لا تتفاجأ عزيزي القارئ، عندما تجد مشجعا أهلاويا صميما يكتب عنوان مقاله عن الغريم التقليدي لناديه المفضل، ولكن تلك الجملة الشهيرة التي أطلقها المعلق الرياضي المخضرم بلال أحمد علام، تعدّ هي الجملة الأكثر تعلقا في أذهان جماهير القطبين الأهلي والزمالك، وهو ما استوقفني كثيرا أمامها.
حديثي في هذا المقال عن موهبة من نجوم التعليق المصري في السنوات الأخيرة، فرضت نفسها على الساحة الرياضية ليزاحم كبار نجوم التعليق في مصر عبر تاريخه الممتد الزاخر بأسماء سطرت أسماءها بأحرف من ذهب، وهو بلال علام ذلك المعلق المصري الذي بدأت موهبته مبكرا في مدينة جدة السعودية.
لم يكن يتخيل ذلك الطفل الصغير الذي كان يعلق على الدوري السعودى باللهجة السعودية، وهو ابن الـ7 سنوات خلال طريقه لمدرسته في جدة، أن يذيع صيته في أرجاء الوطن العربي من المحيط للخليج، فبعد أن حقق شهرة كبيرة في المملكة العربية السعودية أكسبته خبرات وجماهيرية كبيرة، فرض نفسه كواحد من أصحاب مدارس التعليق المتفردة واستطاع أن يكون واحدا من نجوم التعليق حاليا.
كابتن لطيف و الجوينى وزيور إلى بكر والشربيني ومدحت شلبي، وغيرهم، أسماء مصرية لامعة في عالم تعليق كرة القدم، أضفوا على متابعة الساحرة المستديرة الكثير من الحماس والإثارة، وأمتعوا جماهيرها كثيرًا على مر السنين، وامتلك كل منهم خفة ظل كبيرة وأداء مختلفا وصوتا مميزا، جعل لكل معلق منهم مكانة خاصة فى قلوب كل عشاق كرة القدم، وظلت جمل شهيرة لهم تعيش بيننا رغم رحيل عدد منهم.
وإذا كنا لا ننسى "الكورة أجوان" الكابتن لطيف و"إيه الحلاوة دي"، "يا ولد يا ولد يا ولد" للكابتن علي زيور وكذلك آخر عنقود الموهوبين، إكسترا مهارات، من مواليد منطقة الجزاء، التاريخ يرفع يده للموهوبين وينسى أنصاف اللاعبين"، جمل شهير للمبدع ميمي الشربيني وعدالة السماء تنزل على استاد باليرمو لمحمود بكر، ويا نهار أبيض لمدحت شلبي ولا "أروع ولا أجمل من كده"، لشوبير، إلا أن بلال علام حجز لنفسه مكانة كبيرة بالعديد من المصطلحات والجمل، ولعل أبرزها الدوري في ميت عقبة، التي سيحتفي بها جمهور الزمالك لسنوات ولن ينساها جمهور الأهلي لسنوات، كما كان لعلام جملة شهيرة أساسا أغضبت جماهير الزمالك، حينما علق على إحدى مباريات الأهلي بقوله: الناس اللى بتسمى حسام غالي حسام كباري.. أحب أقولك حسام غالي عمل كوبري لجوارديولا.. ساعتها جوارديولا قعد يدور ع الكورة لحد ما روح بيتهم.. في أندية الكباري بتتحسب ليها إنجازات".
منذ وطأت قدم بلال علام غرفة التعليق المصري وأصبح مثار جدل بين مشجعي الأهلي والزمالك فكل منهما يتهم بالانحياز لغريمه على حساب ناديه، وهو ما يعد شهادة نجاح لمذيع رفع شعار الحياد هو الأهم حتى لو على حساب جماهيريته العريضة، خاصة أن أول عوامل نجاح الإعلامي أو المعلق هو الحياد، وعدم الانحياز خاصة في ملاعب كرة القدم.
يحاول بعض المغرضين النيل من نجومية الرجل وبين الحين والآخر تجد حملات علر الفيس بوك تتهمه بالانحياز، وهو ما دفعه للرد على تلك الحملات بأنه لن يدفع إتاوة لأحد حتي يحسن صورته، ليظل متمسكا بقناعته ليكسب بذلك احترامه لنفسه قبل أن يكسب احترام الجماهير المحايدة.
في مصر يوجد الآن عشرات المعلقين، الذين يبحثون لأنفسهم عن مكانة متميزة ضمن عمالقة التعليق المصري، ولكن استطاع بلال علام أن يغرد وحده، منفردا خارج السرب، بثقافته الكروية الكبيرة ونبرات صوته المميزة وإطلالته المختلفة، ليكون واحدا من كبار المعلقين الذين أضفوا على متابعة الساحرة المستديرة الكثير من الحماس والإثارة، وأمتعوا جماهيرها كثيرًا على مر السنين.



