فكري صالح: أكتوبر ردت الشرف المصري والعربي
فكري صالح حارس، مرمى نادى الزمالك، خاض آخر مباراة له أمام الطيران قبل حرب أكتوبر المجيدة بتسعة أيام، لينتقل بعدها فكري صالح من حراسة الشباك إلى الجبهة لحراسة الأرض والعرض ويحفر اسمه على رمال سيناء بدمائه، ويسطر أروع نماذج البطولة، التي يقص حكاياتها على كل من يلتقيه؛ رغبة منه في تذكير الجميع بأمجد الأيام في تاريخ مصر.
بوابة روزاليوسف حرصت علي التواصل مع فكري صالح مدرب حراس مرمى منتخب مصر الذي روى حكايته مع حرب أكتوبر المجيدة.
كيف كان يومك الأول في حرب أكتوبر المجيدة؟
- قبل حرب أكتوبر بتسعة أيام لعبت آخر مباراة لي مع فريق الزمالك التي أقيمت يوم 1 رمضان، أمام نادي الطيران على استاد القاهرة، وبعدها وصلت 3 سيارات عسكرية أمام الاستاد لتنقل 3 ضباط، هم: أنا وحمادة إمام وعفت، إلى وحداتنا، ووقتها سألنا حمادة إمام عن سبب وجود السيارات فأخبرنا أن الأمر لن يزيد على مشروع تعبوي، وسوف نعود بعد أسبوع واحد، وحين ذهبت إلى وحدتي وجدتها تتجهز للحرب وللتحرك.
<< من حراسة الشباك للدفاع عن الوطن
في اليوبيل الذهبي لحرب أكتوبر الجيدة.. كيف ترى الحرب؟
- تعد حرب أكتوبر هي حرب التحرير ورد الشرف المصري والعربي بالكامل، فقد قمت بدوري تجاه بلدي، وهو شرف لي ولأسرتي وأبنائي.
خرجت من حرب أكتوبر بثلاث جوائز أو 3 إصابات "شظية وطلقتين"، وأنا أرى أن الدفاع عن الوطن شيء مقدس، إذ مكنتنا حرب أكتوبر 1973 من رد كرامتنا وشرفنا أمام العالم أجمع، بعدما طبقنا خطة "الخداع" بالحرب كما يجب أن يكون، ما أعطانا النصر خلال 6 ساعات، واستطعنا تحرير كل النقاط القوية في وقت قياسي.
الإسرائيليون قالوا إن خط برليف يحتاج قنبلة ذرية لتجاوزه، ونحن عبرناه في فترة وجيزة لنحطم هذه الأسطورة الكاذبة، إذ واجهنا الارتفاع الشاهق لخط برليف وخطوط النابالم، كما تجاوزنا مدفعية العدو التي كانت على بعد 5 كيلومترات، في مواجهة كل من يفكر في تجاوز هذه الموانع، إلا أننا تغلبنا على كل هذا وتجاوزنا هذه المصاعب وحققنا النصر، وكان الجندي المصري هو كلمة السر في هذا النصر.
كيف كانت بسالة الجندي المصري في أكتوبر؟
- كان الجندي المصري هو كلمة السر في نصر أكتوبر، وتغلبت عزيمة الجندي المصري وإدراكه لمهامه ورغبته في استرداد شرفه على السلاح الإسرائيلي الأكثر تطورًا، ونحن رأينا أمثلة كثيرة لأفراد يقضون على ألوية مدرعة بالكامل كما رأينا صائد الدبابات، وكل هذا نتيجة شجاعة ومعدن الجندي المصري، لدرجة أن هناك جنودًا إسرائيليين لم يطلقوا رصاصة واحدة من الخوف واستسلموا أمام الجندي المصري الذي له باع في الشجاعة، وليس لهذا أي علاقة بالإمكانيات، وهذا سر انتصار وعظمة الإنسان المصري.
بعد 50 سنة من انتصار أكتوبر المجيد.. كيف يرى أبناؤك وأحفادك هذا النصر؟
- أحكى لأبنائي وأحفادي عن الحرب باستمرار، كما تجولت مع نجلي الأصغر «محمود» في الأماكن التي وقعت بها حرب أكتوبر، وفرّجته على بانوراما حرب أكتوبر ووضحت له الأماكن اللي حاربت فيها، فهذا الجيل شغوف للغاية بالحرب وحين يشاهد أي فيلم أو مسلسل عن الجيش وبطولاته فيرغب في معرفة المزيد، وكان ابني "بيطلع" أفارول الصاعقة بتاعي ويلبسه، ويقول لي أنا ضابط.
كيف نعيد «روح أكتوبر» من جديد؟
- نحتاج أن نعيد روح حرب أكتوبر من جديد بيننا، وأن تكون معنا في كل تعاملاتنا، فالشعب العظيم عندما انتصر بالحرب لم ينتصر كمقاتلين فقط بل لأن كل مواطن أدى دوره المنوط به، فكل أبناء الشعب المصري توجهوا إما للمستشفيات للتبرع بالدم أو للتطوع، كما انتهت السرقة تمامًا خلال أشهر الحرب، في دليل واضح على روح أكتوبر وروح الشعب المصري الأصيل.



