عاجل
الثلاثاء 26 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
استراتيجيات الإعلام الماسونية العشرة

استراتيجيات الإعلام الماسونية العشرة

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

لا شك أن الإعلام أصبح هو أخطر وأقوى أسلحة البشر الموجهة تأثيرا ، فالإعلام بأذرعه المتعددة المرئية والمسموعة والمقروءة هو فن توجيه وتشكيل الفكر والثقافة والرأي العام للشعوب والأمم ، وقد أصبح تأثير الإعلام أكثر خطورة وتأثيرا في العقود الثلاثة الأخيرة خاصة منذ بداية القرن الواحد والعشرين والتي ظهرت فيها سيطرة الماسونية العالمية بضراوة من خلال سيطرة رأس المال الصهيوني واليهودي على وجه الخصوص ولا عجب حيث نجح رأس المال اليهودي في السيطرة على وسائل الإعلام المتنوعة من جرائد ومجلات وفضائيات عالمية وعربية سواء بالملكية المباشرة أو المشاركة لرؤوس أموال إقليمية أو التوجيه والسيطرة المباشرة مثل الجزيرة وغير المباشرة على رؤوس أموال وطنية من خلال الانتماءات الماسونية المستترة خلف تنظيمات دينية أو سياسية أو شراء ولاء شخصيات إعلامية محلية مشهورة كشفت عنها وثائق (ويكيليكس) حتى وصلت قناعات العامة قبل الخاصة أن الغالبية العظمى من نتاج الإعلام المتاح غير أمين وفاقد للمصداقية .



ولعل الفوضى الإعلامية الجارية والتي نعاني منها في مصر وعالمنا العربي وما استتبعها من ردود أفعال شعبية رافضة أو مكذبة هي خير دليل على وجود مخططات موجهة جرفت في مسارها الكثير من دور الإعلام المرئية والمقروءة والفاقدة للاستراتيجية سواء كانت وطنية أو خاصة والتي تاهت في متاهات البحث عن التواجد والشهرة والمكاسب المادية فسقطت في مستنقعات الهرتلة الإعلامية ما بين السفسطة الكلامية والسفاهة الفكرية والنحنحة النفسية والفزلكات الثقافية واللغوية ، وهو ما أفقد المسئولين عن دور الإعلام قدراتهم على الحفاظ على استراتيجية واضحة أو سليمة خاصة وأن مؤسساتنا الإعلامية الوطنية ما زالت تعيش حالة الفوضى والعشوائية التالية للثورة دون قوانين أو لوائح أو حتى ميثاق شرف إعلامي موحد ، فاختلط الحابل بالنابل لدرجة أن التستر وإخفاء متهمين مطلوبين للعدالة اعتبره البعض جزءا أصيلا من حرية الصحافة ، والتورط في الاستقواء بفضائيات معادية ضد قوانين الدولة من داخل نقابة الصحفيين اعتبره البعض حقا أصيلا لحرية الإعلام أو الصحافة ، هذا لو افترضنا حسن النوايا وعدم التورط في تنفيذ مخططات الإرباك للدولة والذي تمارسه جماعة الإخوان الإرهابية وتسانده مخابرات دول بعينها معروفة ومتابعة بدقة من الأجهزة الأمنية ، والتي تتابع وتراقب جيدا تلك الأزمات الفئوية الفتعلة والمتتالية والتي يظهر فيها نفس الوجوه السياسية الساقطة والمشبوهة وتساندها نفس الأسماء الموصومة والهاربة للخارج ولا يتركون حدثا مهما كان تافها وعاديا إلا ليوجهوا سهامهم لمؤسسات الدولة والقيادة السياسية عامة والسيسي على وجه الخصوص وكأنهم ضيوف الشرف الدائمين في كل مسلسلات الهدم والإرباك الإعلامي .

