"أبوالغيط":توثيق ذاكرة جامعة الدول العربية منذ 2014
قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إن الصرح العلمي الشامخ يشهد الاحتفال بمناسبة مرور ستين عاماً على تأسيس الجامعة الأردنية؛ "الجامعة الأم" في المملكة، وأول جامعة تُنشأ في الأردن تحقيقاً لرؤية قيادتها بأن الاستثمار في الإنسان هو أعظم استثمار، وأن بناء المعرفة هو ما يبقى ويدوم...أتوجه بالتهنئة للأردن وشعبه، ولكافة أبناء الجامعة وطاقم أساتذتها وقيادتها، في هذه المناسبة التي تعكس استمرارية المؤسسات العلمية وتطورها في مسيرة واثقة نحو المستقبل.
وأضاف أبوالغيط، أثناء الفاء كلمته في الاحتفال بمرور ستين عاماً على تأسيس الجامعة الأردنية وإطلاق المجموعة الوثائقية لجامعة الدول العربية والأردن أن الجامعة الأردنية سعت منذ تأسيسها في 19 ديسمبر 1962 إلى الوصول إلى أعلى مراتب التميز العلمي والأكاديمي، مواكِبةً في ذلك لغة العصر، ولغة المعلومات، ولغة المعرفة، فأحكمت عملها الأكاديمي والفني والمعلوماتي أحكاما جيداً من خلال اعتماد ما يقرب من 250 برنامجا أكاديميا تقدمها 25 كلية في مختلف التخصصات الإنسانية والتطبيقية... لهذا لم يكن غريباً أن تحصل الجامعة على الكثير من الاعتمادات الدولية لمختلف برامجها... فاستحقت عن جدارة أن تصبح من أفضل 10 جامعات على المستوى العربي... وصارت مثالاً يُحتذى به ونموذجاً رائعاً لما يمكن أن يحققه العمل المؤسسي المتواصل، والتطلع إلى الإجادة والامتياز في تقديم خدمة تعليمية بمعايير دولية.
وأشار إلى أن الخطوة الأولى تنطلق نحو فهم التاريخ واستخلاص دروسه هي حفظه آثاره من الضياع، وصيانة وثائقه من النسيان، وقد أولت الجامعة العربية اهتماماً كبيراً لمجال التوثيق منذ أكثر من ثلاثة عقود، فجاء تأسيس أول مركز للتوثيق والمعلومات في المنطقة العربية عام 1980 بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وكان ذلك انعكاساً لأهمية مواكبة الركب التكنولوجي ونقل المعرفة وإتاحة المعلومات للمواطن العربي، وتوالت المشاريع والبرامج من وقتها في مجال التوثيق تحت لواء جامعة الدول العربية.
إن ذاكرة الجامعة تُمثل رافداً هاماً من روافد الهوية القومية العربية؛ تلك الهوية التي تواجه الآن محاولات متعمدة من الطمس والتزوير والتشويه... ومن هنا نشأت الحاجة للحفاظ على الذاكرة التاريخية للمسيرة الجماعية العربية والعمل الجاد والمواصل على حمايتها من خلال التوثيق المرقمن لهذه الذاكرة، وتسخير كل الإمكانيات لتحقيق ذلك.
وأوضح أن الآونة الأخيرة اهتماماً متزايداً عالمياً وإقليمياً بالحفاظ على المواد التراثية، فصار من الواجب على جامعة الدول العربية أن تلحق بذلك الركب... وقد أُطلق في عام 2014 مشروع "توثيق ذاكرة جامعة الدول العربية" على أساس حفظ مسيرة العمل العربي المشترك منذ ميلاد فكرة التأسيس في عام 1943 وحتى الآن... وذلك من خلال توظيف تقنيات المعلومات ودمجها بفن التوثيق المرقمن عالي الجودة لإبراز إسهامات جامعة الدول العربية في منظومة العمل العربي المشترك على مدار أكثر من 75 عاماً.
وقال إن المملكة الأرنية لعبت دوراً مهماً وفاعلاً في إطار منظومة العمل العربي المشترك منذ لحظة تأسيس الجامعة... وجاء إسهامها، مشيرا امتداداً لدورها البارز في الحركة القومية العربية منذ الثورة العربية الكبرى، مروراً بمشاورات الوحدة العربية التي أسهمت في النهاية في تأسيس بيت العرب الذي يضمنا تحت سقفه حتى اليوم.
وقال إن جامعة الدول العربية تسهم في تسجيل مسيرة المملكة الأردنية الهامشية عبر دروب العمل العربي المشترك، جاءت المجموعة الوثائقية بعنوان "الأردن وجامعة ل العربية"، وهي المجموعة التي نحن بصدد إطلاقها اليوم في رحاب هذا الصرح العلمي الجليل بمناسبة مرور ستين عاماً على تأسيسه، لتحملنا في رحلةٍ توثيقية تروي المسيرة الأردنية عبر محطاتٍ منتقاة من الوثائق الرسمية، والصور الفوتوغرافية، والمواد البريدية، والتي تعكس الطبيعة الخاصة لعلاقة الأردن بجامعة الدول العربية.
وتنقسم هذه المجموعة التوثيقية الأردنية إلى ثلاثة أجزاء: "نماذج وثائقية مختارة"، و"ألبوم صور فوتوغرافي"، و"مواد بريدية متنوعة" من مجموعات ومقتنيات مكتبة الجامعة العربية ومتحف البريد العربي الكائن بمقر الأمانة العامة... والتي تضيف في مجموعها لَبِنة أساسية إلى مشروع توثيق ذاكرة جامعة الدول العربية الذي تسعى الأمانة العامة إلى تنفيذه حفاظاً على كيان الذاكرة الوطنية والهوية العربية.
ودعا الجامعة الأردنية ومكتبتها وأرشيفها التاريخي في ضوء مذكرة التفاهم الموقعة بين الأمانة العامة والجامعة الأردنية في شهر أكتوبر الماضي للإسهام في إثراء محتوى هذه الذاكرة العربية الجماعية من خلال مشاطرة أرشيفها الصحفي التاريخي النادر، الذي يتعلق بالأردن ومسيرة العمل العربي المشترك ضمن مشروع توثيق ذاكرة جامعة الدول العربية... وذلك لتمكين المجتمع والمواطن والباحث العربي من الوصول الحر لمنابر المعرفة الإنسانية، وتعزيزاً لأواصر التعاون في الحفاظ على الذاكرة العربية في شتى صورها.
ب
و
ل
إ



