الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

"الصلة" هي كلمة مفهومها يحدد طبيعة العلاقة بين الفرد و الآخر أو بين الفرد والجماعة، ويختلف نوع الرابط أو الصلة من حالة إلى أخرى، فالعلاقة بين أفراد العائلة الواحدة تسمى قرابة، وهي العلاقة المراد الإشارة إليها في السطور التالية.

"الأرحام" هم أفراد الأسرة أو العائلة الواحدة ويربط بينهم قرابة دم وعصب، وتضم دائرة الأقارب العديد من الشخصيات ذوي صلة الرحم، ومنها الآباء، والأمهات، والإخوة، والأخوات، والأجداد، والجدات، والأعمام وزوجاتهم وابناءهم، والعمات وأزواجهن وأبناءهن، والأخوال وزوجاتهم وأولادهم، والخالات و أزواجهم وأبناءهم، وهناك من يربطهم علاقة نسب أو مصاهرة. 

"صلة الأرحام" هي صفة من صفات الأخلاق الحميدة، كما أنها كلمة تحمل في مضمونها النصيحة، والمقصود بها العلاقة التي تربط الفرد وعائلته وأقاربه، من خلال التواصل بالمودة والرحمة وتقديم البر والإحسان لكل ذوي قرابة وصلة، بالإضافة إلى السؤال والاطمئنان على الآخر، وإيصال ومد يد العون له وقت الحاجة، ومشاركته اوجاعه وافراحه. 

نصائح كثيرة تدعونا إلى المداومة والحرص على أن نصل ارحامنا، ونحافظ على التواصل مع الأقارب، وينبغي عدم قطيعتها بكونها أعظم وسائل التقرب إلى الله ذي الجلال والإكرام، حيث حثت الشرائع السماوية على صلة الأرحام لما لها من فضل عظيم وأهمية بالغة.

قال تعالى فى كتابه الكريم: "وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ" سورة الأنفال.

وفي موضع آخر قال تعالى: "وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" سورة النساء.

كما أوصانا نبينا محمد "ﷺ" بصلة الأرحام، حيث قال رسول الله ﷺ: "من كان يؤمن بالله واليومِ الآخر فليصِل رحمه".

وفي حديث آخر قال: "يا أيُّها النَّاس، أفشُوا السَّلام، وأطعِموا الطَّعام، وصِلوا الأرحامَ، وصَلُّوا باللَّيل والنَّاسُ نيام، تدخلوا الجنَّةَ بسَلام".

صلة الرحم تعد أمر واجباا ومصدرا للرزق والبركة والسعادة في الدنيا والآخرة، لذا يجب أن يتم التحذير من قطيعة الاهل والأقارب وكل من له صلة دم بكونها ذنبا كبيرا لا يرضي الله، وأمر يقابله عقاب من الله.

تختلف الطرق والأساليب من شخص لآخر في كيفية تحقيق الهدف الرئيسي ألا وهو الحفاظ على صلة الرحم، هناك من يقوم بالسؤال عن أقاربه وهناك من يساعدهم ماديا أو معنويا، بينما نجد أن هناك من يصل رحمه بزيارتهم أو استضافتهم، وصلة الرحم لا تنقطع حتى بعد الوفاة حيث تستمر عن طريق الدعاء للمتوفى، أو قراءة القرآن، أو تأدية مناسك العمرة والحج له، وهو أيضا نوع آخر من أنواع روابط صلة الأرحام.

لذلك يجب أن يحرص رب كل أسرة على أن يقوم بتعليم أولاده ثقافة صلة الأرحام وغرسها في نفوسهم منذ الصغر بالإضافة إلى اكسابهم القيم الأخلاقية الأخرى التي تعد من أهم مسؤوليات الأسرة والمدرسة، وعلى الوالدين استعراض أفراد شجرة العائلة لأطفالهم وتوضيح نوع ومدى القرابة بينهم، والتشديد على أهمية وفضل التواصل معهم دائما، وأن يكون أفراد الأسرة خير مثال على صلة الأرحام.

هنا علينا أن نتوقف ونتساءل مع بعضنا البعض حول اين نحن من صلة الرحم؟

- هل تداوم على السؤال والاتصال باقاربك؟

- هل انت حريص على زيارة والدك ووالدتك؟

- هل انت حريص على السؤال عن اخواتك وزيارتهم؟

- هل تداوم على زيارة اعمامك وعماتك وأولادهم؟

- هل تقوم بزيارة والسؤال عن اخوالك وخالاتك وأولادهم؟

- هل اقاربك لهم نصيب من زكاتك وصدقاتك؟

- هل تحرص على التواصل بين قرابات الدم، ام دوامة الحياة أبعدتك واأهتك عن طريق صلة الرحم؟

لا بد أن تسعى الى استكمال دائرة الواصل والموصول لصلة الرحم، ولا تدع الظروف الراهنة والأحداث المتسارعة في حياتنا اليومية تتحول إلى عوائق تبعدنا عن مواصلة الاتصال والسؤال عنهم، والتأكيد أن صلة الأرحام تعكس مدى قدرة الواصل على تحقيقها، ورعاية وحاجة الموصول أمر ضروري في التواصل والحفاظ عليها.

تم نسخ الرابط