انقضى العيد بأيامه المباركة مع الإجازة الطويلة لراحة النفس من عناء تعب العام، للعودة مرة أخرى إلى العمل. وإذا كانت إجازة العيد، بقرار من الدولة فهناك من الطبيعي أعمال لا يمكن أن يأخذ إجازة جميع عامليها بما فيها الإدارة المسؤولة، حيث لا يمكن أن يكون أماكن تلك الوظائف شاغرة بصورة كاملة.
وبخلاف مهنتنا مهنة الصحافة، يأتي في مقدمتها العمل الطبي، سواء في المستشفيات الحكومية أوالخاصة، ولا يمكن أن تكون تلك الأماكن خالية خاصة في المحافظات، من الأطباء والمسؤولين عن الأمراض المختلفة وخاصة الطوارئ للعناية بالحالات المفاجئة من المرضى أو الإصابات وغيرها، كما يراعى أن يتواجد مدير المستشفى والمتابعة المستمرة من جانبه في جميع الأيام، وأوقات الأعياد بصورة خاصة وبالتالي من يتقاعس عن أداء ذلك يواجه بأشد العقاب وبصورة سريعة.
ومن هنا كان لا بد من الإشادة بالقرار السريع للدكتور طارق رحمي، محافظ الغربية الذي أحال مدير مستشفى زفتى العام وطاقم الطوارئ للتحقيق سريعًا خلال جولته المفاجئة في المستشفى رابع أيام العيد، عندما قام بمتابعة سير الأعمال بعدد من مدن وقرى المحافظة لمتابعة مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، ولكن خلال زيارته لزفتى وتفقد مستشفى زفتى العام، وزيارة أحد السائقين بالمستشفى على إثر إصابته في حادث؛ لاحظ المحافظ حالة من الإهمال الطبي في طاقم الطوارئ مع تغيب مدير المستشفى، مما أدى إلى وجود المريض في الطوارئ لمدة نصف ساعة دون كشف أو الاهتمام بوضعه الصحي، مما أصدر قراره مباشرة بإحالة المدير وطاقم الطوارئ للتحقيق ومتابعة الوضع داخل المستشفى.
كما تفقد المحافظ، أعمال النظافة ورفع المخلفات والإشغالات بشوارع المحافظة، وإزالة إشغالات المقاهي المتعدية على الطريق وغيرها من الأمور الهامة للمواطن.
ويدل هذا الموقف على حرص المحافظ وغيره من المحافظين، على توفير كافة الخدمات للمواطنين خلال فترة الإجازات والمحاسبة الفورية لكل من يتقاعس عن أدائها سواء كانت طبية أو غيرها.
ولنا أن نذكر أيضًا حرص الوزير القائم بأعمال وزير الصحة والسكان د. خالد عبد الغفار، القيام بمتابعة تنفيذ خطة التأمين الطبي لإجازات عيد الأضحى في مختلف المحافظات حتى من قبل حلول العيد وإجازاته، مع تكثيف الحملات الرقابية على المنشآت الطبية خاصة المتعلقة بالمحافظات الساحلية ومنها مطروح، شرم الشيخ، الغردقة، دمياط، كفر الشيخ وغيرها من المحافظات التي يزداد توافد إليها أعداد المصطافين مع إجازة العيد، والقيام بجولة تفقدية في المستشفيات للتأكد من التزامها بالخدمات الطبية المقدمة، وكشفت الجولات عن رصد عدد من المخالفات تضمنت عدم تطبيق معايير وسياسات مكافحة العدوى، فضلاً على ضبط كمية من الأدوية مجهولة المصدر بإحدى المستشفيات، مع اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفات التي تم رصدها بصورة فورية.
كما أكدت الوزارة، على استمرار حملات المرور الرقابية على جميع المنشآت الطبية بمحافظات الجمهورية، للتأكد من مطابقتها والعاملين بها للاشتراطات الصحية اللازمة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المخالفين، لضمان تقديم أفضل الخدمات الطبية حرصًا على صحة وسلامة المرضى.
ولم يكتف د. خالد عبد الغفار، بالمتابعة الداخلية، ولكن لا بد من الإشادة بحرصه والوزارة على متابعة أعمال القائمين على عيادات بعثة الحج الطبية التي خصصت للحجاج المصريين في مكة والمدينة ومتابعة غرفة طوارئ البعثة، والإشادة بجميع أفراد البعثة التي واصلت عملها على مدار اليوم الكامل خلال أداء المناسك.
والمتابعة اليومية للمتحدث الرسمي لوزارة الصحة د. حسام عبد الغفار، وحرصه على توافر المعلومات والمتابعة، والتأكيد أن جميع الحجاج المصريين المحتجزين في المستشفيات السعودية حالتهم مستقرة، وتم متابعة حالتهم الصحية، والمرور عليهم عدة مرات يوميًا، كما تم متابعة الحالات التي خرجت بعد التعافي، إلى جانب التأكيد على سلامة جميع الحجاج المصريين من أي أمراض معدية إضافة إلى ندوات توعية الحجيج، وصولاً إلى متابعة الحالة الصحية للحجاج بعد عودتهم من خلال خدمة «معك حتى تصل بأمان» لمدة أسبوعين بعد وصولهم إلى أرض الوطن.
أولستم تتفقون معى، أننا فى حاجة إلى مباشرة الالتزامات الموكلة إلينا خاصة إذا كانت في إطار خدمة المواطن، دون انتظار زيارات مفاجئة من المسؤولين ومراعاة الضمير الإنساني خاصة في الجانب الطبي وصحة الإنسان التي لا يوجد أغلى منها!