السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تزامنا مع انطلاق فعاليات النسخة الثانية للقمة الإفريقية الروسية.. تعرف على أطر الشراكة الافريقية الروسية

بوابة روز اليوسف

وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، اليوم الاربعاء، إلى مدينة سان بطرسبرج بروسيا الاتحادية، وذلك للمشاركة في فعاليات النسخة الثانية من القمة الأفريقية الروسية.

 

وتزامنا مع انطلاق فعاليات النسخة الثانية من هذه القمة، تسترجع "بوابة روز اليوسف" مع قرائها الاعزاء أبرز ما تم فى النسخة الاولي من تلك القمة، والتي انطلقت بمدينة ستوشى الروسية فى يومي 23 و24 أكتوبر عام 2019، وذلك من حيث أطر الشراكة الافريقية الروسية.

 

الشراكة الإفريقية الروسية

حيث وفر انعقاد القمة والمنتدى الروسي الأفريقي بسوتشى، في ظل رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، زخما إيجابيا لتدعيم التعاون الثلاثي بين مصر وروسيا وإفريقيا، وذلك من أجل تعزيز التنمية المستدامة والاستقرار بالقارة السمراء.

 

ودشنت القمة مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات الروسية الإفريقية، حيث أشرت على عودة الاهتمام الروسي بالقارة الإفريقية من المنظور الاقتصادي.

وأسهمت رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي وقيادة الرئيس السيسي للقارة الإفريقية في ٢٠١٩، ودور مصر القيادي في القارة وعلاقتها بروسيا بدور رئيسي في إنجاح كافة التحضيرات للقمة التي عقدت برئاسة مشتركة في كافة فاعلياتها وجلساتها، وبحضور ضخم وكبير من الدول الافريقية وممثلي الشركات بالجانبين.

 

 

مصر...الشريك الأول

وتعد مصر هي الشريك الأول لروسيا في القارة الإفريقية، كما أن حجم التبادل التجاري بين القاهرة وموسكو يبلغ ٤٠٪ من حجم التبادل التجاري بين روسيا ودول القارة الإفريقية.

كما أن مصر هي نقطة الانطلاق الأولى والطبيعية للتعاون المصري الروسي مع دول القارة في ظل العديد من المشروعات التي يتم تنفيذها في مصر وعلى رأسها المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية بقناة السويس التي تعد مشروعاً ضخماً تبلغ استثماراته حوالى ٧ مليارات دولار ويوفر ٣٥ ألف فرصة عمل، وكذلك ستمهد الطريق للبدء في مشروعات للتصنيع المشترك وتوطين الصناعة والتصدير إلى أسواق العديد من الدول في مناطق جغرافية مختلفة.

 

وتعد مصر نقطة انطلاق روسيا لأفريقيا وعدد من التجمعات الاخرى في العالم في ظل اتفاقيات التعاون التي وقعتها مصر مع عدد كبير من التجمعات العربية والإفريقية والدولية والتي يبلغ عدد سكانها مليار ونصف المليار نسمة.

وبدا حرص الجانب الروسي على تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية في كافة المجالات جليا، في تأكيد وزارة الخارجية الروسية مؤخرا على أن إفريقيا شريك مهم بالنسبة لروسيا، وأن العلاقات مع دول القارة الإفريقية تحمل طابعا مستقلا ولا تتأثر بالتقلبات في المجتمع الدولي.

ويرى الجانب الروسي أن المشروعات الزراعية والتقنية المتقدمة، الطب، التكنولوجيات الموفرة للطاقة، اللوجستيات، ومشاريع البنية التحتية تفتح آفاقا واسعة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين موسكو وإفريقيا.

في المقابل، تتطلع العديد من الدول الإفريقية إلى تنويع شراكاتها مع الجانب الروسي على أساس المصالح المتبادلة والاحترام الكامل للسيادة الوطنية.

