مع شروق شمس الاثنين 5 يونيو 1967م، في تمام الساعة 8.45 صباحًا تشن قوات العدو الإسرائيلي ضربة جوية مُكثفة على المطارات المصرية وبطاريات الدفاع الجوي، محدثة خسائر فادحة؛ لتنتهي بهزيمة قاسية لجيش مصر الذي صدرت إليه تعليمات انسحاب من دون قتال.
تحدي هو الأخطر للشعب المصري في العصر الحديث، فقدان سيناء حتى الضفة الشرقية لقناة السويس، خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، قذائف حرب نفسية، يضاعف أثرها الهزيمة، والانسحاب العشوائي للجيش والهزيمة العربية على ثلاث جبهات.
لكنها كما يروي لنا التاريخ دروسَه وعظاته؛ لحظة من الاختبارات المصيرية لجوهر الشخصية المصرية، التي تستدعي تلقائيًا مخزون چيناتها الحضارية الدفاعية، ضاربة بكل نظريات علم النفس والاجتماع السياسي والسلوكي، وقواعد الحرب النفسية عرض الحائط.
أعلن الرئيس عبدالناصر المهزوم سياسيًا التنحي، فخرجت الجبهة الداخلية، تعلن انتصارها على العدو وإن حقق انتصارًا خاطفًا عسكريًا، حرّكت الجماهير چيناتها الحضارية وهويتها الوطنية، داعية القائد لمواصلة القتال، فهزيمة معركة لا تعني الاستسلام.
وعلى الجبهة كان الأبطال الحاملون لذات الچينات، يبدأون المواجهة في حرب استنزاف لم تمهل للعدو وقتًا لالتقاط أنفاسه، فتكبد خسائر فادحة دفعته لإعادة حساباته، ورمّمت ما أصاب الروح المعنوية لمقاتلينا من شروخ.
وكما استشهد الجد المَلك القائد "سقنن رع الأول"، في مَعارك الجهاد لتحرير مصر من الهكسوس أول غزاة لمصر في التاريخ؛ فقد استشهد في 9 مارس 1969م, الفريق عبدالمنعم رياض وسط جنوده على الجبهة الأمامية للقتال.
قدّم الفريق عبدالمنعم رياض نموذجًا لطبيعة القادة، الذين تحمّلوا مُهمة إعادة بناء القوات وتنظيمها والتخطيط لحرب الاستنزاف وانتصار أكتوبر المجيد؛ فقد تولى مهمته بعد هزيمة يونيو 1967م, وكان له دور بارز في قيادة عمليات حرب الاستنزاف، فهؤلاء الرجال كانوا دائمًا وسط جنودهم.
وللحديث غدًا إن شاء الله بقية
أقراء المزيد



