انقلاب "طاهِ بوتين" يتحول إلى معارك غير مسبوقة على أرض الكرملين

بعد شهور من التصعيد الخطابي والانتقادات الشديدة لمؤسسة الدفاع الروسية، تحدى زعيم قوات فاجنر المرتزقة، يفجيني بريجوزين، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل مباشر.

فيما أدى هجوم زعيم فاجنر ضد قوات الجيش الروسي إلى تصعيد التوترات الأمنية بشكل كبير، لكن لم يتضح بعد حجم التهديد الذي يمثله الوضع الحالي على الكرملين.

وقد اتهم جنرالات الجيش الروسي قيام مرتزقة روسيين بمحاولة القيام بانقلاب ضد بوتين، مشيرين إلى مواجهات مفتوحة بين رئيس فاجنر والجيش الروسي، الذين تنازعوا لأشهر حول تكتيكات الحرب الروسية في أوكرانيا، وفقاً لنيويورك تايمز الأمريكية.

وتعهد زعيم فاجنر بقيام قوة من المرتزقة قوامها 25000 جندي بشن هجوم ضد وزارة الدفاع الروسية، على الرغم من أنه نفى أن يمثل هذا الهجوم "انقلابًا عسكريًا".

وُلِد بريجوزين في لينينجراد، المعروفة الآن باسم سانت بيترسبرج، وكان معروفًا منذ فترة طويلة باسم "طاهِ بوتين" بسبب عقود تقديم الطعام مع الكرملين.

وتقول "نيويورك تايمز" إن قوات المرتزقة فاجنر بقيادة بريجوزين، وهي جماعة عسكرية غامضة خاصة، ظهرت لأول مرة أثناء ضم روسيا غير القانوني لشبه جزيرة القرم في عام 2014، ومنذ ذلك الحين مارست نفوذها لصالح موسكو في سوريا وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى والسودان ومالي وموزمبيق.

وقالت وكالة أسوشيتيد برس، إن بريجوزين قضى 10 سنوات في السجن في السنوات الأخيرة من الاتحاد السوفيتي، لكنه لم يكشف عن السبب.

ولسنوات، كان ينفي بريجوزين صلاته بمجموعة فاجنر المتحالفة مع الكرملين، التي يُشتبه قيامها بهجمات عسكرية على ما يقرب من 30 دولة، وتم اتهامها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في دول من بينها جمهورية إفريقيا الوسطى، وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

لكن في أواخر العام الماضي، بعد بدأ الحرب الروسية الأوكرانية، اعترف بريجوزين علنًا بأنه يمتلك الشركة التي جندت عشرات الآلاف من السجناء للانضمام إلى القتال في أوكرانيا.

وقد شاركت قواته في واحدة من أطول المعارك وأكثرها مرارة حتى الآن، على مدينة باخموت، ثم بدأ احتدام الخلاف بينه وبين الكرملين،  وزادت انتقاداته للقيادة العسكرية الروسية.

وسبق ولاحق القضاء الأمريكي "بريجوزين" في عام 2018، إذ وجه المحامي الخاص بوزارة العدل الأمريكية اتهامات له و12 مواطنًا روسيًا آخرين بتورطهم في منظمة "ترول"، تُعرف باسم وكالة أبحاث الإنترنت، والتي اتُهمت بمحاولة التأثير على الناخبين الأمريكيين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016.

ويستعد اللواء 35 من مشاة البحرية الأوكرانية واللواء الآلي 36 لهجوم بالقرب من مدينة باخموت الأوكرانية حيث فقدت مجموعة فاجنر ما لا يقل عن 10000 مقاتل، وفقًا لمسؤولي الدفاع الروس.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أمس الجمعة أن أوكرانيا تستغل التقدم المزعوم لرئيس فاجنر يفجيني بريجوزين في روسيا.