ولا يعد ما ذكرناه سوى إشارة مختصرة لإستراتيجية الإعلام الماسوني الصهيوني الموجه بدقة والمحدد الأهداف المرحلية من أجل الوصول للهدف الأكبر باستعادة السيطرة المفقودة على مصر الدولة والشعب والتي أفقدتهم الإتزان بثورتهم الأخيرة في 30 يونيو 2013م ، وهو هدف لا تخفيه وسائل الإعلام الصهيونية التي لا تتوانى عن الكذب والتلفيق والتزوير والتضليل للحقائق والأحداث وعلى رأسها وسائل إعلام غربية وأمريكية وبريطانية وقنوات عربية موجهة مثل قناة الجزيرة والتي تدار مباشرة بواسطة الموساد منذ نشأتها وحتى اليوم ، ولذلك فليس كل ما يقال في الإعلام يمثل الحقيقة الكاملة بل غالبا ما تكون مغايرة للحقائق أو ممزوجة بمعلومات مغلوطة لتحقيق أهداف بعينها كتأجيج المشاعر وإشعال الثورات ونشر اليأس والإحباط وإرباك الدولة وإرهاقها ، وهو ما يذكرنا بمقالة كتبها الناقد والمفكر الأمريكي  "ناعوم تشومسكي" في نهاية الثمانينات من القرن الماضي مستندا لوثيقة ماسونية سرية مؤرخة بمايو 1979م تحمل عنوان "الأسلحة الصامتة لخوض حرب هادئة" ، وقد أجاب تشومسكي عن السؤال الأهم وهو "كيف يؤثر الإعلام في الشعوب بهذا الشكل الخطير والرهيب" ، حيث أوضح أن الإعلام يستخدم (10) عشرة استراتيجيات ذات فاعلية وتأثير كبير وخطير على الشعوب لقبت بدليل التحكّم في البشر والسيطرة على المجتمعات.

أول هذه الاستراتيجيات هي (استراتيجية الإلهاء) بتحويل انتباه الرأي العام عما يجب أن ينتبه له أو إيجابيا يرفع معنويات وآمال عامة الشعب أو يزيد ثقتهم في الدولة ، ولعل حادثة السجادة الحمراء في افتتاح مشروعات في جنوب الصعيد كانت هي أوضح استخدام للماسونية وأذنابها من كثير من الصحف والفضائيات وبعض الشخصيات الإعلامية المشهورة للتغطية والإخفاء والطمس على الحدث الرئيسي والأهم وهو افتتاح السيسي لأكثر من (34) مشروعا قوميا واقتصاديا في سوهاج ، والاستراتيجية الثانية هي (إدارة الأزمات بالأزمات) وهي وسيلة مستخدمة عالميا وفي معظم دول العالم منذ أكثر من خمسة عقود ولكنها ظهرت بشدة وضراوة عندما استخدمتها الماسونية منذ بدايات الربيع العربي وأبلغ أمثلتها في مصر كانت مذبحة استاد بورسعيد والتي تم التخطيط وإدارة تنفيذها في أروقة مكتب الإرشاد لإخوان الماسونية باشتراك عناصر أجنبية من حماس وبيت المقدس للقضاء على ثقة الشعب في القوات المسلحة والتعجيل بتسليم السلطة للإخوان والتغطية على عمليات إدخال أكثر من (3) ثلاثة ملايين قطعة سلاح وأكثر من عشرين ألف إرهابي لسيناء ومحافظات مصر .

وثالث الاستراتيجيات هي (التدرج) والتي استخدمها الخونة كلاب الماسونية خلال فترة حكم المجلس العسكري في تدرج التصعيد من استغلال حادثة ست البنات التي اتضح أنها مسرحية مكررة في دمشق من قبل وبطولة فتاة غير مصرية وربيب (6 أبريل) المدعو أحمد دومة مرتديا زي الشرطة العسكرية وتصعيدا حتى الانفجار الإعلامي استغلالا لمذبحة بورسعيد ، وتكرر قبلها تصعيدا من 25 يناير 2011م حتى جمعة الغضب في 28 يناير 2011م ، ثم تصعيدا حتى بيان (عزل) أو تنحي مبارك والذي كان أول وأذكى تدخل شبه معلن للمخابرات المصرية لإفشال استكمال تدرج المخطط الأمريكي على غرار النموذج الليبي بضرب الأسطول الأمريكي لقواعد الجيش المصري بحجة تورط الجيش المصري في قتل المتظاهرين في التحرير لنصرة استمرار مبارك في الحكم .

