عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
رسائل الرئيس: هذه ثوابتنا وسياستنا

رسائل الرئيس: هذه ثوابتنا وسياستنا

كثيرة هي الرسائل التي يبعث بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدًا على ثوابت الدولة المصرية وسياستها في التعامل مع القضايا المحلية، والإقليمية، والدولية.



 

معظم تلك الرسائل يبعث بها الرئيس، خلال افتتاح مشروعات قومية، أو احتفالات بمناسبات وطنية، سعيًا لوضع لبنات جديدة في حصون الوعي العام، ذلك الوعي المطلوب لبناء قناعات وما يتبعها من سلوكيات إيجابية.

افتتاح المشروعات القومية العملاقة، بكل ما يعرض من تفاصيل تعكس حجم الإنجاز، في المدى الزمني القصير، ووسط تحديات عالمية بانعكاساتها الإقليمية والمحلية، في حد ذاته رسائل عملية لا تحتاج إلى من يشرحها.

 

بالأمس، افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي المرحلة الثانية من المدينة الصناعية الغذائية "سايلو فودز"، ذلك الصرح الصناعي الضخم، الذي يستهدف المساهمة في تعزيز قدرة الدولة على تحقيق الأمن الغذائي، وتلبية احتياجات السوق المحلية من وجبات المدارس والسلع الغذائية، ومن ثم الحفاظ على معدلات الأسعار.

 

أولًا: افتتاح المرحلة الثانية من هذه المدينة الصناعية، هو ثمرة جهد سنوات، رغم التحديات الاقتصادية الناجمة عن أزمات عالمية، كورونا، والحرب الروسية.

وهذا الإنجاز الصناعي، يؤكد وغيره من المشروعات الصناعية، أن الدولة تسير في خطوط تنمية متوازية، بنية تحتية وتشييد وبناء، وزراعة وصناعة وعدالة اجتماعية.

وهنا قال الرئيس: البعض يرى أن إعطاء المشروعات الصناعية أولوية، كون عوائدها أعلى، وهذا كلام صحيح، لكن لم يكن بالإمكان تأجيل العمل في مجالات أخرى لتخفيف المعاناة الناتجة عن إهمالها لسنوات.

كلام الرئيس، شديد الانضباط، وإن لم يستطرد في تفاصيل المشروعات الأخرى، التي لم يكن بالإمكان تأجيلها، فإننا ككتاب صحفيين مطلعين، وكمواطنين يعملون عقولهم، يمكنهم إدراك المعنى وتطبيقاته العملية على أرض الواقع، فمثلًا شرعت الدولة في القضاء على العشوائيات ونقلت فعليًا ملايين المواطنين إلى بيئة إنسانية وسكن كريم.

تأجيل القضاء على العشوائيات الخطرة، كان من شأنه معاناة ملايين المصريين، ساكني العشش والعشوائيات، بما يعرضهم لكوارث مجتمعية وصحية، وليست كارثة صخرة الدويقة 2008 ببعيدة عن الأذهان، عندما سحقت أرواح المئات تحت أنقاضها.

ماذا كان يعني تأجيل حل أزمة العشوائيات عشر سنوات، كان يعني أن آلاف الأطفال الذين بلغوا سن عشر سنوات مثلًا عند تولى الرئيس الحكم، سيصبحون شبابًا بالغين نشأوا في بيئة لا إنسانية، بما لذلك من انعكاسات على مستويات التعليم والفكر والحالة النفسية وفرص الحياة والعمل، بل والشعور الوطني ومدى الانتماء إلى الدولة، فرق شاسع بين شعور بالتهميش وإهمال الدولة لهم، وبين شعور بما تحقق لنقلهم لحياة أفضل.

المثال الآخر، تأخر تطوير البنية التحتية من طرق وغيرها في محافظات مقتظة بالسكان، الإسكندرية والجيزة، تأجيل تطويرها لسنوات، كان من شأنه معاناة ملايين المصريين في زحام الطرقات واستنزاف المليارات في الآثار السلبية للاختناقات المرورية، منها فقط القيمة الإضافية للوقود المستهلكة دون داعٍ، نتيجة مضاعفة زمن الرحلات في المواصلات من وإلى أي مكان.

التنمية العمرانية من مدن وأحياء جديدة، كان هدفها تلبية الطلب الناتج عن النمو السكاني، وتخفيف الضغط على العاصمة، القاهرة، والمحافظات المكتظة بالسكان، التي تتضاعف معاناة قاطنيها ما لم تشهد الدولة تنمية توسع رقعة العمران في مصر، وبالفعل تحوّلت المساحة المعمورة في مصر من 7% فقط لحوالي 14% منفذ عمران بمفهومه الشامل، "زراعي وسكني وصناعي وخدمات"، مشروعات أُنجزت وجارٍ تنفيذها.

   "الصناعة"، مهمة وأولوية، لكن كيف لها أن تنمو بلا توافر الوقود اللازم لتشغيل المصانع، فقطعًا لم تكن مشروعات محطات الطاقة الكهربية، وإصلاح الشبكات القديمة رفاهية، بل ضرورة لتحقيق اكتفاء ذاتي، وإزالة معاناة المواطنين التي نتذكرها جيدًا قبل وخلال العام 2013، بل وتوفير متطلبات التنمية الزراعية والعمرانية والصناعية من الطاقة اللازمة للتشغيل.

تنويع مصادر الطاقة، بمشروعات الطاقة النووية السلمية، والرياح والطاقة الشمسية، وأخيرًا الهيدروجين، جميعها أولويات مكملة وداعمة لأولوية الاهتمام بالتصنيع.

لم يكن بالإمكان تأخير الشروع في تطهير البحيرات ورفع كفاءتها مثلًا، لأن تنميتها تنعكس على قدرتها الإنتاجية من الأسماك، وفرص عمل، ومساهمة في تحقيق الأمن الغذائي.

مشروعات بناء الصوامع، على سبيل المثال، ومخازن الوقود على سواحل مصر، لم يكن البعض يُدرك أهميتها البالغة عند إنشائها، وربما نظر إلى أن الأولى مشروعات إنتاجية أخرى، لكن مع أزمة توقف سلاسل الإمدادات الناتجة عن جائحة كورونا، ثم الحرب الروسية- الأوروبية في أوكرانيا، ثبت أهميتها في توفير المخزون الاستراتيجي لمصر بانعكاساته على تلبية احتياجات المواطن، والحد من موجات التضخم العالمية.  

فالرسالة، هي أن الدولة تعمل وفق استراتيجية وخطط تنمية شاملة متكاملة، وهذا لا يمنع أخذ كل الآراء الموضوعية في الاعتبار، مع مواصلة تحقيق خطط التنمية الزراعية والصناعية.

الرسالة الثانية: الدولة المصرية لديها احتياطيات استراتيجية آمنة من السلع الأساسية، فلا داعي لأي قلق، وقد تم عرض ذلك بالأرقام، من خلال الوزراء المعنيين، والقدرات الإنتاجية للمشروعات القومية، ومنها ما تم افتتاحه اليوم.

الرسالة الثالثة: الدولة تُرحب وتدعم القطاع الخاص المحلي، والاستثمار الأجنبي، وترحب وتيسر الإجراءات لمزيد من الاستثمار الخاص في قطاعات الإنتاج الغذائي والزراعي، بل ومن خلال وثيقة ملكية الدولة، بالمساهمة في شركات، تعرض الدولة أسهمًا بها للشراكة.

 

الرسالة الرابعة: "سياسة مصر تتسم بالاعتدال والتوازن والانضباط الشديد، تجاه الجميع في الداخل والخارج" يقولها الرئيس بوضوح موجهًا حديثه للمواطنين والإعلاميين.

ليتابع الرئيس: "أتابع مواقع التواصل، وأحيانًا أجد حماسًا شديدًا خاصًا بعلاقاتنا مع أشقائنا، يجب الانتباه إلى أن ذلك يعكس مدى فهمنا للعلاقات مع الأشقاء، فلا ننساق حول معلومات لا أساس لها من الصحة، تروجها مواقع مُغرضة تريد الوقيعة بيننا وبين أصدقائنا، لا نكتب إلا لصالح تقوية العلاقات، نبني ولا نهدم، وبفرض وجود خلاف وهذا غير موجود، فلا ننسى الفضل بيننا".

ويذكّر الرئيس بأن مصر حتى عندما حدثت خلافات مع بعض الدول، لم يصدر عن مصر أي إساءات؛ ليضيف الرئيس، لأنني أعلم أننا سنتجاوز تلك الخلافات وقد حدث، وحتى إثيوبيا التي بيننا وبينها أزمة سد النهضة، لم تصدر عنا أية تصريحات مسيئة، والدولة عندما تريد قول شيء، فإنها تقوله بوضوح عبر مؤسساتها الرسمية.

 

وهنا الرسالة للمواطنين، مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي والإعلاميين، سياسة مصر متزنة مع الجميع، تعتمد على تقوية العلاقات لا الخلافات، وعلى المواطنين والإعلاميين الحذر من محاولات المغرضين الوقيعة بينهم وبين أشقاء وأصدقاء، علاقاتنا بينهم استراتيجية، علاقة تاريخ ومستقبل مشترك.

والأهم أيضًا، الثقة فيما تتخذه الدولة من إجراءات وخطط تنموية.

وللحديث، إن شاء الله، بقية.

ayman.rosal2016@gmail.com

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز