التفاصيل التي لم تُنشر في قضية محاكمة ترامب

ضجت الصحف الأجنبية صباح اليوم السبت، بمعلومات حول لائحة الاتهامات الموجهة إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث تم نشر أكثر من 5 صفحات من لائحة الاتهام التي تضم 37 تهمة جنائية.

ولكن هناك تفاصيل لم يتم الكشف عنها وهى ما نشرتها صحيفة "ميرور" حيث كشفت عن صفحات من لائحة الاتهام الفيدرالية غير المختومة لترامب في 9 يونيو 2023 في واشنطن.

وليس دونالد ترامب هو الشخص الوحيد الذي يواجه تهمًا جنائية بسبب إخفاق الوثائق السرية، إذ وُجِه إلى مساعده ستة تهماً جنائية بما في ذلك تهم إعاقة سير العدالة والإدلاء بأقوال كاذبة لمكتب التحقيقات الفيدرالي.

وكانت الشرطة الفيدرالية قد عثرت على وثائق سرية في حمام ترامب، بمنزله في مار-ايه-لاجو بعد مغادرته البيت الأبيض، كمحاولة خرقاء منه لنقل صناديق الوثائق وإخفائها عن مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وثيقة إيران ومؤامرة الجيش الأمريكي

عرض ترامب بعد ترك منصبه بالبيت الأبيض، في مناسبتين على الأقل، الوثائق السرية التي أخفاها على أصدقائه من السياسيين والدبلوماسيين ورجال الأعمال الذين يزورونه في نادي الجولف الخاص به في بيدمينستر بنيو جيرسي.

وكشف ترامب لصديقين له وكاتب صحفي وناشر عن محاولة اغتيال موثقة "مخطط هجوم" قال إنها أعدها له الجيش الأمريكي للتخلص منه، ذلك في اجتماع مسجل بالصوت.

وحسب ما وُرِدَ في لائحة الاتهام تضمن التسجيلات الصوتيه لترامب كشفه عن وثيقة صاغها رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي مارك ميلي حول إيران.

واعترف ترامب في تلك الجلسة، بأنه كان بإمكانه رفع السرية عن تلك الوثائق أثناء توليه الرئاسة، لكن لم يتمكن من ذلك.

الرئيس الأمريكي السابق ورط مساعده وحوله إلى متآمر مشارك، وهو والت ناوتا الذي تدينه لائحة الاتهام بتنفيذه أوامر ترامب بنقل الصناديق التي تحتوي على وثائق سرية لإخفائها عن محامي ترامب ومكتب التحقيقات الفيدرالي.

وحاول المدعون عقد صفقة مع ناوتا، وضغطوا عليه للتعاون في التحقيق، كما قال مصدر مطلع على الوضع لـ POLITICO ، لكن التهم التي تم الكشف عنها يوم الجمعة تشير إلى أنه والمدعين العامين لم يتوصلوا إلى شروط بشأن صفقة - على الأقل حتى الآن.

أسرار السلاح النووي في الحمام 

لم يكن مار-ايه-لاجو المكان المناسب لإخفاء الوثائق السرية، لأنه نادي اجتماعي نشط استضاف عشرات الآلاف من الأعضاء والضيوف، واضطر ترامب لإخفاء الوثائق في حمامه الخاص، بينما كان يحتاج لـ "المقصورة الحساسة" منشأة المعلومات الخاضعة لحراسة مشددة، وتُستخدم عادةً لتخزين أسرار الأمن القومي الأكثر حساسية.

وتُظهر إحدى الصور الواردة في التحقيقات، صناديق من السجلات منها وثائق السلاح النووي مخزنة في الحمام وغرفة الاستحمام في منزل ترامب في بالم بيتش بفلوريدا، وهناك وثائق أخرى تم حفظها في إحدى قاعات الرقص وأخرى في غرفة نومه.

إهدار آلاف أسرار الأمن القومي الأمريكي على الأرض

تشير التفاصيل الأخرى الواردة في لائحة الاتهام على الطبيعة العشوائية لترامب في حفظ هذه الأسرار الخطيرة، فتركها تتناثر على الأرض، فقد أكدت لائحة الاتهام أنه في إحدى المناسبات بديسمبر 2021، انسكبت الصناديق التي تحتوي على مزيج من السجلات السرية وغير المصنفة على أرضية غرفة التخزين، حينها أرسل ناوتا صورة لمشهد الوثائق إلى أحد مساعدي ترامب.

وجاء في لائحة الاتهام أن إحدى الوثائق، المصنفة "سرية" والمخصصة للوصول إليها فقط للمسؤولين الأمريكيين والحلفاء المقربين، تتضمن أسرار خاصة بـ"القدرات العسكرية لدولة أجنبية".

هجمات ترامب على هيلاري كلينتون ...

لا يخوض مكتب التحقيقات الفيدرالية في كثير من الأحيان في خطابات السياسيين، لكن المستشار الخاص جاك سميث لم يخجل من إدراج بعض خطابات حملة ترامب الرئاسية لعام 2016 في لائحة الاتهام، ومنها خمسة تصريحات أدلى بها ترامب حول معلومات سرية، مما يؤكد فهمه لضرورة حمايتها والتطبيق الصارم للقوانين المتعلقة بها.

وجاءت تصريحات ترامب للهجوم على منافسته على الرئاسة في ذلك العام، هيلاري كلينتون، حيث وجه اتهامات بالاحتفاظ بمعلومات سرية على بريدها الإلكتروني، وكان من المفترض أن يحاكم ترامب منافسته كلينتون على تلك الجريمة فهى ليست قضية سياسية وإنما قضية أمن قومي.

خلافات جون برينان ...شش

وهناك تصريح آخر أدلى به ترامب في عام 2018 حول مخاطر منح المسؤولين السابقين حق الوصول إلى أسرار الأمن القومي، قائلاً إن "يجب منع المسؤولين السابقين الذين إلى مناصب حزبية من الوصول إلى هذه المعلومات الحساسة".

وبعدها تم تجريد رئيس "سي اى ايه" السابق جون برينان من تصريحه الأمني بعد أن انتقد علاقات ترامب بروسيا وقال إنه يخاف من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

واتهم ترامب رئيس CIA السابق مراراً بمحاولة اغتياله، وقدم للبنتاجون تسجيلات صوتية تدين برينان، ورغم التحقيق في نظريات المؤامرة لم يتم تأكيد الأمر.

وتشير لائحة الاتهام إلى أن مسؤولي الأرشيف الوطني ضغطوا على مساعدي ترامب لإعادة الملفات المسروقة إلى واشنطن، وفي يناير 2022، تم إعادة 15 صندوقًا من منزل ترامب إلى البيت الأبيض، وكانت تضم 197 وثيقة سرية.