التغير المناخي.. العنصر الحاضر في رسومات منار عادل
اكتشفت منار عادل 22 سنة، أنها تمتلك موهبة مميزة في الرسم منذ سنوات عمرها الأولى، وهو ما لاحظته أسرتها في السابعة من عمرها، ولكن خافوا عليها من التقصير في دراستها، وكانت تمارس الرسم في أوقات فراغها حتى أصبح صديقها الوحيد، ولكن الرسم بالنسبة لمنار ليس مجرد خطوط ترسمها بل رسالة تسعى لتوصيلها وتستخدمه للتوعية بالقضايا البيئية لا سيما المرتبطة بما يحدث من ظواهر ناتجة عن التغير المناخي، منها ارتفاع درجات الحرارة وجفاف الأنهار والتصحر وغيرها.
منار عادل ابنة محافظة أسيوط ودرست في كلية التربية وهي حاليًا طالبة دراسات عليا وتستعد للحصول على درجة الماجستير في تخصص الفئات الخاصة، وتقول إنها تعلمت الرسم قبل أن تتعلم القراءة والكتابة، ولكن عندما شغل الرسم غالبية وقتها تخوفت أسرتها من تأثير ذلك على مستوى تحصيلها الدراسي، فكان الرسم هو صديقها الوحيد في أوقات فراغها لرغبتها في إرضاء أسرتها والاهتمام بدروسها.
تقول منار لـ"بوابة روزاليوسف" إن الرسم بالنسبة لها ليس مجرد "شخبطة" على الحائط، فالرسم بالنسبة لها حياة، وأنه أكثر ما يسعدها ويشعرها أنها على قيد الحياة وتتنفس وذلك بمجرد إمساكها بالقلم والبدء في الرسم، وهي تعتبره الصديق الذي شاركها أحداث حياتها بمختلف لحظاتها السعيدة والحزينة.
تعلق منار بالرسم غيّر من موقف أسرتها، أصبحت والدتها تدعمها وتفرح بكل رسومها، وكذلك الأمر بالنسبة لشقيقتها الكبرى، ويصاحبها أخوها الأصغر في المعارض الفنية التي تشارك فيها في عدة محافظات، كما يتفاخر بموهبتها أمام أصدقائه، واكتملت دائرة الدعم بخطيبها الذي يشجعها على ممارسة موهبتها.
حصلت منار على عدة تكريمات عن تميزها في الرسم، وتقول إنها تحب تنفيذ أفكار جديدة من خلال رسومها، وتحب التعبير عن ما تشعر به سواء حزنا أو فرحا أو قلقا.
للبيئة جانب كبير من اهتمام منار، وهو ما ينعكس على ما تقدمه من أعمال سواء من حيث الأفكار أو الخامات، قالت إنها تفضل استغلال الخامات المتاحة حولها وإعادة تدويرها عبر تقديم عمل فني بأفكار جديدة، وما لفت انتباهها للأمر هو الخطاب الإعلامي وما حضرته من فعاليات متعلقة بالتوعية بالموضوعات البيئية، وشاركت بهذه الأعمال في عدة معارض منها معرض منتدى النيل للفن التشكيلي ومعرض "ريشة فنان" في قصر ثقافة الأنفوشي، وتعبر عن موضوعات بيئية عدة منها التلوث وارتفاع درجات الحرارة وتأثر الأسماك بالتلوث البلاستيكي، وأكثر ما يشغلها هو تقديم رسائل توعية عبر فنها.
الوصول للعالمية هو حلم منار عادل وتتمنى أيضًا امتلاك أكاديمية لتعليم الرسم للأطفال، وأن تنشر مفهوم علاج الأطفال بالفنون.



