"الطب النفسي" يبرئ الاكتئاب.. وأصابع الاتهام تشير لـ"التغيرات الهرمونية" في واقعة قاتلة أولادها
ما زالت تداعيات الجريمة البشعة التي شهدتها محافظة الدقهلية، بعدما تخلصت أم من أطفالها الثلاثة، تسيطر على الرأي العام، خاصة بعد اعترافها بارتكاب الواقعة جراء إصابتها بحالة اكتئاب بعد ولادتها طفلتها الأخيرة.
وفجر الدكتور محمد صلاح، استشاري الطب النفسي، مفاجأة بعدما أكد أن المتهمة لا تعاني من مرض اكتئاب ما بعد الولادة مثلما يثار.
وقال صلاح في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف"، إنه من المؤكد أن المتهمة تعاني من أمراض نفسية تعود لسنوات، وليست حالة جديدة ظهرت بعد الولادة، خاصة أن مريض الاكتئاب لا يصل لمرحلة الأذى إلا في مراحل متقدمة جدا من مرضه، لا يمكن أن يصل إليها خلال شهرين فقط.
وأضاف صلاح، أن مريض الاكتئاب هو شخص لا يمارس أي نشاط في حياته إطلاقًا، ولا يخرج من غرفته ويعتزل الناس والحياة، ولديه قناعات سوداوية تسيطر على تفكيره، ويقنع نفسه دائمًا بأن أي شيء سيفعله لن يؤتي بنتيجة، فيتراجع عن فعله، ويظل هكذا داخل دائرته المغلقة.
وأوضح الاستشاري النفسي، أن مريض الاكتئاب يظل يرسل رسائل غير مباشرة للمحيطين به، تتمحور حول الموت والآخرة، وهنا تكون أخطر مرحلة لأنه بات يفكر في التخلص من حياته، لكن غريزة البقاء ما زالت تتحكم فيه.
كما أشار إلى أنه في حال وصول المريض للاكتئاب الشديد، فإن تفكيره ينصب على أذى نفسه فقط دون غيره، موضحًا أن اكتئاب ما بعد الولادة، هو أحد أفرع الاكتئاب، ويكون عبارة عن مخاوف من تحمل المسؤولية، أو عدم تقبل الزوج لزوجته، ويتلخص في إصابة السيدة بحالة مزاجية سيئة وإحباط، لكنه لا يصل إلى القتل في بدايته أو بمفرده، كما في حالة سيدة الدقهلية.
وأكد الدكتور محمد صلاح، استشاري الطب النفسي، أنه بتحليل واقعة سيدة الدقهلية، فيرجح أنها مصابة بحالة هلاوس أو ضلالات تتردد داخل عقلها، وصورت لها وجود مشكلة في أبنائها ودفعتها للتخلص منهم، خاصة أنها قالت في خطابها أنها أرسلتهم للجنة.
واستطرد الطبيب، أنه يجب مراجعة التاريخ المرضي لأسرة السيدة، وسيظهر بالتأكيد وجود شق نفسي وراثي لأمراض نفسية أو عقلية، مؤكدًا أن المتهمة وقت ارتكاب الحريمة كانت تحت تأثير نوبة هوس، ولن تستوعب فعلتها بسرعة، وستحتاح لعلاج نفسي شامل طويل الأمد.
د. هاجر: تغيرات هرمونية كثيرة تحدث في هرمونات الأم أثناء الولادة
في حين، أوضحت الدكتورة هاجر محمد محفوظ، طبيبة النساء والتوليد، أنه بعد الولادة تحدث تغييرات كثيرة في هرمونات الأم، وهذه التغييرات يجب مقابلتها بالدعم والمساندة والتشجيع من قبل المحيطين بالأم والرضيع.
وتابعت محفوظ، أن هذا التغيير الهرموني قد يتسبب في حدوث حالات اكتئاب لبعض الأمهات بعد الولادة، وليس له مدة محددة للإصابة به، وغير مرتبط بسن محدد، أي أن الأم الشابة أو المتقدمة في العمر معرضة للإصابة به.
وأوضحت محفوظ، أنه يجب لعلاج هذا الاكتئاب، محاولة جميع المحيطين بالأم تخفيف الضغوط عن كاهلها، وضرورة تحملهم مسؤولية الطفل الرضيع معها، وذلك لأنها عانت لمدة 9 أشهر كاملين خلال الحمل، وبالتالي بعد الولادة تحتاج إلى الدعم والراحة اللازمة.
وأكدت محفوظ، على ضرورة طلب الأم للمساعدة من الاخرين المحيطين بها لتحمل مسؤولية رعاية الرضيع معها، وخصوصا الزوج، لأن كثرة تحملها الأعباء بمفردها قد يصيبها بضغوط تصل إلى حد الانفجار، خصوصًا وأنها تعاني من تغيير المزاج بسبب تغيير الهرمونات، وأنها لو استطاعت تحمل الضغط لمدة أسبوع أو اثنين فانها لاتقدر على مداومة واستمرار الضغوط.
ونصحت محفوظ، الأم التي وضعت حديثا بضرورة تجنب الكافيين، والسكريات والنشويات، وتناول الغذاء الصحي الغني بالخضروات والفاكهة والمشروبات الدافئة، حتى تجعل الجسم والجهاز العصبي أكثر هدوءا.



