عن أفلام ومسلسلات وأغان رائعة خالدة، ولكن للأسف الشديد فإن ثوب العلاقة المحترمة بين الفنانين والصحفيين قد لوثه بعض الفنانين الذين أصابهم الغرور وأعمتهم الفلوس، وأيضًا أنصاف الممثلين، وبعض المتسللين لعالم الصحافة الذين لم يدركوا قيمة المهنة وكرامتها وجل احترامها.

 

لا أنسى أبدًا عندما كنت محررًا صحفيًا شابًا أرى بعض كبار النجوم المحترمين يأتون للصحف لنشر أعمالهم الجديدة، أو الرد والتصحيح على بعض ما نشر عنهم، ولا أنسى أبدًا ولم يسقط من الذاكرة بعض المشاهد التي رأيت فيها بعض كبار المطربين حاليًا وهم ينتظرون دورهم في الغناء في حفلات بعض الصحف والمجلات، بل رأيت بعضم يجلس على الأرض في انتظار الغناء على المسرح ولو لمدة خمس دقائق، المهم إعطاء الفرصة لهم لأنها فرصة العمر.

 

 

ما دفعني لكتابة ذلك هو ما أراه حاليًا على الساحة من سلوكيات لبعض الفنانين مع بعض العاملين في الصحافة والإعلام في بعض المناسبات.

 

الصحفي الحق لا يمكن أن يقبل أبدًا هذا النوع من التعامل أو السلوكيات، فالصحفي يدرك قيمة عمله وكرامته واحترامه لنفسه، ولا يعطي الفرصة لفنان مغرور أو أنصاف الفنانين للإساءة إليه. والدخلاء على الصحافة فقط هم من يسمحون بذلك، لأن الصحفي يحافظ على قيمته ويدرك أهمية دوره ولا يسمح لأحد بالإساءة إليه أو التطاول عليه لأنه يدرك متى يتحدث ومع من، وفي أي مناسبة. 

 

 

للأسف هناك من يسيئون لمهنة الصحافة بادعاء الانتساب إليها، أو ارتداء ثوبها زورًا، وهنا تأتي أهمية دور نقابة الصحفيين في الحفاظ على كرامة المهنة، والإبلاغ عن الدخلاء على المهنة والإساءة إليها.

 

 

وينبغي على كل فنان أن يدرك أنه طالما أصبح فنانًا معروفًا وشخصية عامة، فإنن عليه أن يتحمل النشر حتى لو كان قاسيًا ما دام صحيحًا، ويتقبل ما ينشر عن حياته، فالنجومية لها ضريبة، ولا يجوز أن تحصد مزايا ونعمة النجومية فقط ولا تقبل ضريبتها.

تم نسخ الرابط