صحيفة قبرصية عريقة: مصر ضمانة لاستقرار المنطقة وعلاقتنا معها تكسبنا الكثير
قالت صحيفة قبرص ميل العريقة التي تأسست عام 1945، إن العلاقات القبرصية المصرية في أعلى مستوياتها حاليًا وهو تقييم يمثل حقيقة لا جدال فيها.
نشرت الصحيفة العريقة مقالًا للدبلوماسي الرفيع أندريستينوس بابادوبولوس سفير سابق لجمهورية قبرص أشاد فيه بعلاقة بلاده مع مصر وأهميتها للمنطقة.
ذكر المقال أن العلاقات بين البلدين تعود إلى العصور القديمة منذ عهد الفراعنة.
وفي العصر الحديث شهدت العلاقات تقدما سريعًا، حيث خلق استقلال قبرص في عام 1960 صداقة قوية بين الرئيس القبرصي السابق مكاريوس والرئيس المصري عبد الناصر وهو المناخ الذي غذى الصداقة الصادقة والتفاهم بين شعبي البلدين منذ ذلك الحين.
طور البلدان شبكة تعاون في مجموعة متنوعة من المجالات. أهمها في ملف الطاقة، حيث اكتسبت حقول الغاز المكتشفة حديثًا في المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية مؤخرًا أهمية كبيرة، في ضوء عواقب الحرب في أوكرانيا، التي كان على أوروبا مواجهتها.
لذلك، كان من الضروري ربط إمكانات الطاقة القبرصية بإمكانيات مصر قبل إعادة تصديرها إلى أوروبا، ووصف المقال توقيع اتفاقية بين قبرص ومصر لربط حقل "أفروديت"، أكبر حقل للغاز في قبرص، بمحطات التسييل المصرية، بالبشارة الجيدة.
علاوة على ذلك، فإن توقيع مذكرة التفاهم بين قبرص ومصر واليونان لمشروع توصيل الكهرباء يحمل إمكانات كبيرة لتوصيل شبكات الكهرباء ليس فقط للأطراف الثلاثة الموقعة، ولكن أيضًا لكلتا القارتين معًا، وبالتالي تنويع مزيج الطاقة، وتعزيز استقلال الطاقة في أوروبا.
وأشاد المقال بدخول مصر في شراكة مع دول المنطقة (قبرص ومصر وفرنسا واليونان وإيطاليا والأردن وفلسطين) في عام 2019، فيما يعرف بمنتدى غاز شرق المتوسط (EMGF) ومقره في القاهرة.
حيث يجمع هذا المنتدى حكومات القطاع الخاص والمؤسسات المالية لمناقشة تشكيل سوق غاز إقليمي تنافسي.
وأعطت المشاكل العاجلة الناجمة عن تغير المناخ فرصة أخرى للتعاون بين قبرص ومصر بهدف الارتقاء بأولوياتهما الوطنية إلى المستوى الإقليمي والدولي.
في الآونة الأخيرة ، خلال COP27، ترأس رئيسا قبرص ومصر القمة لتقديم مبادرة تغير المناخ في شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط بقيادة مصر وقبرص. حيث لا يمكن تنفيذ توصياتها إلا من خلال التعاون بين البلدين.
كما أشار المقال إلى التعاون في مجال الدفاع، من خلال المشاركة في التدريبات العسكرية المشتركة، وتبادل الزيارات العسكرية رفيعة المستوى و توقيع اتفاقيات التعاون.
علاوة على ذلك، هناك إمكانات عالية للتعاون الاقتصادي ، على أساس وجود مجموعة واسعة من الإمكانيات في مجالات التجارة والاستثمار.
يقول المقال إنه بشكل عام، و في الإطار الأوسع لشرق المتوسط، فإن دور مصر له أهمية قصوى في ضوء التحديات والتطورات الأخيرة في المنطقة.
فمن ناحية، تنخرط مصر بشكل كبير في الجهود المبذولة لتأمين السلام والأمن الإقليميين، من خلال الحفاظ على مبادئ القانون الدولي. ومن أفضل الأمثلة على ذلك هي اتفاقية التعاون الثلاثي بين قبرص واليونان ومصر والاتفاقيتين الأخريين الموقعة بين اليونان ومصر.
تم التوقيع على المعاهدة الأولى، وهي المعاهدة البحرية لإنشاء منطقة اقتصادية خالصة لحقوق التنقيب عن النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط، في القاهرة في 6 أغسطس 2020، ردًا على الاتفاق البحري الليبي التركي غير القانوني. والثاني هو الأحدث ويتعلق بالبحث والإنقاذ كخطوة لزيادة التعاون الثنائي.
وقال إن جزيرة قبرص المقسمة بحاجة إلى شركاء لديهم التزامات مبدئية أكثر من أي وقت مضى. ومن هنا تأتي أهمية موقف القاهرة وسياساتها الرافضة للاحتلال في قبرص، والإصرار على حلول تفاوضية سلمية، ورفض واضح لفرض الأمر الواقع الذي يتجاهل القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وهي السمات المميزة لشريك يشارك قبرص رؤية حل قابل للتطبيق من أجل توحيد البلاد.
توصل المقال في النهاية إلى نتيجة مفادها أن قبرص ستكسب الكثير من الاستثمار في شراكتها الاستراتيجية مع مصر. ستكون هذه الشراكة بالتأكيد مساهمة ذات قيمة في استقرار شرق البحر الأبيض المتوسط لصالح المنطقة وأوروبا والعالم بأسره.



