الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

كتبت منذ يومين في هذه المساحة مقالًا تحت عنوان "الدوري في ميت عقبة"، ولم أجعل محور حديثي عن نادي الزمالك باعتباره بطل الدوري لكني تناولت المقال من منظور آخر وركزت على قائل تلك الجملة الشهيرة  التي اتخذتها عنوانًا لمقالي.

 

لم يمر سوى أقل من ٤٨ ساعة على الأكثر على نشر المقال، وجاءني رسائل عتاب كثيرة من بعض جماهير الأهلي، الذين اتهموني بأنني أدعي أنني أهلاوي، وأن اقتباسي جملة الدوري في ميت عقبة للمعلق الشهير بلال علام، هي محاولة استفزاز لجماهير الأهلي المنتشرة في مختلف أرجاء المعمورة.

 

لم أعِر الأمر اهتمامًا كثيرًا، وقلت إنها محاولات من بعض الجماهير الغاضبة لإثبات موقف المدافع عن ناديهم، حتى تلقيت اتصالًا من صديق عزيز يدعى المهندس أحمد صلاح، وهو يعمل مهندس بترول بشركة بتروجيت، وتناقش معي فيما كتبته في مقالي الذي كان يدور في الأساس حول موهبة المعلق المخضرم بلال علام، ولم أتطرق من قريب أو من بعيد لحصول الزمالك على الدوري أو حصول النادي الأهلي على المركز الثالث.

فبينما اشتد النقاش بيننا، وتمسكي بأنني لا أقصد استفزاز جمهور الأهلي، قال لي إذا كان لا بد وأن تكتب عن موهبة بلال علام فكان أمامك جملة لن ينساها الأهلاوية، وهي  "مساء العاشرة بعد صباح التاسعة" قلت له لا  أدري ماذا تقصد حتى طلب مني المهندس الشاب مراجعة حسابي على الواتس.

 

وإذ به يرسل لي مقطع فيديو بصوت بلال علام، وهو يقول قصيدة مطولة من المدح  في النادي الأهلي جاءت بعض كلماتها على النحو التالي: "مساء العاشرة.. مساء الزعامة.. مساء الصدارة ومساء الكبرياء.. مساء النادي الأعظم في قارة إفريقيا وما جاورها.. مساء العاشرة بعد ثمانية أشهر من صباح التاسعة.. الأهلي حضارة.. الأهلي تاريخ.. إفريقيا قارة وعاصمتها الأهلي.

 

تيقنت من حواري مع الشباب الغاضب من عنوان مقالي أن من يكتب أي كلمة من قريب أو بعيد عن الأهلي والزمالك فلا بد أن يتعامل بميزان حساس لأنها منطقة شائكة تعرض كل من يتعامل معها لوابل من الهجوم من جماهير القطبين، وهو ما يجعل المعلقين دائمًا تحت سهام نقد الجماهير الذين يراقبون المعلقين كأنهم رقيب عتيد.

أنهيت مع صديقي الشاب الجدل الكبير بشأن الدوري في ميت عقبة، ولم أستطع أن أنهى مع نفسي الجدل الذي أثاره بلال علام بين جماهير الكرة المصرية، ففي الوقت الذي يتهمه الجميع بأنه ضد ناديهم، ترى قطاعًا عريضًا من جماهير الناديين يدافع عن الرجل  ويحفظ كلمات مأثورة له، وكأنه الساحر الذي يستطيع أن يفرق بين الجماهير، وفي نفس الوقت لديه قدرة كبيرة على جذب قلوب الجميع نحوه.

 

تظل كرة القدم هي أفيون الشعوب، ويظل التعليق المميز هو من يعطي الجماهير المذاق الطبيعي لجمال وحلاوة كرة القدم، وتظل فطنة وذكاء ونضوج ومتعة بلال علام، تفرض نفسها بقوة داخل قلوب العاشقين والمحبين لكرة القدم فمن جملته الشهيرة "الدوري في ميت عقبة" إلى "مساء العاشرة بعد صباح التاسعة" لا تستطيع أن تصنف انتماءه لأي فريق؛ ليظل محط إعجاب وجدل مستمر حوله، وهو النجاح الحقيقي الذي يسعى إليه أي خبير في مجال الإعلام.

تم نسخ الرابط