اعتراض ومقاطعة وتكميم أفواه.. لماذا أصبح مونديال قطر النسخة الأكثر إثارة للجدل؟
عندما فازت دولة قطر بحق تنظيم كأس العالم 2022، كان إنجازًا تاريخيًا، لأنها المرة الأولى التي تقام فيها البطولة على أرض عربية.
الاستعدادات كانت على قدم وساق منذ عام 2010، حتى أصبحت قطر جاهزة بالشكل الأمثل، سواء على مستوى الاستادات والبنية التحتية، ووسائل المواصلات، أو تذليل جميع العقبات للجماهير التي ستحضر مباريات المونديال.
حقوق الإنسان
قبل انطلاق البطولة، بدأت تخرج حملات من الغرب بمقاطعة البطولة، وتم رفع لافتات في مباريات قبل بدء المونديال مكتوب عليها "بطولة كأس العالم 2022 غير إنسانية".
وذلك بسببةحقوق العمال الذين شاركوا في عملية بناء الملاعب، من الهند وبنجلاديش، على أنهم من دون حقوق، وعاشوا في وضعيات غير إنسانية في مخيمات في الصحراء وسط الحر الشديد.
شهدت انطلاق النسخة 22 من كأس العالم بقطر لسنة 2022، حالة من الجدل بعيدا عن المجال الرياضي، مما دعا جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، إلى مطالبة اللاعبين في المسابقة بالتركيز على كرة القدم فقط.
وأكدت صحيفة الجارديان أن هناك 6500 حالة وفاة من العمال الذين لقوا حتفهم خلال العمل في منشآت كأس العالم
بينما أكدت منظمة العفو الدولية ان هناك 15 ألف وفاة استنادا على إحصائيات قطرية رسمية.
أما الرد القطري على أرقام وفيات العمال كان توجيه اتهام لوسائل الإعلام الغربية بالإسلاموفوبيا والتأثر بكلام المستشرقين، ومحاولة تشويه دولة قطر قبل بدء كأس العالم.
إقامة كأس العالم في الشتاء
من ضمن اعتراضات الغرب أيضًا على مونديال قطر، هو إقامته في الشتاء، مما سيؤثر على الاحتفالات بأعياد الكريسماس.
خاصة أن كأس العالم دائما يقام في فصل الصيف، عقب انتهاء الموسم الرياضي في جميع الدوريات.
أزمة مجتمع الميم
قطر دولة مسلمة تسير على الشريعة الإسلامية، والمثلية الجنسية ممنوعة قانونا، بالإضافة إلى منع شرب الحكوليات داخل الملاعب.
مما جعل الاتحاد الدولي فيفا، يحذر المنتخبات من ارتداء شارة دعم "المثليين" خلال مباريات بطولة كأس العالم قطر 2022، وأنه سيتم توقيع عقوبات منها حصول قائد الفريق على بطاقة صفراء بمجرد بداية المباراة، إلى جانب احتمالية توقيع غرامة على اللاعبين الذين يرتدون هذه الشارة.
مما جعل منظمات "برايد" المدافعة عن حقوق "المثليين" بمقاطعة مباريات كأس العالم.
تكميم الأفواه
عندما أصدر فيفا هذا القرار، اعترضت المنتخبات الأوروبية، ولكن خضعت للأمر في النهاية خوفًا من تلقي بطاقة صفراء في بداية المباراة.
وبالفعل لم يرتدي أحد شارة دعم المثليين، ولكن منتخب ألمانيا قرر إظهار اعتراضه أمام العالم.
وظهر منتخب ألمانيا قبل مواجهة اليابان في صورة المباراة الجماعية، وجميع اللاعبين يضعون أيديهم فوق أفواههم، وهو ما أثار الجدل.
وأصدر الاتحاد الألماني بيانًا رسميًا عقب اللقاء، أكد من خلاله سبب هذا الفعل من الألمان.
قال البيان، “الصورة التي التقطها فريقنا، ليست رسالة سياسية، بل هي حقوق للإنسان وغير قابلة للتفاوض”.
وأضاف “لقد منعونا من ارتداء الشارة الملونة، هذا يعني تكميم أفواهنا، هذه الرسالة مهمة جدًا بالنسبة لنا، نحن نقف إلى جانب موقفنا حتى النهاية”.
ومع كل هذه الاعتراضات، انطلق كأس العالم في قطر في حفل افتتاح أبهر العالم، ولم يحدث اي أزمات حتى الآن سواء في التنظيم وسير المباريات، أو تواجد الجماهير خارج الملعب.



