عاجل.. خنجر "المهدي المنتظر" يكتب نهاية قصة "مخبول إمبابة"
"أنا المهدي المنتظر".. بتلك الكلمات الصادمة بدأت قصتنا وانتهت.. وضع الشيطان لبناتها الأولى منذ بدء الخلق، وتبادل الأدوار مع أبطالها، ليسدل بنفسه الستار على جريمة قتل جديدة، تضاف لسجله الحافل بالنهايات الدموية مع جنس البشر.
قصة “المهدي المنتظر” قاتل والده
قاتل مريد يتجرد من معاني الإنسانية، وينتزع بيده الملطخة بالدماء، ثياب الفطرة السوية التي فطر الله عليها الإنسان، ليدور في فلك الشيطان، ويسجل اسمه في كشوف المطرودين من جنة الخلد.
هلاوس السيطرة والاتصال بعالم السماء، سولت للفتى المارق إزهاق روح والده، في محاولة للتخلص منه نهائيًا، وعقابه على رفضه الاستجابة لدعاوته المأفونة، واتباعه والرضوخ لسلطانه، ولما لا.. فهو "المهدي المنتظر".
طارد الفتي الجميع طالبًا الانصياع له، والالتزام بتعاليمه والانضمام لدعوته التي يتلقى وحيها من السماء، مؤكدًا أن الصفح وجنة الخلد بيده وحده، فيما سيلقى منكروه مصيرهم المحتوم، ليلقي بهم في أعماق الجحيم.
حاول الأب قدر استطاعته صد نجله عن غيه، واستنفذ كل المحاولات الممكنة، لتقويمه وإعادته إلى طريق الصواب، باللين والمقاطعة مرة والزجر والضرب مرات، لعله يستفيق ويعود لرشده، ليقابل "الابن العاق" تلك المحاولات اليائسة بمزيد من العناد.
لشهور طويلة كرر الوالد هذا السيناريو الباهت، مستشعرًا قلة حيلته أمام هذا الشيطان المارد، الذي يسكن بين جدران منزله، إلا أن محاولاته جميعًا باءت بالفشل، ولم تفلح في الإتيان بتغيير ملحوظ.
في المقابل، عكف الابن الآبق على التحضير لمفاجأته المدوية، وأعد العدة للخلاص من والده، وإزاحة أكبر عقبة تواجه نشر دعوته المريضة. رسم السيناريو قصته الدموية، وفي المساء تسلل إلى غرفة والده، ليغرس خنجره المسموم بالحقد والهلاوس والكراهية، في جسد الأب العجوز.
توالت طعناته وسالت الدماء من جسد أبيه، حتى غطت أرضية مخدعه، وصعدت روحه إلى بارئها، تاركًا هذا الشيطان لينال عقابه الرادع أمام محكمة الأرض، قبل أن يلاقي جزاءه المحتوم أمام ملك الملوك ورب الخلائق.
كانت محكمة جنايات القاهرة قد قضت في وقت سابق وبإجماع الآراء بإعدام المتهم محمد محمد السيد دائرة قسم إمبابة شنقًا، بتهمة قتل والده عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.
وقضت محكمة النقض - اليوم السبت - برئاسة المستشار محمد رضا حسین، نائب رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين على حسنين، عادل عمارة، أحمد أمين، هشام الجندي، الدكتور أكرم بكري، محمد تركي، تامر الجمال، حسن ذكي، حاتم عبد الباري سليمان، حسام حسين الجيزاوي، محمد باشا، نواب رئيس المحكمة، بإقرار حكم إعدام قاتل والده بغرفة نومه.
وترجع وقائع الجريمة إلى قيام المتهم "محمد. م. ا" بدائرة قسم إمبابة بقتل والده عمدًا مع سبق الإصرار.
وجاء في مذكرة الحكم أن المتهم تسلح بوحشية الوحوش الضارية في البرية، وقام بلا رادع من قيم ولا أخلاق ولا دين ولا صلة رحم، مخططًا لجريمته الشنعاء، بطريقة تحدث دويًا وصدمةً ورعب لكل من يسمع بها.
فهداه تفكيره الضال إلى جريمته، التي لم يعهد بها المجتمع المصري من أدناه إلى أقصاه، بحجة دوام الخلافات الأسرية بينه وبين والده، بسبب أفكاره غير السوية التي يدعي فيها أنه "المهدي المنتظر".
واعتاد "المجني عليه" تعنيف "المتهم" ضربًا وسبًا ونهرًا، في محاولة لتقويم سلوكه المعوج، وإقصائه عن أفكاره غير السوية.
وأمام هذا الرفض بيت "المتهم" النية، وعقد العزم على الخلاص من أبيه، فقتله بـ"خنجر" أعده مسبقًا، وانتظر والده "المجني عليه" حتى استغرق في نومه بحجرته الخاصة، ليتسلل المتهم ويباغته بالطعنات في مواضع مختلفة حتى أزهق روحه.
قضت محكمة جنايات القاهرة بإجماع الآراء بإعدامه "شنقًا"، وأيدت اليوم محكمة النقض ذلك الحكم.