 

وأشار تقرير أعدته وزارة التنمية الاقتصادية الروسية الى نمو حجم التبادل التجاري بين روسيا ودول إفريقيا منذ عام 2016، حيث نما التبادل التجاري عام 2018 بنسبة 1.7 %، وبلغت قيمته 20.4 مليار دولار، ونمت الصادرات الروسية بنسبة 18.2 %، حتى 17.5 مليار دولار، بينما نمت الواردات بنسبة 11.5 %، حتى 2.9 مليار دولار. وبلغ الفائض التجاري لروسيا 14.6 مليار دولار.

 

ويعود نمو التبادل التجاري عام 2018 مقارنة بالعام السابق، يعود بالدرجة الأولى إلى نمو صادرات المنتجات الغذائية الروسية والمنتجات الأولية للإنتاج الزراعي بنسبة 27.8 %، حتى 4.6 مليار دولار، والمنتجات المعدنية والخامات بنسبة 63.2 %حتى 3.1 مليار دولار.

وعلى الجانب الآخر نمو واردات المنتجات المعدنية الأفريقية بنسبة 78.1 %، حتى 367.7 مليون دولار، ومنتجات الصناعات الكيميائية بمرتين ونصف، حتى 254.2 مليون دولار.

 

وشهدت الأعوام الماضية نموًا ملحوظًا في أنشطة الشركات الروسية بعدد من الدول الإفريقية ومن بينها زيمبابوي وأنجولا والجابون وزامبيا وموزمبيق وجنوب أفريقيا، في العديد من المجالات من بينها التعدين والطاقة والنفط.

ومن أبرز الشركات الروسية العاملة في إفريقيا، "ألروسا" لإنتاج الألماس، وشركات كبرى تعمل في مجال الطاقة مثل "روس نفط" و"لوك أويل" و"غازبروم"، ومؤسسة "روس آتوم" وغيرها.

 

لاعب مهم

وتنظر الدول الكبرى ومن بينها روسيا إلى القارة الإفريقية على أنها لاعب مهم على الساحة الاقتصادية والعلاقات الدولية بفضل مواردها الطبيعية والبشرية وإمكانياتها الاقتصادية الضخمة، حيث شهدت بيئة الأعمال تحسنًا ملحوظًا في عدد من الدول الإفريقية، وهو ما ساهم في زيادة معدلات الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالقارة، علاوة على النمو السريع لعدد من القطاعات الاقتصادية بإفريقيا كالتجارة والطاقة.

 

وتسعى روسيا إلى الاستفادة من الفرص الاقتصادية والتجارية والاستثمارية المتاحة بالقارة الإفريقية لتعزيز نموها الاقتصادي مع إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية وتزايد اهتمام القوى الاقتصادية الكبرى بتلك القارة، وعلى رأسها الصين التي تسعى بشكل مستمر إلى تعزيز تواجدها التجاري والاستثماري بتلك القارة من خلال منتدى التعاون الصيني الإفريقي "فوكاك"، ومبادرة الحزام والطريق، واليابان التي عززت شراكتها مع الدول الإفريقية من خلال مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية "التيكاد".

 

مجالات التعاون

وتشمل مجالات التعاون المواتية بين روسيا وإفريقيا الزراعة والطاقة ونقل التكنولوجيا والعلوم والتعليم والابتكارات والبنية التحتية والتعدين، والتكنولوجيا النووية والنقل.

ورغم الأزمات المتلاحقة التي عصفت بالاقتصاد العالمي خلال السنوات الماضية تضمنت قائمة الدول ذات الاقتصاديات الأسرع نموا في الفترة الأخيرة 10 دول إفريقية على الأقل، كما ارتفع حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في الدول الإفريقية بأكثر من 5 أضعاف خلال الأعوام العشرة الأخيرة وهي كلها مؤشرات تؤكد غنى أفريقيا بالموارد البشرية والطبيعية اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة، وتمهد الطريق لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين روسيا وإفريقيا.

تم نسخ الرابط