السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

سائق ميكروباص يطلق مبادرة لتوصيل أصحاب المعاشات بالمجان

عم سيد رزق
عم سيد رزق

وسط حرص العديد من الأهالي داخل محافظات الجمهورية على الكسب الحلال والحفاظ على لقمة العيش، في ظل ظروف المعيشة والأحوال الاقتصادية الراهنة، يقرر عم سيد علي سيد رزق سائق «ميكروباص» بسيط من محافظة السويس، عمره (٦٨) سنة، إطلاق  مبادرة خيرية منذ سنتين.

 

متطوعا بحمل أصحاب المعاشات مجانًا مدونا على زجاج الميكروباص "الركوب مجانا للمعاشات" عظماء مصر.

 

تحدى عم سيد بهذه المبادرة الجميع من  بناته وزملائه، وقد كسب الرهان لإيمانه بأن ما نقدم من خير نجده عند الله هو خيرًا وأعظم أجرًا وأن جبر الخواطر عظيم عند رب العزة عز وجل.

 

ذاع  صيت هذا الرجل البسيط وصار  قدوة يحتذى بها بين الجميع ويدعو له القريب والبعيد، فالرجل بسيط، أمي لا يجيد القراءة والكتابة وليس حاملا للشهادات الدراسية، ولكن وضعه الله فى لحظة في موضع الغبطة.

 

هنا يردد عم سيد رزق لقول الله سبحانه وتعالى؛  (وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ  عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (هود: ٨٨)؛ هذه الآيه التي حضرتني منذ أكثر من عامين وأثناء سيري بسيارتي "وش السعد" وهى موديل قديم؛ من أمام مستشفى التأمين الصحي وجدت رجلا وزوجته عمرهما تجاوز السبعين، وقال: زمرت لهم علشان أركبهم رفضوا وعندما أصررت قالا مش معانا فلوس؛ ثم لاحظت العجز البصري للرجل، وزوجته تسنده، من هنا تعلمت أعظم دروس في  المودة والرحمة.

 

 ووصلتهم ببلاش وقلت لهم: "تعالوا كل يوم العربية وصاحبها تحت أمركم"؛ ومنذ هذه اللحظة قررت توصيل المعاشات ببلاش اللى بيقبض ١٠ آلاف واللى بيقبض ٥٠٠ جنيه، الجميع من أصحاب المعاشات "سواء"؛ داخل سيارة عم سيد.

 

وجبرت بخاطر الغني والفقير ومراتي مزعلتش وربنا جبر بخاطرنا فى أول ٣ أيام الإيراد زاد ٣ مرات علشان محدش بيعرف الرزق جاي منين وفين.

 

يروي عم سيد مواقف تبكي الجميع وتثبت خيرية هذه الأمة ومروءتها، وهي دروس رائعة في حسن التوكل على الله، ومكافأة ربنا الرزاق لأهل البر والفضل.

من هذه المواقف أن زميلًا له استنكر مبادرته وسخر منها، وصادف أنهما كانا يحمّلان الركاب فى وقت واحد، فكلما جاء مسن ليركب مع زميله أشار إليه بالركوب مع «عم سيد» حتى امتلأت السيارة بـ«المعاشات»، وعلت ضحكات  زميله الساخرة. 

 

وكان هناك من يراقب الموقف من بعيد، فلما همّ «عم سيد» بالتحرك وقف الرجل أمامه، وأخرج مائتي جنيه ودفعها إليه، فرفض لكن لم يطل الرفض كثيرًا بعدما بكى الرجل وقال له: ألا تحب أن أشاركك الحسنات؟!

 

ينفي عم سيد رفض زوجته وبناته لفكرة المبادرة لاسيما وقد تضاعف دخل السيارة ثلاث مرات عنه والأوقات السابقة، فضلا عن عدم ظهور أعطال بها وتزايد  خيرها حتى زوجت بنتين من ثلاث ونجهز لتزويج الأخيرة، وصار يحتفي بي الجميع، حتى إن أحد ضباط المرور استوقفني يومًا، وكنت أظن أنه سيعترض على اللافتة التي أعلقها على السيارة، فإذا به يقول: أنا أفتخر بك يا عم سيد.

تم نسخ الرابط