أما رابع هذه الاستراتيجيات فهو (التحكم الزمني في نشر الإشاعات الإعلامية) وتلك ما تعرضنا له كثيرا خلال السنوات القليلة السابقة كان أبرزها توقيت ما تورطت فيه معظم فضائياتنا المصونة بنشر الإشاعة الملفقة بمقتل العشرات من الجيش المصري كنتيجة للهجوم الكبير للإرهابيين على كمائن الجيش الثابتة في شمال شرق سيناء ، وكذلك توقيتات إشاعات مقتل السيسي المتكررة عبر قناة الجزيرة وقنوات الإخوان الإرهابية ناهينا عن توقيتات إشاعات الثورة الشعبية المرتقبة وعودة مرسي لقصر الاتحادية التي تحولت لإشاعات كوميدية ، وهو ما ينقلنا للاستراتيجية الخامسة وهي (تعمد معاملة الشعوب على أنهم أطفال) يمكن أن يصدقوا أية إشاعة ويتفاعلوا معها على أمل الحصول منهم على أي رد فعل سلبي يمكن استغلاله وتضخيمه وتصعيده في اتجاه الأهداف الاشترتيجية المرحلية والتي تتعمده مثلا فضائيات بعينها باستغلال حوادث فردية لنشر الشعور باليأس والإحباط والتسليم بتفشي الفساد والبلطجة والجرائم وانعدام الأمان وتدهور الحالة الإقتصادية واستمرار انزلاق مصر من السيء للأسوأ وهو ما نسمعه كثيرا على ألسنة أتباع ووسائل الجماعة الإرهابية والخونة وكثير من المتربصين والعملاء أمثال يسري فودة والبرادعي وباسم وصباحي والأسواني وغيرهم الكثير من الإعلاميين المعاصرين والمتفزلكين والممولين للمساهمة في إسقاط الدولة لصالح مخطط برنارد لويس الماسوني .

وقد استعرضنا فيما سبق خمسا من الاستراتيجيات الإعلامية الماسونية العشرة وهي مبادئ تم استخدامها وما زالت تستخدم بواسطة أو ضد كثير من الحكومات في العالم ، ولكنها ظهرت بوضوح وبراعة وشراسة خلال فوضى الربيع العربي خاصة في إسقاط الدول العربية التي تورطت في مستنقع الفوضى والتقسيم كليبيا وسوريا والعراق واليمن والسودان من قبل وتدخل حاليا كل من تركيا وإيران لنفس الدائرة بعد اقتراب نهاية دورهم المرسوم لتفكيك المنطقة ، ولكنها ما زالت فاشلة مع المصريين رغم تحقيها لبعض التوتر والقلق وربما الإرباك والتي لولا صلابة الدولة المصرية ونواتها الصلبة لتعرضت مصر وباقي الدول العربية لما تعرض لها مثيلاتها من الدول التي انهارت أو تكاد ، ولذا ستظل مصر هي صمام الأمان الإقليمي والعربي ولست مبالغا لو كررت مقولة كثير من كبار المحللين والسياسيين في الغرب والشرق أن مصر هي صمام الأمان ضد الإرهاب في العالم ولولا صمودها وانتصارها المستمر على الإرهاب لتغيرت خريطة العالم والشرق الأوسط ، بل والأهم ما قيل أن مصر بالفعل تعيد رسم خريطة العالم وموازين القوى فيه وهو ما تسبب في إرباك واهتزاز بل وفشل مخطات الماسونية العالمية والمسيطرة على القوى الكبرى في العالم ، وهو ما دفع الماسونية للتركيز على تعظيم الاعتماد على الاستراتيجيات الخمسة الأخرى والتي سوف نستعرضها لاحقا ..

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز