الحكومة الصينية تمنح كل مواطن يزرع أشجارا سنويًا شهادة فخرية
احتفلت الصين باليوم الوطني الخامس والأربعين لزراعة الأشجار هذا العام. وطبقا لخطة البلاد، فإن الحكومة الصينية ستخطط لزراعة ما لا يقل عن 100 مليون مو (6.67 مليون هكتار) هذا العام.
من الجدير بالذكر انه بين عامي 1982 و2021 ، زرع المواطنون الصينيون طواعية ما يقرب من 78.1 مليار شجرة في جميع أنحاء البلاد.

و زرعت الصين أشجارًا على مساحة 1.02 مليار مو من الأراضي منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012. وتبلغ تغطية الغابات في البلاد الآن 24.02 في المائة ، مقارنة بـ 21.63 في المائة قبل عقد من الزمن.
كما حققت الصين نتائج بارزة في تعزيز الإدارة المنهجية للجبال والأنهار والغابات والأراضي الزراعية والبحيرات والأراضي العشبية والصحاري ، وفي إطلاق برامج تخضير الأراضي على نطاق واسع حيث برزت صورة جميلة للتقدم البيئي.
هذا و تلعب الصين دورًا فريدًا في الحفاظ على الغابات ومنع إزالتها وفقا للإحصاءات الرسمية ، اذ أضافت الصين أكثر من 22 مليون هكتار من الغابات في السنوات العشر الماضية ، لتساهم بربع مساحة الغابات الجديدة في العالم ، وهي الأعلى بين جميع البلدان.

و قال إريك سولهايم ، المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ، إنه جيلا بعد جيل ، قد بذلت جهود مضنية وذكية في عملية التشجير في الصين ، وقد كتب الشعب الصيني العديد من القصص التي صنعت التاريخ.
و تحمل زراعة الأشجار حب الأجيال القادمة لوطنهم .
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ مثالا يحتذى به عندما زرع شجرة صنوبر في حديقة بحي فنغتاي ببكين في عام 2013 خلال نشاط طوعي للتشجير. ونمت الآن لتصبح شجرة طولها ستة أمتار.
و خلال نشاط غرس الأشجار الذي أقيم في بكين في الرابع من إبريل الجارى ، طلب شي من الطلاب من حوله تشجيع أطفالهم على زراعة الأشجار عندما يصبحون آباء في يوم من الأيام.
وقال لي ران، مدير قسم التشجير والبستنة بمركز إدارة حديقة معرض الحدائق ببكين "خلال السنوات العشر الماضية، عملنا على التشجير وحماية الغابات وتحسين البيئة الطبيعية، مع معدل تغطية خضراء يزيد عن 95%. وأصبحت الحديقة مكانا جديدا لسكان بكين والسياح للاقتراب من الطبيعة والاستمتاع بوقت فراغهم".
تبلغ مساحة الغابات في الصين 231 مليون هكتار، وتبلغ نسبة تغطية الغابات 24.02%. كما تمتلك 265 مليون هكتار من المراعي، مع تغطية نباتية شاملة للمراعي بنسبة 50.32%، وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن اللجنة الوطنية للتشجير.
وخلال العقد الماضي، دأبت الصين على حماية الغابات الطبيعية وإعادة الأراضي الزراعية إلى الغابات والمراعي وزراعة الغابات في مناطقها الشمالية. وزرعت الصين نحو 923 ألف هكتار من الغابات الجديدة حتى الآن في العام الجاري، ما يمثل ربع الإجمالي السنوي المخطط له.
وتنفذ الصين ما مجموعه 98 مشروعا لحماية البيئة الطبيعية واستعادتها في مناطق رئيسية، فضلا عن 25 مشروعا تجريبيا جديدا للغابات في العام الجاري، في محاولة لتحسين الحفاظ على أنظمة الجبال والأنهار والغابات والحقول والبحيرات والمراعي والصحاري.
و يؤكد خبراء ان هناك قول مأثور في الصين أن الشجرة المزروعة في الربيع ستنمو لتصبح غابة في الخريف. لذلك يهتم الشعب الصينى بجميع فئاته بغرس الأشجار في البلاد .
ولذلك أدخلت الحكومة الصينية سياسة تمنح كل مواطن صيني يزرع من ثلاث إلى خمس أشجار سنويًا شهادة فخرية.
ولذلك يولى الشعب الصيني أهمية كبيرة لزراعة الأشجار ، لأنها ترمز إلى التنشيط والتنمية المستدامة ووراثة الحضارة الصينية.
كما ان في الصين ، هناك عطلة خاصة في الربيع - تعرف باليوم الوطني لزراعة الأشجار. فمنذ آلاف السنين ، بدأ بالفعل تقليد لصق أغصان الصفصاف على الأبواب في مهرجان تشينغمينغ. حيث قام الإمبراطور شون ، وهو زعيم تحالف قبلي في أواخر المجتمع البدائي للصين ويعتبر أحد أسلاف الأمة الصينية ، بتعيين وزير لإدارة شؤون الغابات. و اتخذت كل سلالة في التاريخ الصيني تقريبًا تدابير لحماية الغابات ومنح الناس لزراعة الأشجار.
كان صن يات صن ، أول رجل دولة دعا إلى "ازدهار الصين" ، وهو من أوائل المدافعين عن زراعة الأشجار في الصين الحديثة.
وعندما توفى صن في 12 مارس 1925 ، دعت حكومة الصين آنذاك البلاد إلى زراعة الأشجار تخليداً لذكرى رجل الدولة. و تم الحفاظ على هذا التقليد منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية.



